بينما تستعد مصر لانتخاب اول رئيس لها بعد حكم مبارك الذى استمر ثلاثة عقود من الزمان، فانه لا يدعو للدهشة ان يكون احد المتصدرين للسباق الرئاسى اسلاميا، وذلك حسبما كتبت كريستين تشيك - مراسلة صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميريكية. واضافت الكاتبة ان ما يدعو للدهشة حقا هو انه ليس مرشح الاخوان المسلمين الذين حظى الحزب المنبثق عنهم على قرابة نصف عدد المقاعد فى الانتخابات البرلمانية والذى يعد ايضا افضل القوى السياسية تنظيما فى مصر ما بعد الثورة. واشارت الكاتبة الى ان عبد المنعم ابو الفتوح كان عضوا يدعو للاصلاح بالجماعة، الا انه طٌرد منها فى العام الماضى بسبب اقدامه على ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية. وذكرت الكاتبة ان ابو الفتوح - الذى كان يٌنظر اليه من قبل البعض فيما مضى على انه رهان خاسر- يعد الآن من بين اوفر المرشحين حظا للفوز بالانتخابات التى ستجرى هذا الشهر. وذكرت الكاتبة ايضا ان جماعة الاخوان المسلمين - التى كانت تعد على مدى عقود من الزمان الممثل الرئيس للاسلام السياسى فى مصر- تواجه الآن التحديات بسبب هذا الدور، حتى بينما تستحوذ الجماعة على المزيد من السلطة الرسمية خلال تاريخها على مدى 84 عاما. وترى الكاتبة ان ترشيح ابو الفتوح ربما يمثل التحدى الاكبر حتى الآن على هيمنة الجماعة، كما يعد ايضا اشارة على الكيفية التى كشفت بها الثورة عن تصدعات داخل الجماعة، ناهيك عن انه فتح الطريق امام الاسلاميين من خارج الجماعة. وذكرت الكاتبة انه بينما تثير هيمنة "السياسيين المتأسلمين" على مصر ما بعد المخلوع مبارك، قلق البعض فى الغرب، فان ترشح ابو الفتوح يوضح ان هذه القوة لا تمثل وحدة واحدة، فالتنوع والمنافسة الديموقراطية تنمو داخل الطيف السياسي المتأسلم.