نفى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد بشكل قاطع ما ذكره الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مذكراته (نقاط القرار) حول أن الرئيس حسني مبارك هو الذي أمد الإدارة الأمريكية بمعلومات تفيد بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل بيولوجية، والتي على أساسها شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الحرب على العراق في مارس 2003 لإسقاط نظام صدام حسين. وأكد عواد الأحد في تصريح صحفي - بعد صمت دام قرابة الأسبوعين - أن الرئيس مبارك على العكس حذر الرئيس الأمريكي السابق والعديد ممن التقاهم من المسئولين الأمريكيين من الإقدام على غزو العراق، لما يمثله ذلك من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية، وحذر من أن الغزو لن يكون مهمة سهلة، لأنه سيواجه بمقاومة عنيدة يستخدم فيها العراق كل ما في حوزته من أسلحة وعتاد. وأشار إلى أنه في إطار ذات الجهود والاتصالات للرئيس مبارك قبيل غزو العراق، وجه الدعوة للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الأب) لزيارة مصر آنذاك، حيث نقل إليه ذات التحذير والمخاوف من الغزو، مبديا تطلعه لنقلها للرئيس جورج بوش (الابن) لإثنائه عن مواقفه. ولفت إلى مواقف مماثلة مع بوش الأب بعد تحرير الكويت عندما عبر الرئيس الأمريكي عن احتمال مواصلة عملية (عاصفة الصحراء) بالتحرك إلى العراق لإسقاط نظام صدام حسين، وهو ما قال إن الرئيس مبارك عارضه آنذاك، محذرا إياه من أن يتحول من "محرر للكويت" إلى "غاز للعراق"، وهو ما استجاب له بالفعل. وكان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) قال في مذكرات صدرت في الثامن من الشهر الجاري عن دار كراون للنشر في 512 صفحة، إن الرئيس مبارك هو الذي أمده بالمعلومات الخاصة بأسلحة الدمار الشامل المزعومة حول العراق والتي على أساسها شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها حرب تدمير العراق. وزعمت المذكرات أيضا أن الرئيس مبارك أخبر الجنرال تومي فرانكس القائد الأسبق للقيادة الوسطي للجيش الأمريكي، بأن الرئيس صدام حسين لديه أسلحة بيولوجية وسيستخدمها ضد القوات الأمريكية. وأضاف "إن الرئيس مبارك طلب في وقتها ضرورة عدم الكشف بشكل علني عن تلك المعلومات منسوبة له خوفا من غضب الشارع العربي ضده". وذكرت المذكرات أيضًا أن المعلومات الاستخباراتية التي جاءت من قادة الشرق الأوسط، الذين عرفوا صدام حسين جيدًا، كانت لها تأثير على قراره وأضاف: "مثلما كانت هناك مخاطر للحرب، كانت هناك مخاطر لعدم الإقدام عليها أيضًا". يذكر أن الرئاسة المصرية نفت في 2004 ما ذكره الجنرال الأمريكي المتقاعد، بأن الرئيس مبارك أبلغه في شهر يناير عام 2003، بأن الرئيس العراقي السابق كان يمتلك أسلحة دمار شامل تشمل أسلحة بيولوجية. ووصف السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب مصر لدى الأممالمتحدة حاليا، والمتحدث باسم الرئاسة المصرية آنذاك في تصريحات صحافية تصريحات فرانكس لمجلة "باراد" بأنها "ادعاء عار تماما عن الصحة. وكانت المجلة نقلت عن المسئول العسكري الأمريكي السابق، قوله إن الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله أبلغاه بأن صدام قد يستخدم أسلحة دمار شامل ضد القوات الأميركية . وأضاف عبد الفتاح أن فرانكس كان قد استفسر بالفعل من الرئيس مبارك عن تقديره لمدى صحة ما يتردد عن حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل وخاصة الأسلحة البيولوجية. كما استفسر عن إمكانية استخدام العراق لهذه الأسلحة ضد القوات الأمريكية إذا ما تدخلت الولاياتالمتحدة ضد العراق عسكريا وأكد المتحدث أن رد الرئيس كان واضحا وهو أن مصر تتابع كل ما يتردد في هذا الشأن، لكنها لا تستطيع أن تؤكد حيازة العراق لأي من أسلحة الدمار الشامل وأنه لا توجد لديها أية معلومات عن إمكانية استخدامه لهذه الأسلحة ضد القوات الأمريكية.