اصدر البرلمان السودانى فى جلسته أمس ، قرارا يعتبر حكومة جنوب السودان "عدوا للسودان"، وذلك ردا على سيطرة قوات الجنوب على منطقة هجليج الاستراتيجية على الحدود بين البلدين، والتى تضم ابرز حقول النفط بالسودان. ووافق أعضاء البرلمان بالإجماع فى جلسته امس ، على مسودة قرار جاء فيه " نعتبر حكومة جنوب السودان عدوا للسودان وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها وفقا لذلك". وجدد القرار رفض البرلمان الدخول فى اى حوار مع جنوب السودان، الا بعد استجابة جوبا لجملة شروط منها فك الارتباط بين جيش الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وطرد الحركات المتمردة التي تؤويها حكومة الحركة الشعبية. وقال رئيس البرلمان السودانى احمد ابراهيم الطاهر فى كلمة عقب الموافقة على القرار " ان السودان سيحارب الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في جنوب السودان) حتى ينهي حكمها للجنوب ، وسنستغل كل مواردنا لتحقيق هذا الهدف". وكان مجلس الوزراء السودانى قد وافق الاسبوع الماضى على قرار صادر عن البرلمان بوقف التفاوض مع جوبا ردا على هجوم شنه جيش جنوب السودان على منطقة "هجليج" النفطية الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان. وكان البرلمان السودانى أعلن فى وقت سابق التعبئة العامة وقرر وقف التفاوض مع جنوب السودان وسحب الوفد الحكومى المفاوض ، وذلك فى اعقاب الهجوم على هجليج. وحذرت الحكومة السودانية نظيرتها الجنوبية من مغبة المساس بالمنشآت النفطية في مدينة هجليج التي تشهد قتالاً محتدماً منذ الأسبوع الماضي، وقال وزير الاعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة عبدالله علي مسار إن أي تخريب يحدث لحقول النفط ستدفع ثمنه جوبا مضاعفاً. وكان وزير الإعلام الجنوبي برنابا بنجامين قد صرح أمس بأن الجيش السوداني شنَّ هجوما بالطائرات على هجليج وقصف منشآت بترولية في المنطقة وحولها إلى ركام، وأن القوات السودانية قامت بفتح جبهة قتال جديدة وهاجمت مدينة كويك وتقدّمت داخل ولاية أعالي النيل، وهو ما نفته الخرطوم. و فنَّدت الخرطوم ادعاءات جوبا بأسر بعض الجنود السودانيين، وقالت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد إن الذين ادعت حكومة الجنوب أنهم أسرى حرب ما هم إلا عمال نفط في هجليج وبعض أعضاء الفريق الطبي العامل في مستشفى المدينة، وحمَّلت جوبا المسئولية عن سلامتهم وحياتهم. وبثت بعض وسائل الإعلام صوراً ل 14 أسيراً قال جنوب السودان إنهم سودانيون اعتقلوا خلال المعارك الأخيرة، وأعلن الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب أقوير أن بلاده ستتصل بالصليب الأحمر لمعرفة ما إذا كان قادراً على تسهيل عودتهم إلى ديارهم. من جهة أخرى قررت وزارة الداخلية السودانية فصل طلاب جنوبيين يدرسون بكلية علوم الشرطة والقانون في الخرطوم بعد احتفالهم بسيطرة جيش بلادهم على هجليج. وأشار المكتب الصحفي للشرطة إلى أن الطلاب المفصولين استفزوا نظراءهم السودانيين وتلفظوا بنحوٍ غير لائق لا يتماشى مع السلوك والانضباط، معلناً فصلهم بصورة نهائية بعد أن كانوا يدرسون بموجب منحة دراسية وفرتها حكومة السودان. وكانت دولة جنوب السودان قد دعت إلى نشر قوات دولية في منطقة هجليج النفطية، لتسهيل انسحاب قواتها بشكل فعلي من المنطقة، مطالبة سلطات الخرطوم بالعودة إلى مائدة المفاوضات في أديس أبابا والجنوح للحل السلمي. وقال نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية بثته ليلة امس إن جنوب السودان مستعد لأخذ مسألة الانسحاب من هيجيلج بعين الاعتبار حال نشر قوات دولية فيها، داعيا سلطات الخرطوم للعودة إلى مفاوضات أديس بابا والجنوح للحل السلمي باعتباره الحل الوحيد. وكان الرئيس السوداني عمر البشير، أعلن في وقت سابق عن استحالة التفاوض مع دولة الجنوب إلا بسحب قواتها من منطقة "هجليج" ، وعبر في الوقت نفسه عن ترحيبه بجهود مصر لحل الأزمة الراهنة بين دولتي السودان وأيضا حرصه علي أمن وسلام المنطقة. ويتسم حقل "هيجليج" بأهمية حيوية لاقتصاد السودان حيث ينتج أكثر من نصف حجم الانتاج اليومي للسودان البالغ 115 الف برميل والذي توقف بعد اندلاع القتال بالمنطقة.