عصام وابنه الرضيع الذى أصبح الآن يتيم "تمثيلية تمثيلية .. الداخلية زى ما هيا" .. هكذا هتف المتظاهرون أمس أثناء تشييع جنازة "عصام عطا"، أحدث شهيد مصرى يتم قتله بعد تعذيبه على أيدى ضباط الشرطة، ثم ليخرج متحدث رسمى باسم الداخلية ليؤكد أن القاتل هو حالة تسمم أو ربما فيما بعد يظهر أنها لفافة بانجو.. كتلك اللفافة التى ظلت متهمة (زورا وبهتانا) بقتل الشهيد السابق "خالد سعيد" .. حتى ظهر الحق بعد أكثر من سنة ليثبت أن وزارة الداخلية كاذبة، وأن ضباطها هم القتلة الحقيقيون .. وهو ما أكده حكم الإدانة (الهزيل) بسبع سنوات سجن فقط، ضد قتلة الشهيد خالد سعيد. البداية تعود إلى شهور قليلة مضت، عندما تم القبض على الشهيد عصام عطا، على خلفية نشوب مشاجرة بين مجموعة من الشباب بالمقطم، ليتم الحكم عليه بالسجن (عسكريا) لمدة عامين . ولكن المأساة الحقيقية وقعت عندما وشى أحد زملاء "عصام عطا" فى السجن بأن الأخير تلقى شريحة موبايل من والدته أثناء زيارتها قبل أيام، فما كان من ضابط شرطة يدعى "نور"، إلا أن سمع وشاية السجين دونما فتح أى تحقيق، وطرد أمه التى كانت تزور ابنها بعد ثلاثة أشهر من الحرمان من رؤيته، ثم قام - بحفلة التعذيب التقليدية داخل جميع أقسام الشرطة - وقد ابتكر وسيلة غير تقليدية هذه المرة - بحسب تصريحات شقيق الشهيد "محمد" - حيث قام بإدخال خراطيم فى فمه ومن منطقة حساسة بجسده، وفتح صنابير المياه بضغط عال، لتندفع داخل جسده، حتى أصبحت أحشاؤه على وشك الانفجار .. وبعد ليلة مريرة من التعذيب قضاها "عصام"، حاول أثنائها الاتصال بأهله لإنقاذه من الموت على ايدى ضابط الشرطة، ساءت حالته بشدة، وهو ما دفع ضابط شرطة اسمه "بيتر" ليقوم بنقل المصاب إلى مستشفى القصر العينى، ولكن بعد فوات الأوان حيث لقى ربه بعد محاولات مستميتة من جانب الأطباء لإنقاذه. وبدوره قامت هيئة الطب الشرعى بمهمتها المعتادة كما سبق وحدث فى جميع جرائم التعذيب التى ارتكبتها وزارة الداخلية ضد المواطنين، حيث جاءت نتيجة التحقيق فى المحضر رقم 5537 لسنة 2011 ، بأن "هبوط فى الدورة الدموية" هو سبب الوفاه. وكان مشهد الختام بصدور تصريحات لمتحدث باسم وزارة الداخلية قال فيها أن المدعو عصام عطا قد مات نتيجة الاشتباه فى تسمم دوائى. من جانبها أكدت الناشطة الحقوقية "عايدة سيف الدولة" أنها علمت بالأمر من محاميى إحدى المراكز الحقوقية - "مركز النديم" - وعلى الفور اصطحبت والد الشهيد عصام إلى مقر الطب الشرعى لكى يلقى على ابنه نظرة الوداع إلا أن مسئولى الطب الشرعى رفضوا تماما إلا بعد أن تتم عملية التشريح. أما حركة 6 أبريل، فقد أكد متحدث إعلامى باسمها أن الحركة قد نظمت مسيرة شعبية أمس حتى مشرحة زينهم طالبوا فيها بفتح ملفات التعذيب التى تورط فيها ضباط الداخلية منذ عهد حبيب العادلى وحتى الآن، وأشار إلى أنه لا تهاون فى حق جميع الشهداء من المواطنين الذين راحوا ضحية انتهاكات الشرطة، بما فيهم الشهيد "سيد بلال" - الذى يتم التحقيق بشأن جريمة قتله مع ضباط أمن الدولة والشهيد "عصام عطا" وغيرهم المئات. جدير بالذكر أن آخر كلمات الشهيد عصام عطا قبل أن يتم اعتقاله ومحاكمته عسكريا، وكما نشرت صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك" كانت: "أنا عصام على عطا اتسجنت عشان أهلي فقرا بس ربنا مش هايسيبنى كده لأن ربنا كبير وهو أحن علي من كل البشر".