حاكموهم لئلا تكون فتنة فى الأرض خاين اللى بيقتل شعبه ...
خاين اللى بيقتل شعبه .... هذا هو الهتاف الشهير الذى ردده الثوار فى دولة سورية الشقيقة، احتجاجا على المجازر الدموية التى ارتكبها نظام الأسد الشيعى ضد أهل بلده من السنة، وهو الشعار ذاته الذى يستحق أن يتم إطلاقه فى وجه نظام طنطاوى الذى لا يقل ديكتاتورية ولا إرهابا عن نظام الطاغية المخلوع مبارك. لقد ظن المجلس العسكرى أن صمت الناس الذى طال تجاه الانتهاكات التى تم ارتكابها ضد شباب الثورة ونشطائها السياسيين، سوف يستمر لكى يتيح له الفرصة لإكمال ما بدأه وهو الانقلاب العسكرى ضد ثورة 25 يناير، بهدف تحويلها لمجرد عملية إصلاحية تم من خلالها الإطاحة بأسرة مبارك من حكم مصر - وحيث كان معروفا بحسب مصادر مطلعة أن الجيش كان يرفض توريث ابن المخلوع لعرش مصر. إلا أن الشعب قد تنبه أخيرا للمؤامرة التى نسج خيوطها المجلس العسكرى بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة التى كان النظام الساقط أقوى حلفائها فى المنطقة، فخسرته بسبب الثورة، وها هى تحاول استعادة ما فقدته من خلال تكريس الحكم العسكرى الموالى لواشنطن فى مصر، وهو ما بدى جليا عبر الإشادة المتكررة من جانب هيلارى كلينتون بحسن قيادة المجلس العسكرى، ومن خلال اللقاءات المتكررة بين قيادات المجلس العسكرى ونظرائهم فى جهاز المخابرات الأميريكية، وهى اللقاءات التى لا تماثلها أية لقاءات أخرى بين العسكرى وبين أجهزة مخابرات أى دولة أخرى (!!).. والسؤال لماذا مخابرات أمريكا بالذات؟؟ بدوره لم يدخر المجلس العسكرى جهدا فى إعادة النظام البائد للوقوف على قدميه مجددا، فالمحاكمات التى وصفها كثير من المراقبين بالهزلية، لم تطل إلا حفنة ضئيلة من رموز الفساد .. والمحاكمات نفسها تسير ببطء السلحفاه، بينما محاكمة القتلة من ضباط الشرطة تتأجل جلسة بعد جلسة إلى مالانهاية، وفيما يعيش رمز الفساد الأكبر فى منتجع سبعة نجوم، يتم التنكيل بشباب الثورة فى المحاكم العسكرية، ويجرى إذلال فتياتها بجريمة الكشف عن العذرية. والآن وعندما ظن العسكرى أنه قد بات جبارا فى الأرض وأنه أصبح قادرا علي من فيها، لدرجة الاعتداء على مصابى الثورة المعتصمين سلميا بالضرب والإهانة فى الميدان دون أى مبرر، تنفجر الثورة مجددا فى وجهه لتستعيد شرعيتها التى سلبها منها العسكرى بخداعه ومماطلته وتواطئه مع الفلول، وهو ما جعل العسكرى يفقد صوابه، فقام بتحريض جنوده لكى يذيقوا المصريين أنواعا جديدة من القتل بدم بارد، ليس فقط بالرصاص ولكن بالأسلحة الكيماوية .. التى ثبت استخدام قوات الأمن لها فى مواجهة مظاهرات الثوار السلمية، من خلال قنابل الغاز التى تحتوى على مادة (C.R) والتى تستخدم فى الحروب وليس ضد المدنيين.. لقد ثبت من خلال تقارير الطب الشرعى لكثير من حالات الوفاه التى وقعت عبر الأيام الماضية، أن الشهداء قد تعرضوا لاستنشاق مادة تسبب الإصابة بضيق شديد فى التنفس والتهاب فى الأعصاب وحرقة بالعين وإجهاد شامل للجسم، قد يصل إلى الإعياء الذى قد يؤدى إلى الوفاه، وهى مظاهر العديد من الإصابات التى تعرض لها شهداء الثورة ممن تعرضوا للعدوان الأمنى الهمجى فى الميدان، وهى ذات الأعراض التى تتفق وتلك الخاصة بالمادة المذكورة والتى تعتبر من الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا. لقد بات المشير طنطاوى ومجلسه المكلل بدماء الشهداء ولعنات الأمهات الثكلى على مرمى حجر من الرحيل .. ولكن هل يكفى رحيل المشير عن السلطة كثمن لجرائمه؟ أم أن محكمة ثورية هى الأقرب للعدل فى مواجهة الظلم الذى ذاقته مصر والمصريين فى عهد رموز النظام الذى لم يسقط بعد؟؟