عقودٌ طويلةٌ مرَّت على احتلال الصهاينة أرض فلسطين وتبعها استلابُ القدس من أصحابها، ولكنَّ الأجيال توارث الحمل الثقيل ، والسعي الحثيث للعودة إلى الأراضي والبيوت والقرى والحارات التي طُردنا منها في زمن ضعفٍ ، وأُجبرنا على الهجرة بقوة السلاح ، وجرّاء كثرة المجازر الهجمية ذات الصبغة الصهيونية التي اقترفتها العصابات اليهودية المسلحة. غير أنَّ المصيبة التي يمكن أن نصفها بالنكبة حقيقة هي الاستسلام للنتائج المترتبة على ما يُعرف بنكبة فلسطين وأكبرها قيام دولة للعصابات اليهودية المسلحة باسم "إسرائيل" ، وتوسعها في المنطقة على حساب أرضنا وأشلاء أجدادنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.
ويظهر هذا الاستسلام جليّاً وواضحاً في الانقسام الناجم عن اختلالٍ في الوعي وتفرِّقٍ في الفهم وتعلُّقٍ بأحبال الهواء التي تمدُّها المؤسسات الدولية عند كل تصعيدٍ يتضرر فيه الصهاينة فما أن نترك سلاحنا ونمسك بها حتى نقع على الأرض وتتهشم عظامنا ولا نقوى بعدها على العودة لحمل السلاح إلا بعد فترة من العلاج والمتابعة.
ومهما كان فإنَّ الخيانة لا تصلح بأن تكون وجهة نظرٍ ، والطريق إلى القدس لن يمَّر إلا عبر جماجم الصهاينة القتلة ، فقد خاطبناهم بالسلام والمفاوضات والكلام والمباحثات لسنوات طويلة دون جدوى ، حتى أنه ساغ للبعض أن يكون شرطياً يحرس أمن الصهاينة مستوطنين وعصابات مسلحة بزعم أنه يحمي "المشروع الوطني" ورغم ذلك لم نلاقي من أعدائنا سوى المزيد من العدوان والقتل و الإبعاد و السجن والتعذيب ، و بتنا في ظل معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها أسرانا البواسل غير قادرين على أكثر من المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات فقد أضعفنا أنفسنا بأنفسنا.
وبناء عليه تؤكد الحملة الإسلامية لنصرة الأقصى على ما يلي :- • ندعم صمود أسرانا البواسل في سجون الاحتلال وندعو الفصائل الفلسطينية للخروج عن صمتها و العودة القتال لنصرتهم . • ندعو إلى رفض كل دعاوى التفاوض مع العدو والاحتكام إلى الجهات الدولية المنحازة له. • نطالب العرب والمسلمين بمساعدة شعب فلسطين وتعزيز صمودهم في الأرض المقدسة. • نؤكد على الواجب المتعين على كل مسلم للقتال من أجل إخراج العدو من فلسطين وعودة أصحابها إليها معززين مكرمين. • نجدد الدعوة لتسليح الشعب الفلسطيني والمقدسيين ليتمكنوا من مواجهة السلاح الصهيوني بما يصُدُّه ويدفع جرائمه.
لا خير في الحياة والقدس محتلة “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”