عام كامل تنفسنا فيه عبق الثورة, شعرنا جميعاً أننا حقاً مازلنا على قيد الحياة. عام فجر لنا شرعية التعبير, الحرية, الإرادة الحقيقية. عام صنعنا فيه معجزة ثورية في تاريخ الثورات. عام على ثورتنا التي ضحى من أجلها الأبطال.
في ذكرى ثورتنا المجيدة تطرقنا إلى أراء بعض من الشخصيات كان لهم دور كبير في تلك الثورة سواء بالكلمة وهم الذين كانوا لسان حال الثورة وشخصيات عشقوا تراب ذلك الميدان واستعدوا بالتضحية بكل شيء في سبيل تحرير بلادنا من الفساد,لنرى كيف يرون ميلاد الثورة الأول 25 يناير 2012؟ .. وما توقعاتهم لذلك اليوم وكيف سيكون موقفهم؟ فقد أكد د/معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية أننا لم ننجز كل ما كنا نسعى إليه وأن أي ثورة لكي تحقق أهدافها لابد وأن تمر بمراحل متتابعة: المرحلة الأولى:هدم النظام القديم أي التخلص من رموزه ومؤسساته وذلك لن يحدث إلا إذا قمنا نحن بتغيير مفهومنا الثقافي ألا وهو"تبرير الاستبداد"بمعنى لدينا استعداد لتقبل تبرير الاستبداد. المرحلة الثانية:الرومانسية الثورية,فهو كما قال يأتي مع الثورة ثورتان:ثورة التوقعات وهي المطالب الفئوية كما شاهدناها؛ وثورة مضادة ويقوم بها الذين يتنعمون بالمشهد الفوضوي ... وأوضح د/معتز بالله بأنها لو طالت تلك المرحلة سوف يخلق نوع من البلبلة فلابد من الانتقال للمرحلة التالية وهي بناء المؤسسات الجديدة بمعيار من النزاهة والديمقراطية,وتلك المؤسسات السياسية هي التي تمثلنا ولنا جميعا حق مناقشة مطالبنا فيها,وأبدى أنه مع دعم هذا البرلمان الحالي بصرف النظر عن تركيبته وافقت عليه أم لا لأننا جميعا أقرينا بوجود الإنتخابات تحت إشراف قضائي فلابد أن نوافق جميعا على هذا البرلمان.أما المرحلة الرابعة هي الواقعية الثورية ,فهناك آليات للتفاوض الجماعي فالاستقرارالسياسي يساوي مطالب سياسية+مؤسسات سياسية فتلك المؤسسات تمثل الاستقرار السياسي. أما المرحلة الأخيرة وهي الرسوخ والاستقرار المؤسسي وهي المرحلة النهائية لنجاح الثورة. أما عن أكبر مكاسب الثورة فأجاب د/مصطفى النجار وكيل مؤسسي حزب العدل وعضو في برلمان الثورة أن من أكبر مكاسب الثورة هو كسر حاجز الخوف في قلوب المصريين,وأن الثورة ليس لها أبطال محددين,فكل من سعى لنجاح تلك الثورة هو من أبطال الثورة,وكل من ماتوا في السجون في عهد مبارك المخلوع .. هم الأبطال الحقيقيون وقال بأنه مدين بالشكر لأناس قادوا حركة التغيير وعلى رأسهم د/محمد البرادعي الذي قال عنه بأنه من جعلنا نحلم وجعل داخلنا يقين أننا سنتغير,فالبرادعي بالنسبة له وبالنسبة لشعب مصرهو أحد صناع الأمل ,وأكد بأن هناك جنود مجهولون لم يسلط عليهم الضوء .. وحول توقعاته ليوم 25يناير المقبل قال بأنه يوم استكمال تحقيق الثورة وأن هناك مسيرة ستنطلق من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر. وأكد أيضا أن العمل السياسي لن يبعده عن العمل الثوري .ووافقه د/عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية ونائب أيضا في برلمان الثورة على ثباته على العمل الثوري وأنه لن يوقع على أي قرار يضر بحقوق المصريين أو تجاهل لحقوق الشهداء والجرحى.وعندما سُأل عن العلاقة بين الميدان والبرلمان؟ فأجاب أن البرلمان هو تحقيق لمطالب الشعب في الميدان وأخذ حقوق الشهداء والجرحى,وأكد أنه في الجلسة الثانية من جلسات المجلس سوف يقوم برفع مطالب الشعب وأخذ حقوق الشهداء والجرحى,ومحاكمة المتورطين في قتل المصريين من11 فبراير إلى اللحظة الراهنة.وفي مسألة نقل السلطة قال إن الانتخابات الرئاسية لابد وأن تقام في الفترة المقبلة بصورة وجيزة,وأن يُشكل لجنة برلمانية للتفاوض مع المجلس العسكري ,والتبكير في إنهاء الظروف الاستثنائية . أما المهندس محمد الصاوي وهو عضو في البرلمان الحالي أنكر أن هناك شيء يسمى قوة ثالثة ,وأكد أنه لديه إحساس بالقوة الخارقة للتصدي للفساد وقال بأننا سنؤدي واجبنا باستماتة في سيبل ذلك الوطن الغالي فنحن سنفعل ما نشاء ولا نريد أحدا يقول لنا ماذا نفعل وان جمهورية مصر الطبيعية يعيش فيها كل مواطن ويحصل على حقوقه كاملة وهذا هو هدفنا الأول. أما شاعر الثورة والذي بدأ شرعية القافية الشجاعة الشاعر عبد الرحمن يوسف رأى أن يوم 25 يناير هو أول ميلاد ثورتنا المجيدة,وأن الثورة مازالت قائمة 'فكما كان يهاجي الرئيس السابق في قصائده فقد كان لسان الثورة في الميدان وكانت قصيدته"القصاص"من أروع إبداعاته في ذلك العام. واتفق معه السيناريست والمخرج محمد دياب في قوله, وقال بأننا جميعا نريد إنهاء حكم العسكر ,ولكن الأهم أن نبقى على روح الثورة ,وإن جمهورية مصر الطبيعية ستظل رافعة الرأس.