شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً كبيراً بالمريض النفسي من قبل المجتمع. فقد أنشئت العديد من الجمعيات التطوعية التي تهتم بمشاكل المريض وتقديم المعونة له في كل المجالات الخدمية والاجتماعية. وكذلك تكوين مجموعات خدمة الذات المكونة من أهالي المرضى وأصدقائهم للاجتماع والاتصال مع بعضهم البعض للدراسة وتبادل الخبرات في كيفية التعامل مع المريض لخلق جو من الود والوئام بينه و العائلة بحيث تقل الحاجة للاستعانة بالخدمات الطبية إلاّ في حالة الضرورة القصوى هذا قلّل كثيراً من الحاجة للدخول للمستشفى مرة أخرى . كما زاد بشكل واضح اهتمام أجهزة الإعلام المختلفة بالمريض النفسي وبنشر الثقافة النفسية بين المواطنين تشجيعاً لهم بعدم التردد و التقدم لطلب العون متى ما دعت الحاجة لذلك. وقد أصيب بهذا حوالي 20 % من البالغين في مرحلة ما في حياتهم, والإحصائيات تدل على أن 4 من 10 أسباب العجز بالدرجة الأولى يرجع إلى إمراض نفسية وأولها مرض الإكتئاَب. وبالرغم من شيوع المرض النفسي إلاّ أن حوالي 50 % أو اقل يسعون للعلاج. ومما دفعنا للحديث عن المرض النفسى هو قيام حمدى الدسوقى "مريض نفسى بإقتحام شقة شقيقه واقدامه على قتل زوجة وابنها ليلاً بعزبة المصطفية التابعة لقرية محلة أبو حسن بمركز المحلة الكبرى وذلك بطعنهما عدة طعنات بسكين المطبخ، مما أدى إلى مصرع الزوجة في الحال، بينما تم نقل الابن للمستشفى في حالة خطرة. وبعد ارتكاب الواقعة فر المتهم بشوارع القرية شاهرًا السكين في يده، وهو يهذي بكلمات غير مفهومة حتى تم القبض عليه. وتعود أحداث تلك الواقعة عندما تلقى اللواء مصطفى باز مدير أمن الغربية بلاغًا من مستشفى المحلة العام يفيد بوصول سلمى المرسي (55 سنة- ربة منزل)، مصابة بجرح نافذ بالبطن، مما أدى لوفاتها، وابن شقيقه هاني الدسوقي (30 سنة) مصابًا بجرح قطعي بالرقبة، وحالته خطيرة. انتقل ضباط المباحث لمكان ارتكاب الواقعة للمعاينة، وتم تشكيل فريق بحث للتحقيق، وبسؤال محمد الدسوقي، زوج المجني عليها، اتهم شقيقه حمدي (41 سنة) بالتهجم على زوجته ونجله ليلاً وطعنهما بالسكين، لإصابته بمرض نفسي. كشفت التحريات أن المتهم كان يقيم بمفرده في شقة مجاورة لشقة شقيقه، وأنه يعاني من مرض نفسي جعله لا يستطيع الزواج، كما تم فصله من عمله بمجلس مدينة المحلة للسبب نفسه، وأن أقاربه وجيرانه كانوا يتجنبونه ويعاملونه بحرص، خاصة عندما كانت تنتابه حالة الهياج من حين لآخر، إلا أنه ليلة الحادث خرج من شقته وظل يطرق باب شقة شقيقه حتى فتحت له زوجة شقيقه سلمى المرسي، وفوجئت به يتهجم عليها بسكين ويطعنها عدة طعنات حتى سقطت علي الأرض جثة هامدة، كما قام بطعن ابن شقيقه هاني الدسوقي عدة طعنات مما أدي لإصابته. تم عمل كمين للمتهم بالعزبة، وتم ضبطه وهو يسير بالشوارع شاهرا السكين في يده. تم إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بندب الطبيب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة، ودفنها عقب ذلك، كما أمرت بتوقيع الكشف الطبي علي المتهم لمعرفة مدى سلامة قواه العقلية وسرعة طلب تحريات المباحث حول الواقعة.