أثارت التصريحات التى أطلقتها فلول الوطنى المنحل فى مؤتمر «اتقوا شر الصعيد إذا غضب» والذى عقد بقرية الرئيسية بنجع حمادى بقنا يوم الأربعاء الماضى، وتهديدهم بالقيام بأعمال تخريبية إذا طبق قانون العزل السياسى، موجة من الانتقادات فى الأوساط الصعيدية، وسط تأكيدات بأن الصعيد ليس ملكا لفلول الوطنى وإنما ملك لكل أبنائه. وقال عضو ائتلاف شباب الثورة، مصطفى الجالس، إن الصعيد عانى كثيرا على مدى سنوات طويلة من التهميش ومازال يعانى من الفقر وغيره من المشكلات ولابد من تطبيق قانون الغدر على كل من كان عضوا بالحزب الوطنى، وأن يمنع المجلس العسكرى فلول الوطنى من عقد المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية والتصدى بقوة لأى أعمال تخريبية تحدث من جانبهم. وقال الشيخ تاج الجداوى، أحد قيادات السلفية بالمحافظة، إن شرفاء القبائل لن يرضوا بتهديدات النواب السابقين، مشيرا إلى أن نفوذ هؤلاء بين عائلاتهم قائم على استعانتهم بالبلطجية وأصحاب المصالح وبمجرد عزلهم عن الحياة السياسية لن يصبح لهم نفوذ، بدليل ما كان لحسنى مبارك من نفوذ ومع سقوطه تبرأ الجميع منه، والشعب لن يرضى بأن يحكم مرة ثانية بنفس الوجوه التى أفسدت الحياة السياسية فى مصر فالصعيد ليس ملكا لهم وحدهم. وتساءل على حسين: هل عقمت القبائل عن إخراج زعماء بديلا عن هذه الزعامات المتهمة بإفساد الحياة السياسية، مشيرا إلى أن الصعيد عانى كثيرا من مشكلات الفقر والتجاهل ونوابه لم يعبروا عنه فى البرلمان. وحذر حسين من أن تصل بنا «الفلول» إلى صراع دموى بين القبائل تزداد فيه النعرات القبلية ويكون للقوة والسلاح دور بارز فى حسم هذه المعركة. ودعا عباس جابر الشريف، عضو اللجنة المركزية للحزب الناصرى، المواطنين من أبناء قنا إلى مقاطعة هذه المؤتمرات، وأضاف: «نواب الوطنى فى الصعيد لم يقدموا شيئا فى حياتهم السياسية سوى أنهم شاركوا فى الأفراح والمآتم ولم يقدم أحدا منهم مشروع قانون». مضيفا: الصعيد لا يعترف بالأحزاب السياسية ولكن يعترف بقانون الصعيد وهى العادات والتقاليد، والدليل على ذلك أن كل الآحزاب الجديدة وضعت فى قوائمها معظم نواب الحزب الوطنى السابقين، ولذلك يجب ألا نقصى أحدا وأن نترك الأمر للناخب ليختار من يشاء ويقصى من يشاء». لكن على النقيض مما سبق قال محمود الضبع، أحد قيادات قبيلة العرب، إن مصر قبل الثورة كان معظمها من الحزب الوطنى وكانت هناك أيضا أحزاب معارضة مقننة تلعب دورا محددا يحدده النظام، وهذا ما سمح للحزب الوطنى بالاستيلاء على الساحة السياسية، لذلك يجب الاحتكام إلى الصندوق الانتخابى والشعب هو الذى يختار من يقصيه عن الحياة السياسية، لافتا إلى أن الصعيد به زعماء وقيادات تمتلك القوة لفعل أى شىء ولكن هناك أيضا أخلاقيات وعادات وتقاليد لأبناء الصعيد تردعهم عن القيام بأى أعمال إجرامية.