قبل فتح باب حجز شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. الأوراق المطلوبة والشروط    الغرفة التجارية: زيادة الطلب سبب ارتفاع أسعار السيارات    الرقابة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي تفرض حظر نشر حول هجوم حزب الله الصاروخي    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    عاجل - غلق قناة الجزيرة برام الله بعد اقتحام مكتبها    مبابي يحقق إنجازًا فريدًا مع ريال مدريد    والد أشرف داري: جاهزية اللاعب للمشاركة في السوبر الإفريقي أمام الزمالك    موعد مباراة برشلونة ضد فياريال والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    بعد تعرضها لأزمة صحية مفاجئة.. 7 معلومات عن الفنانة آثار الحكيم    أحمد سعد يعلن عودته لزوجته علياء بسيوني (فيديو)    «الصحة»: متحور كورونا الجديد غير منتشر والفيروسات تظهر بكثرة في الخريف    أفشة: مبروك الدوري يا أهلي    عاجل- تصعيد صاروخي غير مسبوق من حزب الله.. والملاجئ تمتلئ ب 300 ألف إسرائيلي    حبس مهندس بالتعدي على سيدة بالسب وإحداث تلفيات بسيارتها بمدينة نصر    ليبيا.. رجل يسرق 350 ألف دينار من منزل حماته لأداء مناسك العمرة    زلزال بقوة 6 درجات يضرب الأرجنتين    أسامة عرابي: لاعبو الأهلي يعرفون كيف يحصدون كأس السوبر أمام الزمالك    حبس تشكيل عصابي تخصص في تصنيع المواد المخدرة    ثقف نفسك | 10 معلومات عن النزلة المعوية وأسبابها    عاجل- أمطار ورياح.. تحديثات حالة طقس اليوم الأحد    أحمد فتحي يوجه رسالة مؤثرة إلى جماهير الأهلي بعد اعتزاله.. ماذا قال؟    حزب الله يستخدم صواريخ «فجر 5» لأول مرة منذ عام 2006    إسماعيل الليثى يتلقى عزاء نجله بإمبابة اليوم بعد دفن جثمانه ليلا بمقابر العائلة    أمامك اختيارات مالية جرئية.. توقعات برج الحمل اليوم ألحد 22 سبتمبر 2024    بعد ارتفاعها 400 جنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة (بداية التعاملات)    الآن.. رابط نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها رسميًا (استعلم مجانًا)    نتنياهو يدعو بن غفير وسموتريتش لمشاورات أمنية عاجلة    احتفالية كبرى بمرور 100سنة على تأسيس مدرسة (سنودس) النيل بأسيوط    أضف إلى معلوماتك الدينية | حكم الطرق الصوفية وتلحين القرآن.. الأبرز    اليوم.. محاكمة مطرب المهرجانات مجدي شطة بتهمة إحراز مواد مخدرة بالمرج    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 سبتمبر بعد الانخفاض بالبنوك    الموزب 22 جنيهًا.. سعر الفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024    مش كوليرا.. محافظ أسوان يكشف حقيقة الإصابات الموجودة بالمحافظة    كلاسيكو السعودية.. الهلال يضرب الاتحاد بثلاثية معتادة    مواجهة محتملة بين الأهلي وبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا    صيادلة المنوفية تُكرم أبنائها من حفظة القرآن الكريم    نشأت الديهي: الدولة لا تخفي شيئًا عن المواطن بشأن الوضع في أسوان    مختارات من أشهر المؤلفات الموسيقى العالمية في حفل لتنمية المواهب بالمسرح الصغير بالأوبرا    محمد حماقي يتألق في حفل بالعبور ويقدم «ليلي طال» بمشاركة عزيز الشافعي    نشأت الديهي: الاقتصاد المصري في المرتبة ال7 عالميًا في 2075    وزير الخارجية: نرفض أي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر المائية    «موجود في كل بيت».. علاج سحري لعلاج الإمساك في دقائق    اندلاع حريق بمحال تجاري أسفل عقار ببولاق الدكرور    الصين وتركيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات    محافظ الإسماعيلية يناقش تطوير الطرق بالقنطرة غرب وفايد    خبير يكشف عن فكرة عمل توربينات سد النهضة وتأثير توقفها على المياه القادمة لمصر    شاهد عيان يكشف تفاصيل صادمة عن سقوط ابن المطرب إسماعيل الليثي من الطابق العاشر    احذر تناولها على الريق.. أطعمة تسبب مشكلات صحية في المعدة والقولون    نشرة التوك شو| انفراجة في أزمة نقص الأدوية.. وحقيقة تأجيل الدراسة بأسوان    خبير لإكسترا نيوز: الدولة اتخذت إجراءات كثيرة لجعل الصعيد جاذبا للاستثمار    د.حماد عبدالله يكتب: "مال اليتامى" فى مصر !!    5 أعمال تنتظرها حنان مطاوع.. تعرف عليهم    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاجل: حلف شمال الأطلسي يخطط لعملية تضليل واسعة النطاق في سورية بالتعاون مع دول خليجية


[image]
حذر "تييري ميسان" - الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري - من أن عدد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تستعد - بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي - بالتحضير لانقلاب عسكري, وذلك فى اعقاب زيادة مطردة عمليات إبادة جماعية ذات طابع طائفي في سورية.
وأوضح أنه في الأيام القليلة القادمة, وربما اعتبارا من ظهر يوم الجمعة الموافق للخامس عشر من شهر حزيران-يونيو الجاري, سوف يتفاجأ السوريون بغياب قنواتهم المحلية عن شاشاتهم, وظهور محطات تلفزيونية من صنع وكالة الاستخبارات المركزية بدلا عنها. وسوف يرون صورا قد تم فبركتها في الاستوديوهات, تظهر مجازر منسوبة إلى الحكومة, ومظاهرات شعبية عارمة, ووزراء, وجنرالات في الجيش, يقدمون استقالاتهم بالجملة, وصورا تظهر هرب الرئيس الأسد من البلاد, وتجمع المتمردين في قلب المدن, وتشكيل حكومة جديدة في قلب القصر الجمهوري.
تهدف هذه العملية التي يديرها بن رودس, مساعد مستشار الأمن القومي, مباشرة من واشنطن, إلى تحطيم معنويات السوريين, وتسهيل القيام بانقلاب عسكري.
هكذا سيكون بوسع حلف شمال الأطلسي, الذي اصطدم بالفيتو الروسي_ الصيني المزدوج, أن يغزو سورية دون أن يضطر لمهاجمتها بشكل غير قانوني.
مهما اختلفنا في الحكم على الأحداث الجارية حاليا, إلا أننا لن نختلف بالحكم أن القيام بانقلاب عسكري, سوف يقضي على آخر بارقة أمل, بتحول ديمقراطي في سورية.
فمن ناحية رسمية جدا, وجهت جامعة الدول العربية طلبا إلى مشغلي الأقمار الصناعية, عرب سات, ونايل سات, بوقف ارسال كل القنوات التلفزيونية السورية, الرسمية والخاصة,( الفضائية السورية, الاخبارية, الدنيا, شام تي.في.. الخ..). هناك سابقة لهذا الاجراء, حين فرضت الجامعة العربية حظرا على التلفزيون الليبي, لكي تمنع القادة الليبيين من التواصل مع شعبهم.
لايوجد في سورية شبكة لاسلكية, لذا فإن القنوات كلها تلتقط عبر الأقمار الصناعية. لكن قرار الجامعة وقف ارسال قنواتهم, لن يجعل شاشاتهم سوداء.
في الواقع, هذا القرار الرسمي ليس إلا غيضا من فيض. وبحسب علمنا فإن عدة لقاءات على مستوى دولي, قد تم تنظيمها خلال هذا الأسبوع, بهدف تنسيق عملية التضليل هذه.
أول لقائين تم تنظيمهما لمناقشة النواحي التقنية, كانا في العاصمة القطرية الدوحة.
أما اللقاء الثالث, فقد عقد في الرياض لمناقشة الجوانب السياسية من العملية.
ضم اللقاء الأول ضباطا متخصصين في الحرب النفسية, وسيكونون جزءا من بعض القنوات الفضائية, كالعربية والجزيرة, إضافة إلى ( بي.بي. سي), (سي.ان.ان), (فوكس), (فرانس 24 ), (تلفزيون المستقبل), (ام.تي.في).
وبحسب علمنا, فإن ضباطا يتبعون لوحدة العمليات النفسية في القوات الأمريكية, قد تم ضمهم منذ عام 1998 إلى جهاز التحرير في محطة سي.ان.ان. وأن هذه الممارسات قد توسعت منذ ذلك التاريخ لدى حلف شمال الأطلسي الذي عممها في محطات تلفزيونية استراتيجية أخرى.
ففي اطار العملية الموجهة ضد سورية, تم تحرير أخبار ملفقة بشكل مسبق, بطريقة "السرد القصصي" قام بإعدادها فريق العمل التابع لبن رودس في البيت الأبيض. كما وضعوا منظومة اجراء تحقق من المعلومات, تتيح لكل وسيلة اعلامية بتزكية الأكاذيب التي تبثها القنوات الأخرى, بهدف اضفاء المصداقية على أخبارهم بنظر المشاهدين. وقد قرر المشاركون في هذه اللقاءات أيضا, عدم الاكتفاء بالتحكم فقط بالقنوات التابعة للاستخبارات المركزية الأمريكية, الموجهة لسورية ولبنان ك ( بردى, تلفزيون المستقبل, ام.تي.في. أورينت نيوز. سوريا الشعب, سوريا الغد), بل الالتفات أيضا إلى نحو أربعين قناة دينية وهابية لتقوم بالتحريض على المجازر الطائفية من خلال الصراخ " المسيحيين على بيروت والعلويين الى التابوت"!.
أما اللقاء الثاني, فقد ضم مهندسين ومخرجين وضعوا خططا ترمي إلى فبركة صور وهمية, هي مزيج بين الاستوديو المفتوح, والصور المركبة بواسطة الكمبيوتر. وقد تم بناء استوديوهات خلال الأسابيع الأخيرة في المملكة العربية السعودية تحاكي قصري الرئاسة في سورية, إضافة إلى العديد من الساحات الهامة في دمشق, وحلب, وحمص. للعلم, يوجد مسبقا استوديوهات مماثلة في الدوحة, لكنها غير كافية.
أما اللقاء الثالث, فقد حضره الجنرال جيمس سميث, وسفير أمريكي, وممثل عن المملكة المتحدة, إضافة إلى الأمير بندر بن سلطان ( الذي يعتبره الرئيس جورج بوش الأب, بمثابة ابنه بالتبني, إلى حد أطلقت عليه بعض الصحف الأمريكية اسم بندر بوش).
كان الهدف من هذا اللقاء, وضع صيغة تؤدي إلى التنسيق بين وسائل الاعلام, وأنشطة "الجيش السوري الحر" التي يقوم مرتزقة الأمير بندر, بالجزء الأكبر منها.
لقد تم الدفع بهذه الخطة بشكل عاجل, رغم أنها كانت في طور التكوين منذ بضعة شهور في أروقة مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة, عقب التنبيه الذي وجهه الرئيس بوتين إلى البيت الأبيض, منوها إلى أن روسيا سوف تستخدم القوة في تصديها لأي تدخل عسكري خارج القانون, يمكن أن يقدم عليه حلف شمال الأطلسي في سورية.
تتكون هذه العملية من مسارين متزامنين: ضخ أخبار كاذبة من ناحية, ومراقبة أية محاولة للرد على تلك الأخبار من ناحية أخرى. فمسألة حظر قنوات تلفزيونية, تمهيدا لشن حرب, ليست بالأمر الجديد. فقد رأينا في السابق كيف أقدمت الولايات المتحدة, وكذلك الاتحاد الأوروبي, استجابة لضغوط اسرائيلية, على حظر قنوات لبنانية, وفلسطينية, وعراقية, وليبية, وايرانية. فيما لم يطبق الحظر على أي قناة تلفزيونية من مناطق أخرى في العالم.
فكما أن حظر قنوات تلفزيونية ليس أمرا جديدا, كذلك نشر أخبار كاذبة ليس سابقة فريدة. غير أن أربع خطوات قد تم اجتيازها على صعيد البروباغندا, خلال العقد الأخير من الزمن.
• عام 1994, أعطت محطة إذاعية لموسيقى البوب, "الإذاعة الحرة للتلال الألف" الاشارة لبدء عمليات الابادة الجماعية في رواندا, عبر توجيهها نداء "اقضوا على الصراصير"!.
• عام 2001, استخدم حلف الناتو وسائل إعلامية لتقوم فرض تفسير محدد لهجمات 11 سبتمبر, وتبرير غزو أفغانستان واحتلال العراق. في ذلك الوقت أيضا, كان المكلف من قبل إدارة بوش بتحرير تقرير لجنة كين\ هاملتون عن أحداث سبتمبر, هو نفسه بن رودس.
• عام 2002, استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي. اي) خمس قنوات تلفزيونية ( تليفن, غلوبوفجن, ميريديانو, فال تي.في, سي.ام تي) لايهام الناس بأن مظاهرات ضخمة قد خرجت وأجبرت الرئيس الفنزويلي المنتخب, هيجو تشافيز, على تقديم استقالته, في الوقت الذي كان فيه ضحية محاولة انقلاب عسكري.
• لعبت فرانس 24 دور وزارة اعلام, داخل المجلس الوطني الليبي المرتبطة معه بموجب عقد. عام 2011, -
فقبيل معركة طرابلس بقليل, صمم حلف الناتو صورا, بثها عبر قناتي الجزيرة والعربية, تظهر متمردين ليبيين وهم يتقدمون نحو الساحة الرئيسية في العاصمة, بينما كانوا لايزالون واقعيا على مسافة بعيدة من المدينة, لكن ذلك أدى إلى اقناع سكان العاصمة, بأنهم قد خسروا الحرب مسبقا, وبالتالي عدم جدوى المقاومة.
لم تعد وسائل الاعلام من الآن فصاعدا مجرد أداة دعم للحروب, بل صارت تصنعها.
وفي هذا الاجراء خرق للمباديء الأساسية للقانون الدولي, بدءا من المادة 19من لائحة حقوق الانسان, التي تنص على حق أي فرد في "تلقي ونشر المعلومات والأفكار بواسطة أية وسيلة تعبير, دون أي قيود من أي نوع كانت". كما أنه يشكل انتهاكا خاصا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة, الذي اعتمد في اليوم التالي للحرب العالمية الثانية, الرامي إلى منع نشوب الحروب. كما تمنع المواد 110, 381 و 819 , " أي عوائق أمام التبادل الحر للمعلومات والأفكار", ( كما في حالة وقف بث القنوات السورية), أو " البروباغندا ذات الطبيعة المحرضة أو المشجعة على تهديد السلم, أو خرق السلم, أو أي فعل عدائي".
الترويج للحرب في نظر القانون, جريمة ضد السلام, وهي من أشد الجرائم فداحة, لأنه يتيح جرائم الحرب, ويجعل من عمليات الابادة الجماعية أمرا ممكنا.في الأيام القليلة القادمة, وربما اعتبارا من ظهر يوم الجمعة الموافق للخامس عشر من شهر حزيران-يونيو الجاري, سوف يتفاجأ السوريون بغياب قنواتهم المحلية عن شاشاتهم, وظهور محطات تلفزيونية من صنع وكالة الاستخبارات المركزية بدلا عنها. وسوف يرون صورا قد تم فبركتها في الاستوديوهات, تظهر مجازر منسوبة إلى الحكومة, ومظاهرات شعبية عارمة, ووزراء, وجنرالات في الجيش, يقدمون استقالاتهم بالجملة, وصورا تظهر هرب الرئيس الأسد من البلاد, وتجمع المتمردين في قلب المدن, وتشكيل حكومة جديدة في قلب القصر الجمهوري.
تهدف هذه العملية التي يديرها بن رودس, مساعد مستشار الأمن القومي, مباشرة من واشنطن, إلى تحطيم معنويات السوريين, وتسهيل القيام بانقلاب عسكري.
هكذا سيكون بوسع حلف شمال الأطلسي, الذي اصطدم بالفيتو الروسي_ الصيني المزدوج, أن يغزو سورية دون أن يضطر لمهاجمتها بشكل غير قانوني.
مهما اختلفنا في الحكم على الأحداث الجارية حاليا, إلا أننا لن نختلف بالحكم أن القيام بانقلاب عسكري, سوف يقضي على آخر بارقة أمل, بتحول ديمقراطي في سورية.
فمن ناحية رسمية جدا, وجهت جامعة الدول العربية طلبا إلى مشغلي الأقمار الصناعية, عرب سات, ونايل سات, بوقف ارسال كل القنوات التلفزيونية السورية, الرسمية والخاصة,( الفضائية السورية, الاخبارية, الدنيا, شام تي.في.. الخ..). هناك سابقة لهذا الاجراء, حين فرضت الجامعة العربية حظرا على التلفزيون الليبي, لكي تمنع القادة الليبيين من التواصل مع شعبهم.
لايوجد في سورية شبكة لاسلكية, لذا فإن القنوات كلها تلتقط عبر الأقمار الصناعية. لكن قرار الجامعة وقف ارسال قنواتهم, لن يجعل شاشاتهم سوداء.
في الواقع, هذا القرار الرسمي ليس إلا غيضا من فيض. وبحسب علمنا فإن عدة لقاءات على مستوى دولي, قد تم تنظيمها خلال هذا الأسبوع, بهدف تنسيق عملية التضليل هذه.
أول لقائين تم تنظيمهما لمناقشة النواحي التقنية, كانا في العاصمة القطرية الدوحة.
أما اللقاء الثالث, فقد عقد في الرياض لمناقشة الجوانب السياسية من العملية.
ضم اللقاء الأول ضباطا متخصصين في الحرب النفسية, وسيكونون جزءا من بعض القنوات الفضائية, كالعربية والجزيرة, إضافة إلى ( بي.بي. سي), (سي.ان.ان), (فوكس), (فرانس 24 ), (تلفزيون المستقبل), (ام.تي.في).
وبحسب علمنا, فإن ضباطا يتبعون لوحدة العمليات النفسية في القوات الأمريكية, قد تم ضمهم منذ عام 1998 إلى جهاز التحرير في محطة سي.ان.ان. وأن هذه الممارسات قد توسعت منذ ذلك التاريخ لدى حلف شمال الأطلسي الذي عممها في محطات تلفزيونية استراتيجية أخرى.
ففي اطار العملية الموجهة ضد سورية, تم تحرير أخبار ملفقة بشكل مسبق, بطريقة "السرد القصصي" قام بإعدادها فريق العمل التابع لبن رودس في البيت الأبيض. كما وضعوا منظومة اجراء تحقق من المعلومات, تتيح لكل وسيلة اعلامية بتزكية الأكاذيب التي تبثها القنوات الأخرى, بهدف اضفاء المصداقية على أخبارهم بنظر المشاهدين. وقد قرر المشاركون في هذه اللقاءات أيضا, عدم الاكتفاء بالتحكم فقط بالقنوات التابعة للاستخبارات المركزية الأمريكية, الموجهة لسورية ولبنان ك ( بردى, تلفزيون المستقبل, ام.تي.في. أورينت نيوز. سوريا الشعب, سوريا الغد), بل الالتفات أيضا إلى نحو أربعين قناة دينية وهابية لتقوم بالتحريض على المجازر الطائفية من خلال الصراخ " المسيحيين على بيروت والعلويين الى التابوت"!.
أما اللقاء الثاني, فقد ضم مهندسين ومخرجين وضعوا خططا ترمي إلى فبركة صور وهمية, هي مزيج بين الاستوديو المفتوح, والصور المركبة بواسطة الكمبيوتر. وقد تم بناء استوديوهات خلال الأسابيع الأخيرة في المملكة العربية السعودية تحاكي قصري الرئاسة في سورية, إضافة إلى العديد من الساحات الهامة في دمشق, وحلب, وحمص. للعلم, يوجد مسبقا استوديوهات مماثلة في الدوحة, لكنها غير كافية.
أما اللقاء الثالث, فقد حضره الجنرال جيمس سميث, وسفير أمريكي, وممثل عن المملكة المتحدة, إضافة إلى الأمير بندر بن سلطان ( الذي يعتبره الرئيس جورج بوش الأب, بمثابة ابنه بالتبني, إلى حد أطلقت عليه بعض الصحف الأمريكية اسم بندر بوش).
كان الهدف من هذا اللقاء, وضع صيغة تؤدي إلى التنسيق بين وسائل الاعلام, وأنشطة "الجيش السوري الحر" التي يقوم مرتزقة الأمير بندر, بالجزء الأكبر منها.
لقد تم الدفع بهذه الخطة بشكل عاجل, رغم أنها كانت في طور التكوين منذ بضعة شهور في أروقة مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة, عقب التنبيه الذي وجهه الرئيس بوتين إلى البيت الأبيض, منوها إلى أن روسيا سوف تستخدم القوة في تصديها لأي تدخل عسكري خارج القانون, يمكن أن يقدم عليه حلف شمال الأطلسي في سورية.
تتكون هذه العملية من مسارين متزامنين: ضخ أخبار كاذبة من ناحية, ومراقبة أية محاولة للرد على تلك الأخبار من ناحية أخرى. فمسألة حظر قنوات تلفزيونية, تمهيدا لشن حرب, ليست بالأمر الجديد. فقد رأينا في السابق كيف أقدمت الولايات المتحدة, وكذلك الاتحاد الأوروبي, استجابة لضغوط اسرائيلية, على حظر قنوات لبنانية, وفلسطينية, وعراقية, وليبية, وايرانية. فيما لم يطبق الحظر على أي قناة تلفزيونية من مناطق أخرى في العالم.
فكما أن حظر قنوات تلفزيونية ليس أمرا جديدا, كذلك نشر أخبار كاذبة ليس سابقة فريدة. غير أن أربع خطوات قد تم اجتيازها على صعيد البروباغندا, خلال العقد الأخير من الزمن.
• عام 1994, أعطت محطة إذاعية لموسيقى البوب, "الإذاعة الحرة للتلال الألف" الاشارة لبدء عمليات الابادة الجماعية في رواندا, عبر توجيهها نداء "اقضوا على الصراصير"!.
• عام 2001, استخدم حلف الناتو وسائل إعلامية لتقوم فرض تفسير محدد لهجمات 11 سبتمبر, وتبرير غزو أفغانستان واحتلال العراق. في ذلك الوقت أيضا, كان المكلف من قبل إدارة بوش بتحرير تقرير لجنة كين\ هاملتون عن أحداث سبتمبر, هو نفسه بن رودس.
• عام 2002, استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي. اي) خمس قنوات تلفزيونية ( تليفن, غلوبوفجن, ميريديانو, فال تي.في, سي.ام تي) لايهام الناس بأن مظاهرات ضخمة قد خرجت وأجبرت الرئيس الفنزويلي المنتخب, هيجو تشافيز, على تقديم استقالته, في الوقت الذي كان فيه ضحية محاولة انقلاب عسكري.
• لعبت فرانس 24 دور وزارة اعلام, داخل المجلس الوطني الليبي المرتبطة معه بموجب عقد. عام 2011, -
فقبيل معركة طرابلس بقليل, صمم حلف الناتو صورا, بثها عبر قناتي الجزيرة والعربية, تظهر متمردين ليبيين وهم يتقدمون نحو الساحة الرئيسية في العاصمة, بينما كانوا لايزالون واقعيا على مسافة بعيدة من المدينة, لكن ذلك أدى إلى اقناع سكان العاصمة, بأنهم قد خسروا الحرب مسبقا, وبالتالي عدم جدوى المقاومة.
لم تعد وسائل الاعلام من الآن فصاعدا مجرد أداة دعم للحروب, بل صارت تصنعها.
وفي هذا الاجراء خرق للمباديء الأساسية للقانون الدولي, بدءا من المادة 19من لائحة حقوق الانسان, التي تنص على حق أي فرد في "تلقي ونشر المعلومات والأفكار بواسطة أية وسيلة تعبير, دون أي قيود من أي نوع كانت". كما أنه يشكل انتهاكا خاصا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة, الذي اعتمد في اليوم التالي للحرب العالمية الثانية, الرامي إلى منع نشوب الحروب. كما تمنع المواد 110, 381 و 819 , " أي عوائق أمام التبادل الحر للمعلومات والأفكار", ( كما في حالة وقف بث القنوات السورية), أو " البروباغندا ذات الطبيعة المحرضة أو المشجعة على تهديد السلم, أو خرق السلم, أو أي فعل عدائي".
الترويج للحرب في نظر القانون, جريمة ضد السلام, وهي من أشد الجرائم فداحة, لأنه يتيح جرائم الحرب, ويجعل من عمليات الابادة الجماعية أمرا ممكنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.