القدس: خاص ل"مصر الجديدة" - أعلن أمس الثلاثاء رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد انتخابات عامة في إسرائيل في غضون ثلاثة أشهر، محققا تقديرات أخيرة بأنه لن يفلح في اقتراح موازنة لعام 2013، تكون مقبولة على كتل الائتلاف الحكومي. وفي ذلك رَجَحت كِفة الانتخابات المبكرة، وقال نتنياهو بعد أن التأم الصحافيون لسماع تصريحاته في ساعات المساء: "بعد جولة مشاورات تتعلق بموازنة الدولة، رأيت أنه أمر محال". وأضاف نتنياهو أن المصالح الوطنية غلبت المصالح الحزبية لديه، وهو ما رسّخ قناعته بتبكير الانتخابات، وقال نتنياهو: "مصلحة دولة إسرائيل تلزمنا الذهاب إلى انتخابات الآن، أسرع ما يمكن". وقال محللون مطّلعون على الجهاز السياسي في إسرائيل، وهم الأكثر انشغالا في هذه الأثناء، أن نتنياهو بدأ حملته الانتخابية من خلال إعلانه الليلي، راسما أجندته السياسية، وعِمادها أمن قوي في ظل منطقة مشتعلة، واقتصاد متين في وجه اقتصاد عالمي صعب. ووصف نتنياهو ولايته الراهنة بالأكثر استقرارا في تاريخ إسرائيل، وأنه يستحق ثقة الناخب مجددا، طالبا دعم الإسرائيليين من جديد. وتحدث نتنياهو عن ضمانات لا بد منها للمواطن الإسرائيلي مثل: "الضمان أن إيران لن تملك قنبلة نووية، والحفاظ على حدود الدولة، والحفاظ على اتفاقيات السلام القائمة، وضمان مصالح إسرائيل الحيوية في أي تسوية مستقبلية". وتسارع خصوم نتنياهو إلى إدلاء تصريحاتهم، متأهبين لمعركة الانتخابات الآتية، ومنهم شخصيات اعتزلت السياسة مثل: تسيبي ليفني. وكتبت ليفني، والتي اعتزلت السياسة بعد فوز شاؤول موفاز برئاسة حزب كاديما- أمس على صفحة "فيس بوك": "يتعين على إسرائيل اختيار طريقها من جديد"، منتقدة حكومة نتنياهو بأنها تسببت في عزل إسرائيل دوليا، وجرّت الداخل نحو التعصب الديني. ولم تتطرق ليفني إلى احتمال عودتها إلى السياسة، وما هي هوية الحزب الذي ستخوض الانتخابات ضمنه. وتداولت الصحف كذلك اسم إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الأسبق، واحتمال عودته إلى الحلبة السياسية، بعد غياب مطول جراء قضايا قانونية ضده. ويمثل أولمرت وليفني التيار المركزي في السياسة الإسرائيلية، وكلاهما من حزب كاديما سابقا. واقترح المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، أن توحيد صفوف المركز واليسار السياسييْن في إسرائيل، ما سماه كتلة "مركز- يسار"، قد تشكل منافسا قويا لهيمنة اليمين السياسي بقيادة نتنياهو. وقال فيرتر إنه ليس من المستبعد أن يحاول نتنياهو ضم الليكود مع إسرائيل بيتنا، مشكلا كتلة يمين واسعة، تحسبا لائتلاف محتمل بين المركز واليسار. وحسب فرتر، كتلة "مركز- يسار" قد تضم شخصيات مثل: تسيبي ليفني، وإيهود أولمرت، وشيلي يحيموفيتش، زعيمة حزب العمل، ويائير لابيد، الإعلامي سابقا، والذي يحاول خوض الانتخابات تحت حزب "هنالك مستقبل" الذي كوّنه. وصرّحت شيلي يحيموفيتش أنها بديل حقيقي لنتنياهو، محذرة أن الأخير سيفرض موازنة من شأنها أن تمس بالطبقتين الوسطى والضعيفة في إسرائيل، إذا انتُخب مجددا، وقالت إنها ستسعى لتحقيق عدالة اجتماعية. وفي شق اليمين السياسي، قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، والذي يحتل 15 مقعدا في الكنيست، إن حزبه جاهز لخوض الانتخابات، وإن الحزب سيستمر في مساره السابق وهو "زيادة عدد المقاعد في الكنيست". ومن المتوقع أن تشهد الحلبة السياسية في إسرائيل حربا طاحنة في الانتخابات الداخلية للأحزاب، والقوائم التي ستتنافس في الانتخابات العامة. ومن المعلوم أنه خلال الانتخابات الداخلية، أو ما يسمى لدى بعض الأحزاب "برايمريز"، يتم ترتيب الأعضاء المشاركين في القائمة الحزبية. وتزداد حدة التنافس خاصة في الكتل التي تحتل مقاعد كثيرة في البرلمان، مثل حزب الليكود، ولديه اليوم 27 مقعدا. واتفق المحللون أن الحزب الأكبر في إسرائيل وهو حزب كاديما، والذي حظي على 28 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، سيكون ربما الخاسر الأكبر في الانتخابات القريبة، وتحدث بعضهم أنه قد يتفكك قرابة الانتخابات، وينضم أعضاؤه لصفوف أحزاب أخرى. وأعلن زعماء الأحزاب العربية في إسرائيل كذلك استعدادهم خوض الانتخابات الآتية، والأحزاب العربية في إسرائيل هي: التجمع الوطني الديموقراطي، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة العربية الموحدة، ويحتلون 11 مقعدا في الكنيست. وقال عضو الكنيست البارز أحمد الطيبي إن حزب القائمة العربية الموحدة سيكون رائدا في الانتخابات القريبة. وفي ما يتعلق بالجدول الزمني، سيجتمع الكنسيت الإسرائيلي في 15 من الشهر الجاري، لافتتاح دورته الشتوية، ومن المتوقع أن يتم حلّ الكنسيت بعد ساعات من انعقاده. وبعدها ستبدأ التحضيرات لانتخابات يتوقع أن تُجرى في نهاية شهر يناير (كانون الثاني)، أو بداية فبراير (شباط) من عام 2013.