عمر عبد الكافى : الإسلام وضع أسس ومناهج الاقتصاد محيط _ إيمان الخشاب
فى حلقة جديدة من برنامج "نداء الايمان" والذى يذاع دائماً على قناة الرسالة ، تحدث مقدم البرنامج قائلاً :نعيش دائماً مع نداء الإيمان مع أهل الإيمان مع أستاذينا الجليلين الأستاذ الدكتور عمر عبد الكافي و المفكر الداعية الدكتور العربي كشاط ، في هذه الحلقة نعيش مع آية جديدة من آيات الله عز وجل وهذه الآية لا تتعلق بالأوامر وإنما تتعلق بنهي رباني حيث نعيش معاً في هذه الآية من سورة آل عمران إذا يقول الرحمن (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون). وأضاف :في إطار هذه ظل ما واجهناه ومازالت اصداءه حتى الآن من الأزمة العالمية التى تعرض العالم لها تأتي آيات في هذا الموضوع لها صدى آخر فإن مجلس الكنائس العالمي يقول يجب أن نراجع طرق المصارف وطرق التعامل المالي في العالم بعد هذه الأزمة لنقرأ القرآن من جديد ، والأبحاث التي صدرت من مركز الأبحاث التابع للكونجرس الأمريكي أوصى بضرورة التعاطي والتعامل مع النظام الإسلامي ، والذين حصلوا على جوائز عالمية جائزة نوبل في الاقتصاد مثل مستر آلن وغيره يقولون يجب أن نعود وأن نقرأ النظام الإسلامي ، ومجلس الشيوخ الفرنسي وغيره الكثير الآن العالم يتخبط من أثر هذا الربا الذي جثم على اقتصاد العالم كله أستاذنا الكريم كيف تقرأ هذه الآيات بالعالم من حولك؟. د.عمر عبد الكافى: عندما بشرنا في كتاب الله عز وجل ليظهره على الدين كله ليس معنى هذا أن يدلف أو تدلف المليارات الستة إلى دين الله لتشهد لله الوحدانية ولحبيبنا محمد الرسالة صلى الله عليه وسلم ولكن لظهره على الدين كله أي عند الأزمات المحتدة يؤب الناس إلى ما أنزل رب الناس ،يعني إذا كان الخمر مباح عند الغير يأتون في وقت الضرورة ويمنعون سائق السيارة أن يكون مخمور وقائد الطائرة أن يكون مخموراً لما إن الخمر مباح عندهم فلتدعه يشرب فلتدعه يعاقر الخمر لا لأن القضية هنا تتعلق بأرواح الآخرين إذا كان المباح خطراً في مواقف فهو أخطر في مواقف أخرى فإذا حذر الخالق البشر من قضية الربا إذا لو عدوت أنت الخط المرسوم لك في المنهج الإلهي تتعب قال ربنا ولما جاوزاه قال لفتاه آتنا غدائنا ... من سفرنا هذا نصبا النصب لم يحدث إلا لما جاوز فأنت إن جاوزت الحد تعبت . مؤتمرات العالمية تقول يجب أن تؤول الفائدة إلى صفر يجب أن تؤول الفائدة إلى صفر أول ما يسمع الاقتصاديون العلمانيون من بني جلدتنا والله فعلاً هذا حل المشكلة طب نقول منذ 1430 سنة أن يجب أن تؤول الفائدة إلى صفر ولكم رؤوس أموالكم هذه الفائدة الصفر لماذا المصطلح الشرعي رفضتموه والمصطلح الاقتصادي الذي قاله كنز وغيره قبلتموه لأن الأمراض النفسية والأمراض العقلية إذا جاز التعبير والأمراض الاجتماعية إذا استشرى عندئذ الهوى يحكم أفرأيت من اتخذ إلهه هواه هذه البشرية المتخبطة عندما تعاملت بالربا كانت تتبع أسلافها الفاسدين عندما قالوا قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا ، إذاً نفس القضية جعلوا الاقتصاد قائم على الربا فلما انهار العالم في أيام معدودات بدأ يفيق الإنسان على لحظات وللأسف إن لم تفيق البشرية وتؤوب إلى الفكر الإسلامي إلى أنه طوق النجاة ولأن هؤلاء سوف يحتاجون إلينا يوماً وهم في حاجتهم إلينا أكثر منا نحن في حاجتنا إليهم المنظورة القيمية الموجودة في الكتاب والسنة لا يستغني عنها إنسان عاقل أما المنظومة الأخرى التي منظومتها أرضية تتبخر عند أول أزمة وهذه هي الحال التي نراها فالله عز وجل ينذر الناس ألا يأكلوا الربا أضعاف مضاعفة المصيبة أن الربا فعلاً لا ينطبق عليه الربا العالمي الآن لا ينطبق عليه إلا هذا الكلام أكل الربا أضعاف مضاعفة بحيث زادت القلة القليلة غنا وازدادت الملايين الفقيرة فقراً وإنا لله وإنا إليه راجعون . فأنا أقول أن هنيئاً لنا بديننا فليفرح المؤمنون بل قل بفضل الله فبذلك فليفرحوا هو خير هو خير مما يفعلون. المقدم: منذ فترة عقد مؤتمر بجامعة هونج كونج وكان الموضوع أساسيات الاقتصاد الإسلامي والمفاجأة أن رؤساء البنوك ويعني أساتذة الاقتصاد في انتظار أن يسمعوا المحاور الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي وكانت المحاضرة مدتها ساعة والحوار نصف ساعة امتدت لأربع ساعات لتعطش هؤلاء إلى الفكر الإسلامي الجديد ، وبما ان الدكتور العربى يعيش في الغرب منذ أكثر من 30 عاماً وعندك متابعة لحركة المجتمع في قضية التعامل الاقتصادي .. ما هي قراءتك للمستقبل القريب د.العربي: أولاً في بداية هذه الظاهرة أكثر الناس من الحديث عن أزمة في الواقع أن كلمة أزمة لا تتعلق بالمال قالوا الأزمة المالية ليست أزمة مالية عرف وينبغي على العقلاء أن يبحثوا عن المرض يعني إذا ارتفعت درجة الحرارة من الممكن تسكين الحرارة ببعض الحبوب لكن ثم الجهاز يعتاد هذه الحبوب فتصبح مشكلة أخرى هذا الذي حدث في الحضارة المهيمنة يعني تسكن الأعراض والحضارة المهيمنة فقدت أول الأمر رأسها وعندما فقدت رأسها أصبحت عاجزة أن ترفع رأسها إلى السماء والذي يرفع رأسه إلى السماء يتلقى أمر الرسالة وأمر الرسالة يجعل الإنسان يفكر في كيفية تسيير الحياة الرسالة وتسيير الحياة عندما تفضلت بقراءة الآية الكريمة لفت نظري لأول مرة لفتت نظري كلمة لا تأكلوا المفروض أنو آكل الطعام لماذا استعمل القرآن فعل تأكلوا بدل مثلاً لا تتعاملوا نحن في حديثنا العادي لا يجوز التعامل في الربا والقرآن ما قال التعامل بالربا قال لا تأكلوا. فاللغة العربية عجيبة كلمة الاقتصاد مثلا ماذا تعني بندها الأساسي الأول تحديد القصد كلمة اقتصاد توحي بالقصد ما المقصود من الأكل ما المقصود من التنمية ما المقصود بالبحث عن الثروات هذه إذا وهذه الكلمة يعني لا وجود لها بغير العربية وبالتالي مفاهيم الاقتصاد عند غيرنا تختلف عن تصوراتنا الإسلامية ما فيه قصد آكل آكل أشرب أشرب أنمي حتى حدث أكثر من مرة أن كميات وأطنان من الأكلات رميت في البحر وحرقت والناس تموت جوعاً كم طفلاً يموت في أفريقا. نرجع إلى الاقتصاد الآن تأكلوا يعني الفقر يأكل ولكن هناك أكل يغذي وأكل لا يغذي الله لم يقل لا تتغذوا إنما قال كلوا الأكل المغذي ينفع كل الأجهزة الإنسانية، وبربط هذا الكلام بقضية لا تأكلوا الربا أضعاف مضاعفة وبعدين الوقفة الإيمانية اتقوا الله لعلكم تفلحون في نهاية الآية يعني ربنا سبحانه وتعالى بيقول لنا أنتم إما مقدمون على فلاح أو على خراب كيف ؟ الإنسان عندما يأله العقل إنسان يخبط خبط عشواء لأنه يسير على غير نهج فكر لماذا أنا أعيش فجاء في مسألة المال ومسألة الاقتصاد بما نفهمه أنه عمل نظام مكتوب ومنقط تماماً عن النظام السماوي فبدأ الأمر الأموال تتضخم عند الغني فيفتري أكثر ويبتدي يخلق أزمات. وبعدين هو أصلاً هو إنسان فرصته الوحيدة الحياة الدنيا فلا يهمه أن يموت كل ست ثواني طفل المسألة تعود إليه إذا مسته هو لكن طالما لا تمسه هو بعيد عن المنهج ولا يفهم فرب العباد سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لعمر يا عمر إن ربكم أما كانت لكم عقول تأخذوا الصنم بتاع أبوك قال كانت لنا عقول ولكن لم تكن لنا هداية فعبر عمر عن مسألة الهداية مع العقل عقل بدون هداية هذه الحالة التي نحن فيها هداية مع عقل هذه العبارة الأساسية لكن قضية الربا إذا أكلناه أضعاف مضاعفة لأنه لا يكون الربا إلا أضعاف مضاعفة لأنه يتضخم سنة بعد سنة ربح مركب سنة عليه مليون السنة القادمة عليه ثلاثة سبحان الله الدول الفقيرة تقترض من البنك الدولى وغير البنك الدولي ويحصل استعمار اقتصادي عندئذ لماذا لم نفلح نحن لأننا سؤنا خلفهم ثم استجديناهم. فأنا ادعو الجميع الى أن يظل العقل والقلب دائماً على يقين أن ما أمر به الله هو الخير المطلق في الدنيا والآخرة وأن ما يسير به العالم بعيداً عن هذا الوحي الرباني هو طريق الخسران وفلاحنا في اتباع منهج ربنا في كل جانب من جوانب الحياة وما أكل أحد ربا إلا كان عاقبة أمره إلى قل والعالم الآن يشكو خمسين مليون سيتوقف عن العمل في 2009 كما أصدرت هيئة الأممالمتحدة بما ينذر بأن هناك جرائم وآفاق كثيرة من الخسران إذا فنقرأ الآية الكريمة مرة ثانية وهي تتعلق بالفلاح "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعاف مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون"