جاء قرار مبادلة الأمريكين المتهمين فى قضية التمويل الخارجى مقابل الشيخ عمر عبد الرحمن طوق النجاة الأخير للعسكرى وحكومته للخروج من مأزق الرأى العام المصرى الذى لم يستوعب الى الان لماذا سمحت السلطات المصرية فى يوم وليلة لهؤلاء المخربين على حد زعم العسكر والحكومة بالسفر كأن شئيا لم يكن وكانت مساحتنا للإختلاف كعاداتها المساحى التى تسمح لنا بمحاولة فهم هل كانت ورقة عمر عبد الرحمن الورقة الأخيرة لدى العسكرى وحكومته للخروج من الأزمة التى وضعوا أنفسهم فيها ؟ ،أم أن هناك محاولات أخرى لصرف الرأى العام عما يفعله العسكرى فى مصر ولا أحد يستطيع محاسبته أو حتى التجرأ على فهم ما يحدث ،وقد خرج علينا نجل الشيخ عمر عبد الرحمن الذي تحتجزه الولاياتالمتحدة، ليؤكد إنه لا أساس لأنباء حول الإفراج عن والده في إطار صفقة تقضي بالسماح لنحو 16 أمريكيا متهمين بقضية "التمويل الأجنبي"، بالسفر إلى بلادهم على متن طائرة حربية أمريكية الخميس الماضي. وأوضح عبدالله عمر عبد الرحمن، الذي تحتجز الولاياتالمتحدةالأمريكية والده منذ 19 عاما، أن مسئولا رفيع المستوى بوزارة الخارجية، اخبرهم "أنه لم يكن هناك حديث عن الشيخ عمر عبد الرحمن في خضم هذا التبادل." ومن جانبه قال عبد الله عمر نجل الشيخ الأسير، إن ما حدث من رفع حذر السفر عن ال 19 أمريكياً المتهمين فى قضايا التمويل الأجنبى ورحيلهم دون محاكمة، يعد مهزلة فى حين أن الشيخ عمر عبد الرحمن وأخوانه فى السجون الأمريكية يلقون سوء المعاملة والعذاب فى سجونهم منذ 19 عاماً. وكانت السلطات المصرية قد اتهمت 43 من العاملين الأجانب والمصريين في جمعيات أهلية منهم 19 أمريكيا بينهم سام لحود ابن وزير النقل الأمريكي بتلقي أموال من الخارج دون موافقة حكومية والقيام بأنشطة سياسية غير متعلقة بعملهم في المجتمع المدني، ما فجر أزمة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن هددت مساعدات عسكرية أمريكية سنوية لمصر قيمتها 1.3 مليار دولار. وأضاف نجل الشيخ عمر، المعتصم أمام السفارة الأمريكية منذ 9 شهور، أن "محامي والده وزير العدل الأمريكي السابق رامزي كلارك، أكد لهم أن الشيخ مازال في السجن، ولا يوجد معلومات أو حديث حول هذا التبادل." وتابع قائلا "إنه لم يكن ينبغي أن تمر الصفقة دون الإفراج عن الشيخ وأعوانه في السجون الأمريكية،" مضيفا أن "عددا من أعضاء مجلس الشعب يدعمون القضية، غير أن الدكتور عصام العريان رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وسعد الكتاتني يتجاهلون مناقشة القضية." يأتي ذلك بينما حددت محكمة استئناف القاهرة، برئاسة المستشار عبد المعز إبراهيم، جلسة 8 مارس المقبل لبدء محاكمة المتهمين في قضية التمويل الأجنبي أمام الدائرة 9 بمحكمة جنوبالقاهرة، بعد أن تنحت هيئة المحكمة التي كلفت بنظر هذه القضية بأكملها بسبب استشعارها بالحرج بعد قرار منع حظر سفر المتهمين الأجانب. وقضت محكمة إستئناف القاهرة في وقت سابق برفع الحظر عن المتهمين الأجانب، لأنهم متهمون على ذمة جنحة عقوبتها الغرامة المالية وليست جناية. على جانب اخر نظم عدد من أسرة وأنصار الشيخ عمر عبد الرحمن، وقفة إحتجاجية صباح اليوم السبت أمام قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، للتنديد بتقاعس المجلس المنتخب من قبل الشعب تجاه قضية الشيخ، وعدم وجود مبادرات لإعادته لبلاده مرة أخرى بعد 19 عاماً من الاعتقال فى السجون الأمريكية، وذلك تزامناً مع الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى. ورفع أنصار الشيخ لافتات مكتوب عليها "رسالة إلى البرلمانيين 75% من نواب الشعب من التيار الإسلامى.. أسرة عمر عبد الرحمن تحسن الظن بكم" و"أيها البرلمانيون لا خير فيكم إن لم تنصروا علمائكم.. أين أنتم من العالم الأسير فى السجون" و"الحرية للدكتور عمر عبد الرحمن من سجون الأمريكان" و"القوة الشعبية والوطنية والثوار يطالبون بإطلاق سراح عمر عبد الرحمن". هذا ورددت أسرة وأنصار الشيخ هتافات "أغلبية يا أغلبية عايزين منكم وقفة قوية.. وقفة قوية ترد كرامة.. ترجع شيخنا للكنانة" و"عصام يا عريان فين عمر عبد الرحمن" و"يا نواب شعب مصر.. فين جواسيس الأمريكان.. شيخنا عمر بيتهان" و"قالوا وقالوا وقولنا كتير وشيخنا عمر لسه أسير". وقال نجل الشيخ الأسير، بأنهم جاءوا اليوم ليوجهوا رسالة إلى أعضاء البرلمان والمسئولين مضمونها، أن ما يحدث هو وصمة عار فى جبين كل المسئولين الذين فرطوا فى المتهمين الأمريكان فى قضايا التمويل والذين وصفهم بالجواسيس، حيث أعطوا الأمريكان هدية، مشيراً إلى أنهم يحملون التيار الإسلامى ممثل الأغلبية البرلمانية فى تأخير عودة الشيخ، قائلاً إن التاريخ سيشهد لكم يوماً أسود إن لم تعيدوا كرامة الشعب المصرى، وإعادة الشيخ وإخوانه، وإن لم يكن لكم دوراً فى إعادته، ستكون تلك خيبة أمل أكثر من هزيمة 1967. وفى السياق ذاته قال جابر الجهلان عضو مجلس الشعب عن حزب البناء والتنمية بمحافظة سوهاج، إننا لن نتخلى عن الشيخ عمر عبد الرحمن وسنبذل قصارى جهدنا فى المجلس من أجل إعادته إلى وطنه، قائلاً لقد تقدمنا بمشروع للإفراج عن الشيخ إلى رئيس المجلس وفى انتظار مناقشته. وتساءل الجهلان متعجباً، كيف يخلى القضاء المصرى سبيل المتهمين بالتمويل الأجنبى الذين دخلوا إلى مصر كجواسيس ويسمح لهم بالسفر معززين مكرمين فى طائرة حربية أمريكية رغم توجيه تهمة التمويل الأجنبى غير القانونى لمؤسسات المجتمع المدنى فى مصر، فيما يظل هذا العالم الجليل الضرير، والذى يبلغ من العمر أكثر من 75 عاماً، أسيراً فى المعتقلات الأمريكية، دون أن يدافع عنه أحد ولا يطالب بعودته الفورية إلى وطنه.