جاءت أفكار مؤتمر "الدفاع عن القدس" نمطية بشكل كبير ولا ترتقى الى المستوى الذى ينشده أغلب المحللين والمعنيين بالقضية الفلسطينية بشكل عام وبحال الأقصى بشكل خاص حيث دعا أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأحد، إلى التحرك سريعاً لوقف تهويد مدينة القدس والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بلجنة تحقيق إزاء ما تقوم به إسرائيل بالمدينة. وقال في كلمة أدلى بها في "مؤتمر الدفاع عن القدس" بالدوحة، إن عروبة القدس في خطر داهم وأنها تذوب وتتلاشى، مضيفا: "ما يتحتم علينا التحرك السريع من أجل وقف تهويد القدس". وأقترح التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بغرض استصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ عام 1967 في القدس بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية، قنا. وتستضيف الدوحة مؤتمر القدس الدولي بمشاركة نحو 350 شخصية معنية بقضية القدس من دول عربية وإسلامية تحت رعاية جامعة الدول العربية. ومن جانبه، أيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن الدولي. وأضاف: "إن تقديم إجابات شافية على التحديات الماثلة أمامنا هي مسؤولية كبيرة، تفرض على كل الحريصين على القدس إعتماد السياسات، وتوفير الإمكانات لضمان النجاح في الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي." ولفت عباس خلال كلمته، وبحسب موقع "فتح" الإلكتروني إلى أن: "سلطات الإحتلال الإسرائيلي تسرع وبشكل غير مسبوق، وبإستخدام أبشع وأخطر الوسائل، تنفيذ خطط ما تعتبره المعركة الأخيرة في حربها الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الإحتلال." ويذكر أن انعقاد مؤتمر "الدفاع عن القدس" يأتي تنفيذا لقرار القمة العربية الأخيرة في مدينة سرت الليبية، ومن المقرر أن ترفع توصياتها للقمة العربية التي تستضيفها العراق الشهر المقبل. اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "إسرائيل" الأحد26/22012 بتسريع خطوات تهويد مدينة القدس ودعا العرب والمسلمين إلى زيارة المدينة قائلا إن مثل هذه الزيارات لا تدخل في نطاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما اقترح الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر إصدار توصية بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بلجنة تحقيق بشأن ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدسالشرقية. وقال عباس في كلمة له في افتتاح المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي يعقد في العاصمة القطرية الدوحة على مدى يومين "إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال تقود الى استنتاج واحد هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع وبشكل غير مسبوق وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل تنفيذ خطط ما تعتبره المعركة الأخيرة في حربها الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي الاسلامي والمسيحي للقدس الشرقي". وأضاف أن هذه الإجراءات تهدف إلى "تهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال خلافا لقرارات مجلس الامن والتي يفوق عددها 15 قرارا تدعو إسرائيل إلى التراجع عن إجراءاتها وتعتبرها باطلة." واحتلت إسرائيل القدسالشرقية العربية في حرب عام 1967 وضمتها في إجراء لم يحظ باعتراف دولي، ويشارك في مؤتمر الدوحة الذي يناقش وضع القدس ممثلون لحوالي 70 دولة بالإضافة إلى خبراء وباحثين ومؤرخين وقانونيين عرب وأجانب. وقدم عباس في كلمته التي نقلت تلفزيونياً شرحاً مفصلا للأوضاع في مدينة القدس وقال "تشهد القدس تسارعا غير مسبوق في الهجمة الاستيطانية حيث يجري العمل ليل نهار لاختلاق تفاصيل مصطنعة في المشهد المقدسي تتناقض وخصائصه المعمارية وجذوره الحضارية والثقافية العربية المؤسسة لهوية مدينة الأقصى وكنيسة القيامة.." وأضاف "وفي نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري وبطوق من المستوطنات لعزلِ المدينة عن محيطها في الضفة الغربية ومنع التواصل ما بين شمال الضفة وجنوبها." وأوضح عباس أن اخطر الإجراءات التي قامت بها إسرائيل في القدس "إضافة إلى تطويق القدس بسلسلة مستوطنات لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية هو نصب سلطات الاحتلال للحواجز الدائمة منذ التسعينات والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم الا بتصاريح يكون الحصول عليها شبه مستحيل.." وطالب عباس العرب والمسلمين بزيارة القدس رغم الاحتلال وقال "ومن هنا تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة اخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأمريكا على التوجه لزيارة القدس." واضاف "ان هذا التحرك سيكون له تداعياته السياسية والمعنوية والاقتصادية والانسانية فالقدس تخصنا وتمسنا جميعا ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول اليها. ان تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها سيعزز صمود مواطنيها ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المستهدفين بالاستئصال وسيذكر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي." واوضح عباس ان هذه الزيارة لا تعتبر تطبيعا مع الاحتلال وقال "وأؤكد هنا على أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الاحوال تطبيعا مع السجان."