كان إعتذار إيهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي شئ عظيم للغاية يفخر به إي مواطن مصري ، ولكن يجب على كل واحد منا أن يتسائل لماذا هذا الاعتذار في هذه الفترة وفي هذا التوقيت عندما تردد على أذنية حدث نجاح صفقة تبادل الاسرى لاطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط و مقابلة ما يساوية الف اسير فلسطيني ، واقتراب صفقة الاسرى المصريين بإيلان جرابيل ، وحدث إعتذار وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في هذا الوقت بعينة رسمياً لمصر عما بدر من إسرائيل في أحداث سيناء الأخيرة ، على الرغم من انه كان من اللائق ان يعتذر هذا الاعتذار ، في اجواء تلك الاحداث ، وقتما ذهب الشارع المصري امام السفارة الاسرائيلية ، مشتعلاً بنار الغضب مما بدر منها . يمكننا قول أن سبب هذا الاعتذار كان الظروف المحيطة بإسرائيل ، على ما يبدو ، والتي لم تساعدها على الاستمرار في نعرتها الكاذبة ، ولكن كسرت أنفها ، فرئيس الوزراء الاسرائيلي كثرت علية الضغوط من كل جانب ، سواء من جانب الشعب الاسرائيلي الذي يطالب حتى الآن بالعدالة الإجتماعية ، وكذلك الظروف التي تمر بها الدول العربية بالشرق الاوسط والتي تسوء من يوم لأخر ، ، فهي دائماً متخوفه من اعتلاء الاخوان المسلمون كرسي الحكم في الانتخابات القادمة بمصر ، وقلقة من توتر علاقتها بتركيا ، والاحداث الدامية التي تحدث بسوريا . ويمكننا القول ايضا أن إسرائيل ، ربما كان مقصدها من إعتذارها هذا لمصر في هذا الوقت ، تحسين صورة المجلس العسكري المصري أمام ثوار التحرير الذين ما زالوا يستشيطون غضباً مما حدث لابنائهم على حدود سيناء المصرية مع إسرائيل ، وكذلك انقاذة من الموقف الحرج الذي ازدادت حدته بعد وقوع احداث الفتنه الطائفية التي حدثت مؤخراً ومات ضحيتها اخواننا المسيحيين . و على ما يبدو أن إسرائيل وجدت انه من مصلحتها الآن التوجة فورا إلى مصر مباشرة ، لحل مشاكلها على الصعيدين الداخلي والخارجي فقد اراد بنيامين نتنياهو ، أن يضرب بصفقتة هذه مع مصر عصفورين بحجر واحد ، الأول هو إعادة تجميل صورته ، و إعادة شعبيته وشعبية حزب الليكود إلى شوارع إسرائيل مرة أخرى ، أما عن العصفور الاخر فهو يتعلق بما يسمى إستغلال إسرائيل لنوافذ الفرص قبل بدأ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بمصر التي ، ستجعل الاجواء غير مناسبة لإسرائيل . ولكن على الرغم من كل شئ لم يفلت نتنياهو من سهام الإدانة التي سلطت على الرغم من كل الجهود التي بذلها من أجل أتخاذ قرار الموافقة على صفقة شاليط والتي كان كلاً رئيس الشاباك يورام كوهين ورئيس الموساد تامير باردو لهما دوراً كبيراً في إقناعه بها ، ففي حال موافقتة على صفقة التبادل لاقى معراضات كثيرة من قبل نائبة موشية يعالون ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان من جهه بأعتبارها صفقة معارضة لسياسة اسرائيل بالخارج المعروفه بانها ترفض إدارة مفاوضات مع عناصر الارهاب كحماس ، ومن جهه اخرى لاقى معارضة شديدة من أهالي قتلى العمليات التي قام بها اعضاء حركة حماس الذين من المنتظر إطلاق سراحهم ........ فماذا سيفعل نتنياهو لإرضاء جميع الاطراف ؟.