في الثامن من مارس عام 1908 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها ولتقليل ساعات عملهن،ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية وكانت هذه المسيرة امتداد لمسيرات مماثلة عام 1857، وهو اليوم الذي أُقر بيوم المرأة العالمي فيما بعد. وتعتبر الأسيرة هناء شلبي خير مثال للمرأة الفلسطينية التي مازالت تضحي بسنوات عمرها من أجل القضية الفلسطينية، فها هي تواصل معركتها في الإضراب عن الطعام لليوم الثاني والعشرين على التوالي رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري والانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى بشكل عام والأسيرات بشكل خاص. وكانت شلبي، المضربة عن الطعام قد قررت الاستمرار في الإضراب، رغم قرار المحكمة "الإسرائيلية" تخفيض شهرين من حكمها الإداري، لتكمل معركة "الأمعاء الخاوية" التي كان خضر عدنان قد سجل النصر الأول فيها. وقد أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات، أن هنالك واجب وفاء للأسيرات الفلسطينيات وعلى رأسهن الأسيرة هناء شلبى المضربة عن الطعام لليوم الثاني والعشرين على التوالي في السجون الإسرائيلية في يوم المرأة العالمي الذي يصادف اليوم " الثامن من آذار " . ودعا، إلى وقف انتهاكات الاحتلال بحق الأسيرة التي تبدأ معاناتها بطريقة الاعتقال الوحشية للأسيرة أمام أعين ذويها وأطفالها الصغار, وطرق التحقيق الجسدية والنفسية, والحرمان من الأطفال , والإهمال الطبي للحوامل من الأسيرات , والتكبيل أثناء الولادة, وأشكال العقابات داخل السجن بالغرامة والعزل والقوة , والاحتجاز في أماكن لا تليق بالأسيرات, والتفتيشات الاستفزازية من قبل أدارة السجون, وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن بالقوة عند أي توتر وبالغاز المسيل للدموع, سوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات أو حتى من قسم إلى آخر, والحرمان من الزيارات أحياناً. كما نوه إلى استمرار الاحتلال في وضع العراقيل أمام إدخال الكتب للأسيرات اللواتي يقضين معظم وقتهن بالغرف, وعدم توفير مكاناً خاصاً لأداء الشعائر الدينية , وسوء الطعام كماً ونوعاً, وفى العزل يكون سجينات جنائيات يهوديات بالقرب من الأسيرات الأمنيات , والاكتظاظ في الغرف , وقلة مواد التنظيف, ومنع عدد من الأسيرات من تقديم امتحان الثانوية العامة والانتساب للجامعات , وحرمان الأهل من إدخال الملابس للأسيرات, وسياسة الاعتقال الإداري وإعادة الاعتقال للأسيرات المحررات والتفتيشات العارية كما حدث في قضية هناء شلبى . وأكد حمدونة أن عيد الأسيرة الفلسطينية في يوم المرأة العالمي يتمثل بالحرية، مناشداً فى هذه المناسبة المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، والمنظمات والاتحادات العربية والغربية المعنية بشئون المرأة ، والمراكز المعنية بقضية الأسرى لمساندة الأسيرة هناء شلبى فى إضرابها المفتوح عن الطعام والعمل على تحريرها وحل هذه القضية الإنسانية والأخلاقية والوطنية. وعلى الرغم من أن العالم يحتفل بالثامن من آذار، بانجازات عدة تحققها المرأة في كافة المجالات، إلا أن وضع المرأة الفلسطينية يختلف تماماً، حيث تواصل معاناتها اليومية وخصوصاً الأسيرات منهن في سجون الصهاينة الذين يتعرضن لأبشع سياسات الذل والإهانة وأخطرها سياسة التفتيش العاري فأين المجتمع الدولي ومؤسسات الدولية للدفاع عن حقوق المرأة مما تتعرض له المرأة الفلسطينية؟ ____