ليس بعيد عن الجميع الكبوة التي تعاني منها السياحة منذ بداية الثورة والمحاولات المستميتة من الوزارة والقائمين بالسياحة والعاملين فيها لمحاولة النهوض بها، والتصريحات الاخيرة التي صرح بها بعض المتحدثين باسم الدعوة السلفية مثل عبدالمنعم الشحات فى لقائه الفضائي فى قناة المحور عن السياحة والذي قال فيه ان الحضارة المصرية حضارة عفنة ومن ثم دعوته الي تغطية وجوه التماثيل الفرعونية المصرية بالشمع لانها تشبه الاصنام التي كانت موجودة حول اسوار مكة في العصر القديم، على حد قوله، وبناء علي كلامه قام بعض اتباع الدعوة السلفية بتكسير وجوه التماثيل الأثرية الموجودة بمنطقة كرداسة معتبرين ان هذه دعوة لهدم التماثيل الموجودة..!!!!!!! والمؤكد أن هذه التصريحات اثرت علي السياحة بشكل سئ جدا حيث ان العديد من الشركات الاجنبية الغت حجوزاتها للسفر الي مصر ومطالبة بتعويضات مادية عن الاضرار التي لحقت بهم. كان هذا سببا في تلك الوقفة التي تنظيمها أمس في المنطقة بالأثرية بالهرم الأكبر، والتي كان من المقرر عقدها أمام تمثال أبو الهول قبل أن يتم إبلاغ المنظمين – فجأة - بأن المكان قد تغير معللين ذلك بدواعي امنية.. ربما خوفا أن يتعرضوا للاتهام بتشجيع عبادة الأصنام ممثلة فى تمثال أبو الهول..!! وقد صرح "حسام العكاوي" –الأمين العام لحركة "سياحيين بلا حدود" - لمراسلة "مصر الجديدة"، بأن حضارة 7 الاف سنة، وألف سنة سياحة لن تتوقف ولن توقفنا تصريحات كتلك التي اراد مطلقوها تدمير قطاع السياحة، مؤكدا أنه سيقوم بملاحقة الشيخ عبد المنعم الشحات قضائيا بسبب الخسائر التي ألمت بقطاع السياحة جراء هذه التصريحات. وواصل قائلا: أن تغيير مكان وقفتنا دليل علي الأياد الخفية التي تعبث و"اسالوا وزير الاثار"..؟؟؟ أضاف قائلا: إن اعتصامات التحرير لاتؤثر علي السياحة بل علي العكس هي تعتبر مصدر جذب سياحي، فيما وجه رسالة الي من يهمه الامر بقوله أن خمس القوي العاملة المصرية تعمل بالسياحة و15% من الدخل القومي من السياحة وهناك 170 صناعة تعمل من اجل السياحة و20 مليون مصري بصفة مباشرة يعيشون من دخل السياحة، وبالتالى فالسياحة هي عصب الاقتصاد القومي ومن هنا يجب يجب الا ننساق وراء هذه الدعاوى التي ظاهرها الحق وباطنها الباطل.
السيدة "أم ماجد" - أحد المشاركات بالوقفة –قالت ان حالنا وقف فانا اعمل بعمل الانتيكات السياحية وتوريدها لبيعها للسياح، وذلك منذ الكلام غير المسئول الذى قاله الشيخ الشحات (منه لله). أما "عادل الحجار" صاحب شركة سياحية، فعلق بقوله أن كل الناس تخرج في مظاهرات فئوية ومطالبة بحاجاتها بينما ما نقوم به الآن لا يندرج فى هذا القبيل، وبالتالى فهذه ليست مظاهرة فئوية ونحن لانريد اي شئ فقط اتركونا لنعمل ونعوض جزء من خسارتنا. "هاني فؤاد" - مرشد سياحي – التقط خيط الحديث قائل: نحاول بوقفتنا هذه ان ننقذ السياحة فهي تمثل خمس اقتصاد مصر واذا ام نستطيع ان نصلح الحال الآن فلن نستطيع ان نحافظ علي اي شئ. منير سيد صاحب شركة سياحة نثبت للعالم بوقفتنا هذه ان هناك وقفة حضارية للسياحة ونثبت للاجانب اننا في امان فالوكالات الاجنبية تقوم ببث الخوف في نفوسهم من مصر وانه لا يوجد امان في مصر ولابد ان يعرف الجميع ان السياحة خط احمر لا يستطيع احد ان يتجاوزه.
حمادة خطاب صرخ قائلا: اغلقت محلين لي بشرم الشيخ بسبب البدو والعرب من قطاعين الطرق فلا يوجد حكومة بشرم الشيخ وكيف يقول وزير السياحة ان السياحة تعمل بصورة جيدة فهو يعرف اكثر منا ان السياحة متدهورة الان ولماذا يتم عمل الانتخابات في هذا الوقت كثير منالشركات السياحية اوقفت والغت عقودها خوفا من اقامة الانتخابات وتوقعهم لحدوث عنف فيها واذا كان الشعب المصري خائف من البلطجية فماذا يفعل الاجانب؟؟ أما عيد يسري ويوسف، من اهالي نزلة السمان فأوضحوا أن بعض العاملين بالسياحة في المنطقة يشكون من أنه قد تم اتهامهم زورا في موقعة الجمل ويبررون وجودهم بانهم ارادوا المشاركة في الثورة وتغيير وزير الاثار الذي يتسبب في وقفه حالهم ونسب اي اكتشاف لاي مقبرة جديدة له والسور العازل الذي اقامه في الهرم ليمنع الخيل والجمال وكيف ان السائح ياتي من جميع انحاء العالم ليزور الاهرام ولا يستطيع ركوب الخيل والجمال ويصرح حواس بانه سيوفر الطفطف للسائحين ويصرخون قائلين الخيول تموت لاننا لانملك مالا لنصرف عليها بل لم نعد نستطيع توفير نفقاتنا نحنولابد ان تكون لنا نقابة تحمينا وتدافع عنا وهذا ماو عد الاستاذ حسام العكاوي بحله والاجتماع معهم ومحاولة معرفة مشاكلهم والعمل علي حلها .
فى السياق ذاته، أجمع المشاركون فى الوقفة على أن من بينهم المسلم والمسيحي مؤكدين تمسكهم بدينهم رغم عملهم بقطاع السياحة، وأنهم حريصون على منع أى تجاوزات من السائحين وأنه حتي المشروبات الروحية يتناولونها بغرفهم أو في اماكن خاصة ولا يجاهرون بها، ووجهوا رسالة لبعض رموز التيار السلفى الذين حصلوا على مقاعد برلمانية مفادها، أنه عليهم أن يستجيبوا لرغبات الشعب وليس العكس فالشعب هو من اختاركم وبهذ الطريقة يفقدونا الثقة فيهم ولن نعاود ترشيحهم.
جدير بالذكر أن من الشخصيات العامة التي حضرت الوقفة، منير فخري ابو النور - وزير السياحة – وكذا الاعلامي البرلمانى مصطفي بكري، وقد أكدا على تضامنهما مع المعتصمين بميدان التحرير، قلبا وقالبا، لأنهم يدافعون عن أحلام الشعب المصري بأكمله، وإن طالبوهم بفتح الميدان نظرا لتمركز بعض البلطجية فيه، مما يعوق حركة السياحة فى منطقة وسط البلد الحيوية.