ليس من منطلق الهجوم على شخص يرمز إلى عصر بائد ويجب أن يتم إبادة جميع رموزه (سياسيا) ... ولكن من منطلق التساؤل بشأن من يملك مصر الآن؟ وهل تم بيع مصر بالجملة والقطاعي للمستثمرين الأجانب بغض النظر عن جنسياتهم، وتاثير ذلك على الأمن القومي للدولة، على مدي عقود ماضية، وذلك فى إطار صفقة مشبوهة للعودة بمصر إلى عهد الخديوي إسماعيل، الذي باع قناة السويس للمستثمرين الأوروبيين، ومات تاركا مصر غارقة فى الديون الخارجية، مقابل بقاء النظام العميل فى سدة الحكم. مصدر التساؤل الخطير يأتي على خلفية تسجيل فيديو لمؤتمر صحفي عقده الفريق "أحمد شفيق" - رئيس الوزراء الأسبق – بعد أسابيع من قيام الثورة، وفى معرض رده على تساءل من أحد الصحفيين حول مدى تأمين قناة السويس، حال قيام ثوار مدينة السويس الباسلة، بتنفيذ تهديداتهم الافتراضية بوقف الملاحة فيها، إذا لم يتم تحقيق القصاص قتلة شهدائهم أثناء الثورة، (وبالطبع وحتى الآن لم يتم إدانة مجرم واحد من سفاحي الداخلية لا فى السويس ولا غيرها والبركة فى نائب مبارك العام). وجاء الرد صادما من جانب "شفيق"، إذ قال بعظمة لسانه: قناة السويس لم تتأثر ولن تتأثر، ولكن إذا تعرضت لأي تهديد، فأول شيئ يتم طرحه على الفور هو عرض الأمر على "مُلاك" قناة السويس........... وهذه الجملة الأخيرة كررها مرتين، مؤكدا استحالة وقوع أي حادث يمس القناة، إلا ويتم التباحث بشأنه مع "ملاكها"..!!!!!!!!! والآن: من هم مُلّاك قناة السويس؟ الواضح بكل تأكيد أن الملاك لا علاقة لهم بالشعب المصري. فمن إذن يملك القناة؟ تري، هل تم بيعها كما بيعت كل أصول مصر العقارية والاقتصادية إلى عصابة السلطان مبارك، وحيث تجدر هنا الإشارة إلى تقرير صحفي سبق وكشف أن رجل الأعمال – أحد الممنوعين من التصرف فى أموالهم بعد ثورة يناير – يمتلك 84,448 سهما من أسهم شركة قناة السويس، فهل من هنا نفهم أن "بهجت" ورفاقه من رجال أعمال لجنة سياسات ابن المخلوع، وغيرهم من "ألاضيش النظام" قد اشترو درة ممتلكات مصر وصمام أمنها الاستراتيجي: "قناة السويس"؟ أم أنه لا يبق فى مواجهتنا، بدلا من طرق رؤوسنا فى الحائط بلا فائدة، سوي اللجوء لتصديق تصريحات "فضائية" كان قد أطلقها رجل الأعمال المغضوب عليه من النظام البائد، أشرف السعد .... الذي صرح فى وقت سابق أن "رامي لكح" – رجل الأعمال القبطي الشهير، لديه مستندات تثبت أن نظام اللص الأكبر "مبارك" قام بإصدار سندات خاصة بقناة السويس وأن الذي اشتراها أبناء العم ... أي مستثمرون من دولة العدو الصهيوني؟؟ أسئلة كثيرة خطيرة، أهمها الآن: من الذي ضحك على المصريين واشتري منهم قناة السويس التى راح ضحية استرجاعها من براثن العدو البريطاني – وقتها – آلاف من زهرة شباب البلد، وخاضت مصر دفاعا عن حقوقها فيها معركتين كانت إحداهما بمثابة انتصارا للوطنية المصرية ضد العدوان الثلاثي، من جانب "إسرائيل" وبريطانيا وفرنسا، وكانت الثانية بمثابة ضربة استباقية قاصمة لمشروع النهضة المصرية الحديثة؟؟؟