تخلت قناة نسمة التونسية عنادها أخيرا، بعد تصاعد مشاعر الغضب فى تونس، على خلفية عرضها فيلم يجسد الذات الإلهية، بزعم حرية الإبداع. وقدم نبيل القروي رئيس محطة نسمة التونسية الخاصة- التي بثت فيلم برسيبوليس الفرنسي الايراني- اعتذارا عن مشهد من الفيلم أثار استفزازات وصلت إلى تظاهرات وأعمال عنف في تونس العاصمة. وقال القروي لإذاعة المونستير "أقدم اعتذاري، أنا آسف من جميع الأشخاص الذين انزعجوا من هذا المشهد الذي صدمني شخصيا"، وذلك في إشارة إلى مشهد من الفيلم تجسد فيه الله وهذا يحظره الإسلام. وكان متظاهرون إسلاميون توجهوا إلى مكتب القناة قبل نحو عشرة أيام حاولوا حرقها، في أعقاب عرض الفيلم المدبلج للتونسية. ووصلت الحال ببعض ناشطي فيس بوك، إلى حد تكفير المشرفين على القناة، والدعوة إلى "تعذيبهم"، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى اتهام القناة بالسعي إلى إثارة النعرات الدينية والطائفية خلال تعمد استفزازها للمشاعر. الفيلم المدبلج الذي يعترض عليه الاسلاميون يحمل اسم "بلاد فارس"، ويروي حياة فتاة إيرانية إبان الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاحت بحكم الشاه رضا بهلوي. وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مبنى قناة "نسمة" لهجوم، إذ تعرض من قبل لهجمة بواسطة إسلاميين بعد أن بثت "نسمة تي في" مسلسلا يجسد حياة سيدنا يوسف". ويروي هذا الفيلم للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي، قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام الخميني، والتي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي في العام 1979.