مبارك أكد لهم أن "صدام" يملك أسلحة دمار شامل (وهو ما ثبت كذبه لاحقا) كشف ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق، أن الرئيس المخلوع حسني مبارك سمح للطائرات الأمريكية باستخدام الأجواء المصرية إبان حرب الخليج الثانية في مطلع التسعينات، بعد أن عرض على الولاياتالمتحدة المساعدة، كما أنه كان كان المصدر الذي استندت إليه الولاياتالمتحدة بشأن امتلاك النظام العراقي أسلحة دمار شامل، كما أكد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مذكراته. ولدى سؤاله عن صور مبارك الحليف المقرّب لواشنطن بينما هو داخل قفص الاتهام، قال تشيني في مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية نشرتها أمس: "لقد رأيت فيه صديقًا، علاقته بواشنطن كانت مهمة جدا بالنسبة لها، كذلك السلام مع إسرائيل، لقد أثنيت عليه في كتابي". وأضاف: "ذكرت بهذا الكتاب كيف وبعد غزو صدام حسين للكويت (في أغسطس 1990) سافرت للقاهرة في وفد رئاسي لتشكيل تحالف ضد صدام، وحينها عرض عليّ مبارك المساعدة قائلا: هل يمكنني مساعدتك؟، وبالفعل قام بالمساعدة، لقد انضمت مصر لتحالفنا، وقام مبارك بفتح الأجواء المصرية أمام الطائرات الأمريكية". ولام تشيني- وهو أحد صقور الإدارة الأمريكية السابقة – إدارة الرئيس باراك أوباما على دعمها الثورة المصرية والتخلي عن مبارك حليف الولايات التحدة، وأضاف: "عندي انطباع أن الإدارة الأمريكية الحالية تخلت عن صديقها مبارك، الرئيس أوباما أهمل من ساعدوا الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب". وفي رده على سؤال حول رؤيته ل "الربيع العربي"، قال تشيني: "إنني قلق لا أعرف كيف سيتطور الأمر.. بلا شك ما يحدث هو أمر تاريخي، لكنني قلق، لا يجب التسرع في الحكم حتى يتبين من الذي سيتولون الحكم بتلك الدول التي أسقطت حركات الاحتجاج بها الحكام السابقين، مثل مصر، حتى يتبين شكل العلاقات بين حكومات تلك الدول والولاياتالمتحدة وإسرائيل". وأشار نائب الرئيس الأمريكي السابق إلى واقعة اقتحام المتظاهرين المصريين لمبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في التاسع من سبتمبر كأحد عوامل القلق لديه، عندما "تنظر إلى صور اقتحام المتظاهرين المصريين لمبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تعرف أن هناك ما يقلقنا ويقلق أصدقائي بالمنطقة"، في إشارة إلى إسرائيل. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن الدعم الذي قدمه مبارك للولايات المتحدة فبعد أكثر من عشر سنوات على حرب الخليج الثانية التي شاركت فيها مصر بقوات عسكرية، كان من المصادر الأساسية التي استندت إليها إدارة جورج دبليو بوش في احتلال العراق لإسقاط نظام صدام حسين في مارس 2003. ففي العام الماضي كشف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، في مذكراته أن مبارك أبلغ الولاياتالمتحدة أن العراق كان يمتلك أسلحة بيولوجية، وبأنه "سيستعملها" ضد القوات الأمريكية. وقال إن مبارك "أعلم الولاياتالمتحدة أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل"، مشيرا إلى أنه " أبلغ الجنرال تومي فرانك أن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكان متأكدا من استعمالها ضد القوات الأمريكية". وأضاف إن مبارك "رفض الإعلان عن هذه المزاعم خشية إثارة الشارع العربي.