تعرضت مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى قصف صاروخي مفاجئ من الناحية الشرقية للمدينة امس ، وأسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة 23 آخرين ، واستهدفت الدانات مبنى الإذاعة والدفاع الشعبي وبنك السودان والسوق. وتزامن القصف مع انطلاق ملتقى "كادوقلي" للسلام الذي بدأ أعماله في المدينة بمشاركة فعاليات حزبية وسياسية. وأشار والي جنوب كردفان أحمد هارون في مؤتمر صحفي أمس عقب القصف إن المدينة تعرضت للقصف من جهة الشرق بثماني قذائف، بواسطة من وصفهم باليائسين من متمردي الجيش الشعبي قطاع الشمال. وحمل حكومة دولة جنوب السودان المسئولية عن الحادث بصورة غير مباشرة، مطالباً بضرورة فك ارتباطها بقطاع الشمال والفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي. وأكد هارون مطاردة القوات المسلحة للمعتدين وبذل حكومة الولاية مزيداً من الإجراءات التأمينية. وجدد قبول الحكومة بالتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حال فك ارتباطها بدولة الجنوب. من جانبه قال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إن التمرد قام بمحاولة لإفشال ملتقى كادوقلي التشاوري حول قضايا السلام، مشيراً إلى أن مجموعة مسلحة تتبع للجيش الشعبي تسللت من الناحية الشرقية لمدينة كادوقلي، مؤكداً أن القوات المسلحة تواصل تمشيط المناطق المشتبه بأن القذائف انطلقت منها، وأضاف أن عدد القذائف التي أطلقت 8 انفجرت منها 5 . من جهته أدان حزب المؤتمر الوطني الهجوم بشدة واتهم الحركات المتمردة بالسعي لاجهاض مساعي السلام، وحمل د. بدر الدين ابراهيم الناطق الرسمي باسم الحزب في تصريحات صحفية الحركات المتمردة مسئولية اعاقة جهود السلام وتعميق الازمة الانسانية في المنطقة ، مطالبا ابناء جنوب كردفان بالتكاتف لتجاوز الموقف الى حين تطبيق بند الترتيبات الامنية . و شدد على ضرورة تطبيق بنود الترتيبات الامنية مع دولة جنوب السودان على ارض الواقع . مشيراً إلى أن أحد جزئيات الاتفاق تطلب بوضوح فك الارتباط الرسمي بين الجنوب والفرقتين ال9 والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأكد بدر الدين أن فك الارتباط يعني فقدان الحركات للإمداد ، مؤكدا أن الحادث لن يهزم الأمل في إحلال السلام والاستقرار سواء مع الجنوب أو في المنطقتين، واصفاً الهجوم بأنه آخر كرت يرمي به قطاع الشمال في الطاولة، وأشار بدرالدين إلى أن الحرص على السلام لا يعني التهاون في حماية المواطنين والحفاظ على الأمن في الدولة. ووقع السودان وجنوب السودان فى سبتمبر الماضى اتفاق التعاون ابرزها بند الترتيبات الامنية الذى يطالب باقامة منطقة عازلة بين البلدين ، وفك الارتباط بين الجيش الشعبى لجنوب السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال التى قاتلت الى جانب الحركة الشعبية ابان حربها مع الخرطوم. وكان مسلحون تابعون للحركة الشعبية نفذوا امس هجوما مسلحا على مدينة كادوقلى بجنوب كردفان و اسفر الهجوم عن مقتل 5 اشخاص واصابة 23 اخرين ، وتشهد ولاية جنوب كردفان مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومتمردى الحركة الشعبية قطاع الشمال منذ العام الماضى.