البشاير-سلوى عثمان: يوسف سمير مجاهد ... شاب مصري كان حلمه أن يصبح مهندس ميكانيكا ناجح ، سافر والده إلى أمريكا منذ أكثر من 12 عام ... وبالفعل درس يوسف الهندسة فى واحدة من أكبر الجامعات الأمريكية ... هكذا كانت تسير حياة هذا الشاب المصري المسلم ... لم يحضر والد يوسف الأستاذ سمير مجاهد إلى أستوديو برنامج " البيت بيتك " أمس سوي ليحكى عن حكاية ... أو مأساة عاشتها هذه العائلة لسنتين كاملتين ... وبدأت فصول هذه المأساة فى شهر أغسطس عام 2007 عندما ذهب نجله قبل إمتحان المشروع وكان أخر إمتحاناته التىسيأخذ بعدها شهادته الدراسية كمهندس ميكانيكا إلى أحد الشواطئ مع معيد معه فى نفس الجامعة مصري أيضا ... وعلى الطريق يقول مجاهد أن هناك سيارة شرطة كانت تقف على الطريق أوقفتهم وعندما وجد الشرطى مصحفين فى السيارة أبلغ عن وجود أرهابيين على الطريق لزميل أخر له وقال له بالحرف " أنا خايف دول يكلونا ، أنا هاستخبي وتعالى أنت ..! " لم ينتهى الأمر عند ذلك ، فعندما حضر الشرطى الاخر وطلب تفتيش السيارة وجد متفرقعات كانوا سيحتفلوا بها فى عيد ميلاد هذا المعيد فى اليوم التالى ، فأخبر جميع الوحدات بإغلاق الطريق وهو حيوي جدا على حد قوله وبالفعل تم إغلاق الطريق 12 ساعة لوجود متفجرات ... فكانت الكارثة قنوات وتسجيل وقوات أمن ... بدأت الدموع تظهر في عيون هذا الأب المكلوم فى خسارة نجله ... فبعد مماطلات من قبل الحكومة الأمريكية بعد تحويل القضية من كونها محلية لتصبح فيدرالية لمدة سنتين كاملتين ، حتى طلب القاضي فى هذه القضية إما توجيه التهم ليوسف أو إخراجه فى كفالة نظرا لأن الحكم عليه لم يكن سيتجاوز التسع شهور وهو قضي أكبر من هذه المدة فى مهانة وتعذيب نفسي لا يوصف هنا أمرت المحكمة بإخراجه بكفالة 200 ألف دولار دبرها الوالد بصعوبة ... لم تنتهى فصول المأساة بالحكم ببراءة يوسف وخروجه بالفعل من المحكمة فبعد خروجه بأيام قليلة خطف يوسف من أمام إحدى المحلات وكان والده معه ، وإكتشف محامى يوسف أن الحكومة الأمريكية كانت قد جهزت أمر بترحيله إلى مصر بالتهم الموجه إليه كإرهابى قبل صدور حكم البراءة ... !! إنتقل يوسف بين أربعة سجون مختلفة ... ولم يجد والده حلا سوي الله ... فهو لا يعرف ما هو مصير نجله ، فرغم حصوله على البراءة من المحكمة الأمريكية إلا أن الحكومة مصممة أن يظل لقب إرهابي ملتصق به دون أى ذنب إقترفه ...