أعلنت القوات المسلحة السودانية، عن اشتباكات مباشرة مع قوات من جنوب السودان أمس، في منطقة بحيرة الأبيض داخل الحدود السودانية وتبعد 6 كيلو من حدود الجنوب، وأكدت أن القتال لا يزال مستمراً، وقالت إن حكومة الجنوب لا تلتزم بالاتفاق. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة، إن قوات من جنوب السودان ومتمردين من جنوب كردفان هاجموا صباح أمس منطقة بحيرة الأبيض في جنوب كردفان، ووصف الهجوم بالاعتداء السافر من دولة الجنوب على الأراضي السودانية. وأكد الصوارمي في بيان أمس، أن القوات المسلحة ترقب وترصد التخطيط المستمر لحكومة جنوب السودان ضد السودان، خاصة في فك الارتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين التاسعة والعاشرة، واستمراره في دعمهما، بجانب فتح مركز قيادة متقدم بمنطقة منجة في ولاية الوحدة تحت إشراف وقيادة رئاسة الجيش الشعبي والوالي تعبان دينج، التي حشدت قوات حركات دارفور بمنطقتي منجة وفارينج بولاية الوحدة رغم تحذير الحكومة السودانية لحكومة الجنوب وتحميلها أية أعمال عدائية تنطلق من الجنوب، وأشار الصوارمي إلى بداية تنفيذ المخططات بالهجوم خلال اليومين الماضيين على القوات المسلحة بمنطقتي الدار والدبكاية ، وأمس على بحيرة الأبيض داخل الحدود السودانية وتوغلت قواتها إلى الأراضي السودانية مسافة 6 كيلو مترات. وفي السياق عبّرت وزارة الخارجية السودانية ، عن إدانتها وشجبها القوي للهجوم المسلح السافر والمباشر الذي قامت به المجموعة المتمردة واعتبرت الاعتداء تعدياً على سيادة البلاد. وأعلنت الخارجية في بيان شديد اللهجة أمس، أنها ستتقدم بشكوى رسمية جديدة لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي تطلعهما عبرها على تفاصيل الاعتداء، وحثهما على القيام بدورهما في ردع أي هجوم على أمن واستقرار السودان، وحَذّر البيان دولة الجنوب بأن السودان سيحتفظ بكامل حقه الذي تكفله له الشرائع والمواثيق في الرد على أيِّ عدوان وصيانة أرضه واستقرار مواطنيه. واستهجنت الخرطوم استمرار جوبا في ممارسة الأفعال العدوانية ضد السودان، التي تخالف الأعراف والمواثيق الدولية، وأشار البيان إلى أن المجموعة التي نفذت الهجوم على منطقة بحيرة الأبيض داخل الحدود السودانية وعلى مسافة 6 كلم، تقدّر بأكثر من 1500 مقاتل مدعومة بأعداد مقدرة من ضباط وجنود الجيش الشعبي، ووصفت الخارجية الهجوم بالغادر والمدعوم تخطيطاً وتنفيذاً من قِبل دولة الجنوب، وأدان البيان "بأقوى العبارات هذا الهجوم الغادر , المدعوم تخطيطا وتنفيذا من قبل جمهورية جنوب السودان , والذي يأتي ولم يمض سوى أسبوعين على توقيع ممثلي البلدين مذكرة التفاهم بعدم الاعتداء وعدم دعم الجماعات المتمردة بحضور وشهادة المجتمع الدولي وبرعاية مباشرة من الاتحاد الأفريقي . ونَبّه البيان، مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية إلى أنه سبق وأحاطها بمذكرات توضح الاعتداءات المتكررة لدولة الجنوب على أرضه، بجانب إصرار دولة الجنوب على عدم فك ارتباطها العسكري مع الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، واستمرار دعمهما بالمعدات والمواد، بجانب صرف رواتب منسوبيها حتى بعد انفصال الجنوب، واتهمت الخارجية السودانية دولة الجنوب صَراحةً بالتخطيط والترتيب المباشر لها، إضافة لادارة وتنسيق الخطوات السياسية التي أدت إلى جمع المتمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان مع متمردي الحركات الدارفورية الرافضة لوثيقة الدوحة فيما يسمى بالجبهة الثورية في مسعىً اعتبرته الحكومة أنه يهدف لزعزعة أمن واستقرار السودان.