نزع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراکي" في لبنان النائب وليد جنبلاط عن مسيحيي "قوى 14 آذار" صفة الحلفاء واستبدلها بصفة "بعض الأصدقاء"، متوقعاً ضربة صهيونية للبنان أو سوريا في أي لحظة. وأکد جنبلاط في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" نشرته في عددها اليوم الخميس أن حلفاءه السابقين في "14 آذار"، لن يکونوا في لوائحه الانتخابية فى العام 2012. وقال "هؤلاء ليسوا حلفائي، هناک تسمية مختلفة. أنا أعلنت في 2 آب (أغسطس) الماضي خروجي من «14 آذار». کلمة حليف ليست مناسبة.. ممکن أصدقاء أو بعض الأصدقاء". وأضاف "لا يمکنني السير مع منطق يقول إن سلاح المقاومة يشکل خطرا على لبنان. هذا يشبه المنطق الذي استعمل في السبعينات (قبل وخلال الحرب الأهلية) بأن السلاح الفلسطيني يشکل خطرا على لبنان. النغمة نفسها نعود إليها الآن. قالوا أيضا إن سلاح الحرکة الوطنية يشکل خطرا على لبنان، والآن سلاح الحزب (حزب الله)، وغدا قد يقولون سلاح الجيش أو عقيدته تشکل خطرا على لبنان ويجب إعادة النظر فيها، وقد يقولون إن اتفاق الهدنة يشکل خطرا على لبنان فلنعمل على حل منفرد مع إسرائيل، وقد يقولون إن الحياد ضروري لکي لا يقع اعتداء على لبنان.. الحجج موجودة، وأعرف هذه الأسطوانة وأحفظها غيبا". وتابع يقول "بعض العقل اللبناني يجب أن يتطور، فهناك خلاف داخلي لا يزال قائما حول بعض المفاهيم الأساسية. على أية حال أظهرت التجربة بعد اتفاق کامب ديفيد سنة 1977، ثم اتفاق وادي عربة أننا وصلنا إلى أفق مسدود، ولا مجال إلا للعودة إلى التضامن العربي واعتماد المبادرة العربية، لکن المبادرة العربية من دون ميزان قوى لا معنى لها. وأصر جنبلاط على تمسکه بعبارة "الاستراتيجية الدفاعية" عن لبنان ورفض استخدام کلمة "سلاح" على طاولة الحوار اللبناني، وقال "المبدأ هو الجيش والمقاومة والشعب.. إلى أن يأتي الوقت المناسب اللبناني والإقليمي بقرار تشاوري حواري تنضم فيه الآلية العسکرية لحزب الله إلى الدولة اللبنانية، لکن هذا يحتاج إلى التوقيت المناسب. لذلك من الأفضل أن لا نستخدم کلمة سلاح، بل کلمة استراتيجية دفاعية". وأکد أن المقاومة اللبنانية (حزب الله) هي ورقة قوة للعرب والمسلمين وقال "في غياب التوازن العربي - الإسرائيلي والانحياز والعجز الأمريکيين، هناک عامل أساسي في لبنان، هي ورقة يجب أن تکون في يد العرب والمسلمين، هي ورقة المقاومة الإسلامية للضغط على إسرائيل والدفاع عن لبنان. لماذا لا نأخذ الموضوع بهذه الرؤية العريضة، ولماذا نحصر المقاومة على أنها فقط في لبنان؟". ورفض جنبلاط بشدة ما يقال عن سلاح حزب الله بأنه "امتداد إيراني"، مرحبا بالدور الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية "لأن إيران تحمل علم فلسطين"، کما رحب بالدور الترکي الجديد في المنطقة. واعتبر أن المزاعم عن نقل صواريخ "سکود" من سوريا إلى حزب الله "دعاية هدفها التحضير لضرب لبنان وسوريا"، متوقعا حصول الضربة. وأوضح "إسرائيل لا تستطيع أن تعيش في السلام، إنها مبنية على الحرب.. عندما تقبل إسرائيل بالسلم تسقط، فهي کيان توسعي لا حدود له، نحن تحت خطر الضربة في أي لحظة، فما الذي تغير؟". وعن موقفه في حال وقع الضربة أوضح النائب جنبلاط أنه کان مع المقاومة في حرب يوليو 2006، وکان أول من قال "انتصر حزب الله". مشيراً إلى أن موقفه واضح لا يحتاج إلى سؤال.
هروب من الأزمات وفى سياق مماثل، رد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي على التهديدات والانتهاکات الصهيونية للسيادة اللبنانية، والتي اتخذت أخيراً منحى تصاعدياً، فأکد أن هذه التهديدات لا يمکن أن تعدل قيد أنملة في قرار الدفاع عن الأرض والتصدي للاعتداءات. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال جولة قام بها العماد قهوجي على الوحدات العسکرية المنتشرة في الجنوب، شملت أيضا أضرحة شهداء مجزرة قانا التي ارتکبها الصهاينة في أبريل العام 1996. وقال قهوجي "أن الاستفزازات الإسرائيلية المتکررة، والمترافقة دائماً مع إطلاق المزاعم والتهديدات من قبل قادة الکيان الإسرائيلي ضد لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته، إنما تأتي في سياق هروب العدو من أزماته الداخلية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، إضافة إلى استطلاع موقف الجانب اللبناني من تطور الأحداث، واستدراجه إلى ردات فعل غير محسوبة". وأضاف "إن هذه الاستفزازات لا يمکن أن تعدل قيد أنملة من القرار الثابت والحاسم للجيش في الدفاع عن کل ذرّة من تراب الجنوب، وفي التصدي للعدو بکل الإمکانات المتاحة، ومهما بلغت التضحيات"، داعياً العسکريين إلى "مزيد من الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل". وفسرت جولة العماد قهوجي في الجنوب في هذا التوقيت والمواقف التي أطلقها خلالها على أنها تنطوي على دلالات ورسائل هامة، أبرزها تلميحه إلى "أن ثالوث الجيش والشعب والمقاومة هو رکيزة أي إستراتيجية دفاعية ومفتاح البحث الجدي والمجدي بشأنها"، موحيا بأن المطلوب من المتحاورين إعادة تصويب الحوار في الاتجاه الذي رسمه من موقع العارف والخبير کقائد للجيش.