الباحث السياسي أيمن رميح بات "عمر سليمان" – فجأة - أحد الأسماء الجديدة المحتملة لرئاسة مصر، وهو فى الواقع ليس جديدا بالنسبة لأى شخص يتبع السياسة الأمريكية فى عمليات الترحيل السرى للمشتبه فيهم بالإرهاب. وفى حين إن سمعته قد تتمتع بالإخلاص والفاعلية لدى البعض، فهى أيضا تتمتع بالكثير من المسائل المثيرة للجدل خاصة بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن سجل نظيف فى مجال حقوق الإنسان. وبحسب "أيمن رميح" – الباحث السياسي – فى كتابه "الجانب المظلم"، متحدثا عن "عمر سليمان" يقول: "عمر سليمان" كان رئيسا لجهاز المخابرات المصرية منذ عام 1992 وبهذه الصفة أصبح وسيلة المخابرات المركزية الأمريكية CIA فى مصر لتفعيل برنامج الترحيل السري الذى تقوم وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية من خلاله بخطف إرهابيين مشتبه فيهم من مختلف أنحاء العالم وترحيلهم إلى مصر ودول أخرى لاستجوابهم بطرق وحشية. وقد استشهد "رميح" بما تناوله "ستيفين جراى" – باحث أميركيى - بمزيد من التفصيل فى كتابه (الطائرة الشبح): كان "سليمان" يتفاوض مباشرة مع كبار المسؤلين فى وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، وكانت كل عمليات الترحيل السرى تأخذ ضوئها الأخضر من أعلى المستويات فى كلا الطرفين CIA والمخابرات المصرية. وقد وصف إدوارد ووكر– سفير الولاياتالمتحدة الأسبق فى مصر– عمر سليمان بأنه (لامع جدا وواقعى للغاية) مضيفا بأنه كان يدرك ان هناك جانبا سلبيا يتجلى فيما يتعرض له المصريون من عمليات تعذيب وخلافه والتى لم يكن سليمان حساسا بشأنها. فنيا.. يلزم القانون الأمريكي الCIA بالحصول على ضمانات من مصر بعدم تعرض المشتبه فيهم لعمليات تعذيب، ولكن فى ظل وجود عمر سليمان كرئيس للمخابرات المصرية فلا قيمة لأى من تلك الضمانات. وكما قال مايكل شوير– ضابط سابق فى الCIA ساهم فى برنامج الترحيل السري– فى شهادته أمام الكونجرس: حتى لو كانت كلمة (ضمانات) مكتوبة بحبر لا يمحى فهى مع ذلك لا قيمة لها تقريبا. المزيد من الوثائق عن دور عمر سليمان فى الترحيل السري – بحسب "رميح" - أظهرها كتاب ل"رون سوسكيند" بعنوان (مذهب الواحد فى المائة).. كاثرين هوكينز (محامية لها نظرة ثاقبة فى مجال حقوق الإنسان والتى قامت بإعداد البحوث القانونية لكتابى) تشير إلى أنه وفقا لسوسكيند: عمر سليمان كان وسيلة الCIA فى عملية الترحيل السري للمشتبه فيه بإنتماؤه لتنظيم القاعدة والمعروف بإسم (الليبى) والذى كانت قضيته مثيرة للجدل؛ نظرا لأنها لعبت دورا هاما فى تبرير الغزو الأمريكي للعراق. فى أواخر نوفمبر 2001 قامت السلطات الباكستانية بإلقاء القبض على (الليبى) وسلمته إلى مسؤلين أمريكيين فى قاعدة (باجرام) الجوية فى أفغانستان لاستجوابه.. وتم استجوابه هناك من قبل إثنين من وكلاء FBI فى نيويورك واللذان عملا لسنوات فى قضايا الإرهاب واعربوا عن اعتقادهم بأنهم يحرزوا تقدما كبيرا فى الحصول على معلومات قيمة من (الليبى) ولكن اندلعت الحرب مرة أخرى بين CIA وFBI حول أحقية أى منهما فى استجواب (الليبى). وانتهى الخلاف بين جورج مولر(مدير FBI) وجورج تينت (مدير CIA) بإنتصار جورج تينت نظرا لإرتباطه بعلاقة مباشرة مع بوش و تشيني.