على امتداد القرون احتلت العادات والتقاليد الصينية في مختلف شؤون الحياة مكانة متميزة على الساحة الآسيوية بسبب غرابتها وأصالتها في آن واحد. وتتميز طقوس الزواج الصينية بشكل كبير عما هي عليه في الدول الأخرى ربطاً بالطبيعة المعقدة التي تتم في إطارها «الزيجة» والخطوات المتعددة التي يتوجب على العروسين القيام بها من أجل إتمام عملية الزواج . * تبدأ مراسم الزواج في الصين بتبادل ثلاثة أنواع من الخطابات: * خطاب طلب الزواج الذي يؤكد الشروع في الإعداد الرسمي لهذا الطقس ترسل عائلة العريس هذا الخطاب إلى عائلة العروس مصحوباً بالهدايا الأولى التي يرسلها العريس إلى عروسه. *خطاب الهدايا الذي يُرفق بالهدايا الرسمية التي ترسل إلى عائلة العروس، وهو عبارة عن تسجيل لنوعية الهدايا المرسلة وحجمها. *خطاب الزفاف الذي يرسل إلى عائلة العروس في يوم الزفاف الحقيقي، ويعني تأكيداً لعملية إرسال العروس إلى منزل عائلة العريس. وتبدأ الخطبة بطلب الزوج وموافقة عائلة العروس. وتتم هذه العملية من خلال إرسال متحدث باسم أهل العريس، لا يلبث أن يلعب دور الوسيط بين العائلتين، عندما يختار أهل العريس فتاة يجدونها مناسبة لابنهم يعمدون إلى إرسال هذا المتحدث محملاً بالهدايا إلى والدي العروس، ويطلبون منه نقل رغبتهم في تزويج ابنهم من تلك الفتاة. وفي حال لقي الطلب قبول أهل العروس يتم إبلاغ أهل العريس بهذا القبول من خلال المتحدث عينه بعدما يطلب أهل العريس من أهل العروس وثيقة تفيد بتاريخ ميلاد العروس وفق التقويم الصيني. وعندما تصل هذه الوثيقة إلى منزل عائلة العريس، يجري تعليقها في مذبح العائلة طوال ثلاثة أيام لاختبار ما إذا كانت ذات فأل حسن على المنزل أم لا. ففي حال حدوث أي مشكلات في منزل العائلة خلال فترة تعليق تلك الوثيقة أو في حالة حدوث سرقة، فإن الأمر يعتبر فألاً سيئاً ويتم صرف النظر عن الزيجة برمتها إذ إن ذلك يعني برأيهم أن هذا الزواج ستقابله مشكلات عدة. أما في حالة عدم حدوث أي شيء يُرسل أهل الزوج مباركتهم لهذا الزواج إلى أهل العروس الذين يطلبون بدورهم وثيقة مشابهة لتاريخ ميلاد الزوج ويخضعونها للطقوس نفسها. وفي حالة القبول يجلس الطرفان سوياً لتبادل الهدايا وأوراق الاعتماد التي تثبت جدية كل طرف في الزواج، وبعد مفاوضات مطولة يتوصل الطرفان إلى تحديد المبلغ الذي سيتم دفعه كمهر وقيمة الهدايا التي سيتم تقديمها.