أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن مصر وضعت نفسها في مصاف الدول الديمقراطية العريقة مع أول انتخابات حرة ونزيهة تشهدها البلاد ، قال إن إرادة الشعب المصري أطاحت برأس النظام السابق وأعوانه وهذه الإرادة قادرة علي استكمال بناء النظام الجديد من خلال المرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية وانتخابات رئيس الجمهورية ، وهو المنصب الذي جعلته هذه الإرادة الشعبية "أجيرا وخادما " للشعب وليس " سيدا " عليه ، وأضاف أن الشعب المصري بثورته وإرادته فرض علي الدول الكبرى ومنها أمريكا الالتزام ومنعها من التدخل في الشئون الداخلية للبلاد ، وهو عكس ما كان يردده أرباب النظام السابق من أن مصر لن يحكمها إلا من ترضي عنه أمريكا وتوافق عليه إسرائيل ، وأكد أبو الفتوح أنه يري أن رئيس مصر القادم لا يجب أن يكون منتميا لأي حزب أو تيار سياسي فرئيس مصر لكل الشعب، مشيرا أن الرئيس القادم سيأتي بموافقة وقوة الشعب ، وليس لأي سبب أخر. جاء ذلك في المؤتمر الجماهيري الحاشد للمرشح الرئاسي الذي عقد بمدينة الفيوم ( مساء الجمعة ) وحضره الشيخ عبد العزيز عشري القطب الإخواني الأشهر بالفيوم والدكتور كمال الهلباوي المتحدث الرسمي السابق لجماعة الإخوان المسلمين بأوربا وعدد من قيادات الجماعة بالفيوم ومصر وأكثر من خمسة آلاف من الرجال والسيدات والشباب بالفيوم . وأشاد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بالقضاء المصري الذي أدار المرحلتين الأولي والثانية من الانتخابات البرلمانية بنزاهة وشفافية شهد بها العالم رغم بعض التحفظات التي يحاول البعض التضخيم منها واستغلالها في الإثارة ، قال إن الشعب ومن خلال صناديق الانتخاب أثبت وعيا ومسئولية عندما أسقط فلول النظام السابق من دون صدور قانون للغدر أو العزل السياسي ، وحذر من أن سيقان وجذور النظام الفاسد مازالت موجودة بيننا ولم تنتهي بعد ، ولن تنتهي إلا بانتهاء الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية ووضع الدستور الذي يجب أن يأتي توافقيا وبهدوء من دون تسرع أو عجل . وقال المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن سد منابع الفساد في بند واحد هو الصناديق الخاصة بالوزارات والمحافظات والهيئات يوفر لمصر تريليون جنيه تمثل 70% من ميزانية الدولة ، وأن بابا آخر للفساد هو بيع الأراضي التي حصل عليها بعض المحظوظين والفاسدين بالملاليم وباعوها بالملايين يمكن أن يوفر مبالغ طائلة توجه للإنتاج والتصنيع بما يتيح فرص عمل جديدة للشباب ، أكد أن مستثمرين من أوربا وتركيا وجنوب أفريقيا ينتظرون تحقيق الاستقرار واكتمال انتخاب البرلمان ورئيس الجمهورية للاتفاق علي مشروعات كبري بمصر التي يعتبرونها سوقا جيدة للاستثمار شريطة الأمن والاستقرار ن مشيرا إلي أن أهم تحدي يواجهنا حاليا هو التحدي الاقتصادي الذي لن يتحقق الهدف فيه إلا بالإنتاج وليس بالقروض والاستدانة . قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إن المجلس العسكري لن يحظي بالثقة الكاملة من الشعب المصري إلا بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وما يتبع ذلك من تسليم السلطة لبرلمان ورئاسة مدنية منتخبة، قال إن الشعب المصري لن يمنح الثقة للمجلس العسكري " بشيكات على بياض" ولكن هذه الثقة مضبوطة ومشروطة بتحقيق أهداف الثورة والوصول إلى دولة ديمقراطية يترأس السلطة فيها شخصيات ومؤسسات منتخبة من قبل الشعب المصري ، وشرح أبو الفتوح أنه كان من المشككين في نية المجلس العسكري في ترك السلطة لرئاسة مدنية منتخبة، وكان ما يؤكد ذلك الشك هو البطء والتخبط في بعض قرارات المجلس العسكري، ولكن بدأ الشك يتلاشى شيئا فشيئا، وازدادت ثقة المواطنين في المجلس العسكري بعد البدء في الانتخابات وانتهاء المرحلة الأولي ، ثم المرحلة الثانية وسيذهب أي مصدر للشك أو انعدام الثقة طالما سار المجلس العسكري في مسيرته الصحيحة نحو استكمال الانتخابات البرلمانية والرئاسية . وأضاف أبو الفتوح إنه يجب التفريق بين المجلس العسكري كسلطة حاكمة لبلاد تكون هذه السلطة معرضة للنقد كباقي السلطات التي تحكم أي دولة بشرط أن يكون هذا النقد في حدود اللياقة والمصلحة العامة، ولكن الجيش شيء آخر فجميع المصريين يكنون للجيش كل الاحترام والتقدير لتاريخه وبطولته ، مشيرا أنه لن تقدر أي دولة على تحقيق التنمية والرخاء داخل مجتمعها إلا بوجود جيش قويا يحميها . وأشار إلى ضرورة عودة دور الهيئة العربية للتصنيع، ليكون هناك سلاح مصري، ولا يكون اعتمادنا على مصدر واحد للتسليح هو أمريكا، حتى يستكمل الجيش قوته الحقيقية، مشيرا أن إسرائيل تفوقت في صناعة السلاح وتصدره لدول كبري مثل الصين والهند . وتعليقا علي أحداث مجلس الوزراء قال أبو الفتوح إن الاعتصام والتظاهر وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي و حق مكفول للجميع ، ولكن دون أن يتحدث أحد من المعتصمين أو المتظاهرين أيا كان باسم الشعب المصري، ومن يتحدث باسم الشعب المصري هو من انتخبه الشعب ليعبر عنه وليس أي أحد آخر . كما أكد أبو الفتوح أن التظاهر أو الاعتصام عندما يكون سلميا، ولا يعطل مصالح الدولة أو يقطع طريقا ولا يعطل حركة المرور فلا يجب أن يفض الاعتصام بالعنف من قبل قوات الشرطة أو الجيش، مشيرا أن مؤسسة الأمن في البلاد لديها الكفاءة اللازمة لفض أي اعتصام أو مظاهرة غير سلمية أو تجاوزت نطاق حرية التعبير أن تفضها بالطرق الأمنية السلمية دون عنف أو اعتداء أو قتل . وأضاف أبو الفتوح إن الانفلات الأمني في مصر مصطنع وأن هناك تنظيم من البلطجية والخارجين عن القانون صنعه ويديره منتجع طرة الذي يضم رموز النظام السابق وقد تأكد ذلك في الانتخابات التي لم تحدث فيها أي أعمال بلطجة أو دماء كما كان يروج البعض ويخوفون الشعب منه ، فالشعب المصري على قدر كبير من الوعي ولن يتحول إلى بلطجي . وأشار أبو الفتوح أن مصر لن تعيش إلا بالشريعة الإسلامية، فهي التي ستحافظ على الدولة وتصل بها إلى التنمية والعدل والرخاء، وذلك على الرغم من كل من يحاول أن يثير الرعب بتطبيق شريعة الله في مصر ويقولون على الشريعة ما ليس فيها ولا ينتمي للإسلام في شيء، ولن يسمح الشعب المصري لأن يعتدي عل شريعتنا الإسلامية، مشيرا أن حملات التخويف من الشريعة والإسلام هو أسلوب اتبعه النظام السابق، ولا يزال يمارس حتى الآن ، أضاف أن الشريعة الإسلامية تنصف الأقباط وتدعم حقوقهم داخل المجتمع الإسلامي والذي يعتمد على أن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات، مشيرا أنه هناك العديد من القوي الخارجية والداخلية لا ترضى الاستقرار لمصر وتحاول التفرقة بين المسلمين والأقباط واختلاق الفتن بينهم مثلما كان يفعل أمن الدولة المنحل. وردا علي ما أثير حول اعتراض بعض المسلمين على قانون دور العبادة الموحدة ، قال أبو الفتوح إنه محض افتراء فنحن في مصر لم يصل بنا الحال إلي أن المساجد والكنائس قد امتلأت عن آخرها ولا يوجد مكان نعبد فيه الله، ولكن الأهم هو بناء المصانع والمؤسسات الاقتصادية والمستشفيات، وليس بناء المساجد والكنائس فالجميع سيصلي ويعبد ربه في كل مكان وأي مكان . وقال إن حكومة الدكتور الجنزورى حكومة " ترانزيت " مهمتها فقط وحاليا هي تحقيق الأمن وتوفير أنابيب البوتاجاز ورغيف العيش وحل مشاكل الصرف الصحي وانقطاع المياه ، وبعد انتخاب البرلمان ورئيس الجمهورية نقول له " مع السلامة". وبالنسبة لترشيحه لرئاسة الجمهورية وخروجه على جماعة الإخوان المسلمين قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح " عندما قررت ترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية لم أرشح نفسي عن أي حزب أو فصيل أو جماعة لأني داخل في مشروع لكل المصريين والإخوان المسلمين جزء من هؤلاء المصريين وكان على أن استقل عن جميع الأحزاب والتيارات الدينية ، وهذا استقلال وظيفي وأنا ليس لي حاليا أي ارتباط تنظيمي بجماعة الإخوان المسلمين وهذا لا يعنى أنني لا أعتبر نفسي أمينا لمدرسة الإخوان المسلمين وليس التنظيم ، ولن اسمح لأي فرد أن يشوه هذه المدرسة حتى لو كان المرشد العام للإخوان المسلمين نفسه ، وأنا ليس لي ارتباط بالإخوان المسلمين لأنني مشغول بمشروع وطني لكل المصريين سواء السلفيين أو الإخوان المسلمين أو الليبراليين أو المسيحيين . وقال الشيخ عبد العزيز عشري حسن أحد مؤسسي ورموز جماعة الإخوان المسلمين بالفيوم وعضو مجلس الشعب السابق عام 1987 إن الفيوم من خلال جمعية النهضة الإسلامية استضافت الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بعد اللقاء العاصف والشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات عندما كان أحد قادة العمل الطلابي الذي أسس للصحوة الإسلامية بالجامعات المصرية مع الشيخ عمر التلمساني ، وهاهي الفيوم تستقبله اليوم كمرشح لرئاسة الجمهورية يبغي تحقيق الحرية والرخاء والمساواة للجميع . وناشد الدكتور كمال الهلباوي المتحدث الرسمي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين بأوربا المواطنين في كل أنحاء مصر ، في المسجد والكنيسة ، في المصنع والشارع وفي كل مكان حسن اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب ، مشيرا أن المسرح الآن ملئ بالصالح والطالح وعلينا أن نختار من نثق فيهم ونطمئن لهم .