لم يُخفِ المحتلون الصهاينة فرحتهم وبهجتهم بمرور 45 عاماً على استكمال احتلال مدينة القدس المسلمة بما فيها المسجد الأقصى ، وأخذوا يجولون في طرقات المدينة ، ويزعجون أهلها ، ويحتفلون بهذه الذكرى التي ولغوا خلالها في الدماء وقتلوا أطفالنا ونساءنا ورجالنا وهدموا بيوتنا وقطعوا أشجارنا وسرقوا أراضينا. وخرج بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو ليقول بأنّ: "إسرائيل دون القدس هي كالجسد دون قلب، وإن قلب إسرائيل لن يقسم من جديد" ، مضيفاً أنَّ "أورشليم" الاسم اليهودي للقدس هي العاصمة الأبدية لدولة اليهود "إسرائيل".
ولربما يحاول الصهاينة بذلك أن يتغاضوا عن حقيقة كونهم احتلال وإنَّهم إلى زوال ، ولا يرغبون على ما يبدو أن يذكرَّهم الناس بأنَّ بلدان المنطقة احتلت لسنوات أطولها احتلال الفرنسيين للجزائر 132 عاماً ، ولا ينسى الجزائريون احتفالات مشابهة أقامها المحتلون الفرنسيون.
ويذكر المؤرخون أن الفرنسيين بالغوا في استعراض مظاهر البهجة بمرور مائة سنة على وجودهم بالجزائر عام 1930 باحتفالات ضخمة ليحيوا ذكريات أسلافهم الغزاة فحركت هذه التصرفات في الجزائريين المواجع الحزينة والآلام الدفينة وأيقظت وعيهم وشحذت هممهم وبعثت فيهم أحاسيس الكراهية ضد فرنسا وأذنابها ؛ واليوم أين الفرنسيون ؟.
ومن المؤكد أنَّ الصهاينة بعد مرور 64 عاماً على تسلمهم احتلال فلسطين من الإنجليز لا يزالون يشعرون بالخوف ويقينا أن مستوى القلق ارتفع في نفوسهم بعد النهوض العربي والتَّحرك الإسلامي الذي يعلن بوضوحٍ ضرورة السعي الحثيث لإنقاذ القدس وتحرير فلسطين واستعادتها من أيدي اليهود الآثمة .. فلا ينتظر المجرمون جزاء جرائمهم سوى ما يسوء وجوههم ويردَّ الحقَّ لأصحابه.
وبناء عليه تؤكد الحملة الإسلامية لنصرة الأقصى على ما يلي :- • القدس إسلامية وهي عاصمة الخلافة القادمة ولن تكون يهودية أبداً. • كثافة المظاهر الصهيونية المسلحة المرافقة للمظاهرات التي انتشرت في القدس تدل بوضوح على اغتصاب المدينة بقوة السلاح. • نتوجه بالتحية إلى المرابطين والمقدسيين الذين هبّوا لمواجهة العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى والتصدي له. • ندعو الأمة الإسلامية جمعاء إلى حشد جهودها لدعم صمود المقدسيين والفلسطينيين على أرضهم والتمسك بإسلامهم في وجه حملات التهويد. • نطالب المقدسيين والفلسطينيين بتفعيل الجهاد الفردي المرتبط ببذل الوسع الشخصي في تأدية الفريضة وإيقاع الخسائر في صفوف العدو. • نجدد الدعوة لتسليح الشعب الفلسطيني والمقدسيين ليتمكنوا من مواجهة السلاح الصهيوني بما يصُدُّه ويدفع جرائمه.
لا خير في الحياة والقدس محتلة “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”