أيها الشعب المصري النبيل و الذکي والثوري، يا أيها الذين أثبتم بثورتکم البيضاء والباهرة للعالم بأسره، إمکان السيطرة والهيمنة علي الظلم والجور والديکتاتوريات بالإتکاء علي القدرات والإمکانيات الداخلية. أنتم تمکنتم بثورتکم هذه ضد النظام الطاغوتي و إسقاطه أن تتخذوا خطوة کبيرة في مسيرة تحقيق الأهداف والتعاليم الإسلامية لکن لابد أن يحذر من مؤامرات البلدان الأجنبية التي کبدتهم هذه الثورة خسائر و أضرار فادحة. هذه البلدان لم تتمكن من إحتواء ثورتکم العفوية لکن يسعون السيطرة والهيمنة عليها بأداة مختلفة او يقومون برکوب الأمواج عليها. هم يريدون تعويض الخسائر و الأضرار التي ألحقت بهم جراء هذه الثورة بأشکال مختلفة، لذا يحاولون إيجاد الفرقة و بذر الشقاق بين الفئات والشرائح المختلفة بزرع الفتنة و إثارة الفتن الداخلية في المجتمع لکي يبعدکم من هدفکم الرئيسي الذي قمتم لأجله بقيام هذه الثورة للوصول إلي بغيتهم المنشودة. أنتم تواجهون في هذه الظروف الراهنة بمختلف المشاکل و الصعوبات لکن هناک نقطة هامة و هذه هي إعتمادکم علي أنفسکم لتلبية الحاجات ولإحتواء الأزمة الحالية التي تعاني منها البلاد بدلا من اللجوء إلي الغرب و أمريکا لإجتياز هذه العقبات. نظرا لمکانة مصر التاريخية والثقافية في المنطقة و الدور الريادي لها، لقد تعرضت هذا البلد لمختلف المؤامرات والتهديدات من قبل الغرب خاصة الکيان الصهيوني ولاتزال تعاني منها. أيها الشعب المصري، لقد تحقق الجهاد الأصغر بإسقاط النظام الديکتاتوري السابق ويمکن تحقيق الجهاد الأکبر مع الإعتماد علي أنفسنا و رفض أي تدخل أجنبي في الشوؤن الداخلية من قبل البلدان الأجنبية والدعم للمقاومة والشعب الفلسطيني الأعزل وکسر حصار غزة وإعادة النظر فى بنود معاهدة کامب ديفيد. يذکر بإن إکمال الثورة وتحقيق الجهاد الأکبر لن يتحقق الّا بتضافر الجهود والتحالف والتضامن بين الأطياف المختلفة في المجتمع وحضور جماهيري في الإنتخابات وإختيار المرشح الأصلح وانتقال السلطة إلي المدنيين.