تراجعت المفاوضات المصرية - الأمريكية لاطلاق سراح الجاسوس «إيلان جرابيل» لعدم تعاون السلطات الأمريكية وإصرار إسرائيل علي أن تتضمن الصفقة الجاسوس الإسرائيلي «عودة طرابين» الذي تنتهي فترة عقوبته في ديسمبر 2015 . في إطار آخر حققت مصر إنجازاً غير مسبوق خلال الثلاثين عاماً الماضية وهو إتمام صفقة اطلاق سراح جلعاد شاليط مقابل «1027» معتقلاً ومعتقلة فلسطينية، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي الطرف الثالث في الصفقة بمكافأة الاقتصاد المصري، كما قامت إسرائيل لأول مرة بالاعتذار الرسمي لمصر الذي أعلنه وزير دفاعها «إيهود باراك» بخلاف حصول مصر علي وعد برفع سعر الغاز المصدر منها إلي إسرائيل، بالإضافة إلي حصول أسر شهداء الجيش المصري علي تعويضات مالية كبيرة من إسرائيل. كما أرسل بان كي مون السكرتير العام للأمم التحدة خطابات شكر وتقدير للمجلس العسكري علي الانجاز العظيم وفقا لتعبير الخطابات المصرية، كما وعدت فرنسا بتقديم معونات كبيرة لمصر قبل نهاية العام الحالي في شكل معدات ثقيلة، أيضا قدمت «كاثرين اشتون» الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي شكرها العميق لمصر علي دورها المميز في انجاز صفقة «شاليط» وجدير بالذكر أن صفقة شاليط قد فشلت منذ شهرين عندما رفضت حركة حماس تسليم فيلم حديث لشاليط طبقا للشروط الإسرائيلية التي نقلها المفاوض الألماني الذي لعب مع مصر دور الطرف الثالث المراقب، وأن سر نجاح صفقة شاليط الأخيرة هو تسليم هذا الفيلم الذي تم تصويره في مقر اعتقاله، حيث يظهر في الفيلم عدد من الصحف بتاريخ هذا الأسبوع وفيه يبدو جلعاد بصحة جيدة علي الرغم من تقدمه في العمر قليلاً، إذ بقي في الاعتقال خمسة أعوام. وتعود أهمية تسليم هذا الفيلم إلي الشائعات التي تم إطلاقها بوفاة شاليط وهو ما كان يقلق المفاوض الإسرائيلي طيلة الوقت. وفي هذه الأجواء وصلت إلي شاليط في المعتقل هدايا ارسلت له من أسرته وأصدقائه في إسرائيل كما حصل علي هدية عيد الغفران وملابس جديدة وتميمة دينية أرسلها إليه حاخام إسرائيل الأكبر عوفاديا يوسف. علي خلفية هذه التطورات ينتظر أن يتم عقد مؤتمر صحفي بعد وصول شاليط للقاهرة لتسليمه منها، حيث سيمكث فيها يوماً واحداً يزور فيه الأهرامات ثم إلي المطار حيث تنتظره طائرة إسرائيلية خاصة. الجديد أن مدير الفريق الإسرائيلي في الصفقة هو «ديفيد ميدان» الذي يتبع وحدة الموساد المعروفة باسم «تيفيل» وهي أقدم وحدات الموساد الإسرائيلي وهو ثالث ضابط من الموساد يتولي التفاوض في هذا الشأن.