فتاة الليل نقطة سواء فى مجتمعنا ... وعلى الرغم من أنها فى بعض الأحيان قد تكون ضحية وليست جانية، إلا أنها فى النهاية تجد نفسها وقد سقطت فى عالم لم تخطط له فيه سواء سهواً أو عمداً .. وفيما تحاول الكثيرات منهن البحث عن سبيل للتوبة ... فإن البعض الآخر يستمر فى هذا الطريق غير محدد المعالم، إلا أن نهايته غالبا ما تكون درامية، وربما مأساوية المزيد من التفاصيل والأسرار عن هذا العالم الأسود يكشفها التحقيق التالى، كما سنرى،، رحلة الانحراف هالة .. فتاة فى العقد الثانى من عمرها تروي لنا قصتها مع الانحراف قائلة: بدأت كلامها قائلة: كنت أعيش حياة عادية مع اسرتي المكونة من أبي الذي يعمل نجارا وأمي ربة المنزل.. كنت الابنة الوحيدة، وكان والدي يعمل طوال اليوم ولايعود الا متأخرا ومرهقا ولا يشتهي سوى النوم أما أمي فكانت الوحيدة القريبة مني لكن حدث مالم أكن أتوقعه توفيت أمي متأثرة بمرض أصابها وعمري وقتها كان 10 أعوام ومع وفاة والدتي انهار البيت كله ونسي ابي أو تناسي أن له ابنة من حقها ان تعيش في احضان والدها ليصونها ويعوضها عن فقدان الأم. وواصلت "هالة" تذكر شريط حياتها وقالت بنبرات حزينة: أبي هو السبب .. فهو الذى انشغل عني دائما.. لم يعرني اهتماما لم اجد احدا بجانبي ينصحني أو يرشدني لطريق الصواب.. لم أشعر بدفء المشاعر والحنان بدأت اخرج من البيت باستمرار ولا أعود الا في وقت متأخر دون أن يسألني أحد عن سبب التأخير (!!) وعندما بلغت السادسة عشرة من عمري تعرفت علي فتاة تدرس معي في نفس المدرسة.. وعلي الرغم من انها تنتمي لأسرة بسيطة لكن ملامحها وملابسها توحي لمن يشاهدها بانها من اسرة ثرية.. بدأت اتودد اليها واقتربت منها حتي توطدت علاقتي بها.. وكانت هى أو من دفعتني الي السير معها في طريق الانحراف. في البداية تعلمت تدخين السجائر ثم تطور الامر بعد ذلك الي تدخين البانجو وإدمان انواع كثيرة من المخدرات. بعدها بدأت اتعرف علي شباب واسهر معهم كل يوم وعرفت قدماي الطريق للملاهي الليلية.. كل هذا يحدث وأبي كأنه في غيبوبة.. لايعلم عني شيئا.. ولايسألني من أين أنفق علي نفسي.. بعد ذلك تعلمت الاتجار في المخدرات فكنت ابيع للزبائن ومعظمهم من الشباب.. ثم قررت الهروب من البيت نهائيا.. فقمت باستئجار شقة مكونة من غرفتين اقيم بها أنا وصديقتي.. لكن حبي الشديد للمال دفعني للتفكير في زيادة دخلي.. فقمت بالرقص في الملاهي الليلية.. ثم بعد ذلك بدأت في مجالسة الزبائن والتودد اليهم مقابل اجر مادي.. ثم تطور الأمر اكثر مما اتخيل واتصور حتي سقطت في الهاوية. الصداقة المدمرة فريدة فى العق الثانى من عمرها قالت بلا مبالاه: أمارس الرذيلة من 18 عام دخلت هذا المجال عندما كنت أدرس فى المدرسة تعرفت على صديقة ولاحظت عليها انها تصرف ببذح رغم أنها من أسرة فقيرة وفى يوم سألتها عن سبل كثرة هذه النقود فى يديها فقالت "ممكن تخرجى معى اليوم وتعرفى بنفسك".. فوافقت على الفور وذهبت معها إلى مكان يوجد به عديد من الفتيات تتوسطهن أمراة كبيرة فى العمر وعرفتنى عليها على الفور ثم عرضت على مبلغ من المال مقابل الذهاب معها الى الديسكو وهناك كانت أولى خطواتى على طريق الرذيله حيث عرضتنى على بعض الشباب العرب مقابل مبلغ ضخم جدا وعرفت عنها فيما بعد أن دورها يتمثل فى أن تعرف المواصفات المطلوبة وتتحرك على أساسها لاستقطاب الضحايا وهى مواصفات مرتبطة بتحديد القامة والجمال والسن ولون البشرة، إلخ .. وحيث هناك مواصفات خاصة جداً يطلبها بعض الزبائن على رأسها فتيات لازلن محتفظات ببكارتهن، وعرفت بعدها أن أهم أماكن اصطياد الضحايا من الفتيات غالباً ما تكون صالونات الحلاقة الحريمى ومحلات بيع الملابس الجاهزة ومحلات المكياج وبعض المقاهى كما يتم التنقيب على الضحايا باستغلال الصداقة والزمالة لاستدارج الضحايا فى سرية تامة..! وأصبحت من وقتها واحدة منهن - تستطرد فريدة - حيث يبدأ خروجنا الى التسوق فى الساعة الثالثة عصراً وحتى الثامنة مساء وذلك هو الوقت التى نتمكن فيه من اصطياد الزبائن وقد نلأ للملاه الليلية لاصطياد كبار السن من العرب من الذين تتراوح اعمارهم ما بين الخمسين فما فوق وهى النوعية التى تصرف ببذخ شديد .. وقد نستنزف (الزبون) فى الملهى الليلى وهو مخمور لايدرى ماذا يفعل .. ثم عند خروجه من الديسكو تذهب الفتاه لتبيت معه للصباح ويدفع لها ما تطلبه منه خوفا من البودى جارد. البودى جارد .. يعتبر من أهل شخوص هذا العالم السري خصوصا فى الملاه الليلية، فهم بداية يقيمون علاقات محرمة مع بنات الليل وفتيات الريكلام المترددات على هذه الأماكن ويساومونهن على أجسادهن وأشياء أخري وتهديدهن بأن يكون مصيرها إما الضرب والاهانة أو الطرد من المكان الذي يعتبرنه "لقمة العيش" وفى النهاية ترضخ بنات الليل لابتزاز البودي جاردات، فى مقابل توفير الحماية لهن. ضحية أسرتها وتحكى منى عن رواية أخرى مختلفة، قائلة، أنا ضحية أسرتى ففى بداية حياتى كنت ارعى أبى بعد انفصاله عن امى وفى أحدى الليالى فؤجئت به يدخل الى غرفتى ويتحسس جسدى وحين حاولت مقاومته انقض علي وقام باغتصابى جنسياً وعندما حاول مرة أخرى نصحته بالزواج فهددنى بالقتل اذا قاومته .. وفى اليوم التالى أثناء خروجه من المنزل قمت بجمع ملابسى وذهبت الى مقهى لكى أفكر ماذا افعل واين اذهب وكنت شاردة فى التفكير تعرفت على سيدة وعرفت قصتى فعرضت عليا العمل معها والجلوس معها فى شقتها ومن هنا بدات الحكاية وأصبحت من فتيات الليل . وواصلت قائلة: نحن بنات الليل لا يهمنا اذا كان طالب الرذيله كبيرا أو صغيرا .. وسيم أم غير وسيم .. ولايهمنا اين يسكن كل ما نبحث عنه هو المال وكيف ناخذه منه ثم نتركه ونبحث عن آخر.. وعندما نتعرف على شخص (مهم) وهو ما يكشفه لنا أسلوب صرفه للمال فى الملاهى أو الديسكو ومن حراسته من أمن الديسكو، عندئد نبحث عن الإقامة معه لفترات طويلة من أجل استنزافه بأكبر قدر ممكن.. وقد نفكر فى طريقة أخرى لابتزازه، حيث نذهب معه الى سكنه وهو فى حالة سكران كامل وعندما ينام نقوم بتصويره عاريا .. ومن ثم نبدأ فى تهديده عن طريق شخص نرسله له او يتصل عليه ونطلب ما نريد من المال مقابل عدم نشر الصور وعلى الفور يوافق ويدفع لنا ما نشاء، أما المال الذى نحصل عليه فيتم تقسيمه بين كل من صاحب الملهى والبودى جارد مقابل حمايتى فى الديسكو من الشباب المخمور .. والباقى لبنات الليل. جدير بالذكر أن إحصاءات رسمية قد كشفت أن مصر فى ظل النظام البائد من أهم ممرات تجارة اللحم الأبيض (الدعارة) على مستوى العالم والثانية على مستو المنطقة - بعد "إسرائيل"..!