قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه في ظل التدهور الذي حل مؤخراً على العلاقات بين المصرية الإسرائيلية، وخاصة بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وقعت أزمة دبلوماسية جديدة بين القاهرة وتل أبيب على إثر قيام سلطات الأمن المصرية بعرقلة وصول الغذاء إلى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة, وإخضاع سيارات السفارة للتفتيش والفحص الأمني الدقيق. فقد ذكرت إذاعة صوت إسرائيل، وصحيفة يديعوت أحرونوت، أن السفير الإسرائيلي في القاهرة " يتسحاق ليفانون " قدم احتجاجاً شديداً وشكوى غاضبة للخارجية المصرية، مدعيا فيها أن سلطات الأمن المصرية في معبر طابا الحدودي الواقع بن مصر وإسرائيل خالفت الأعراف الدبلوماسية المتبعة بين البلدين منذ سنوات، وقامت بإخضاع سيارات تابعة للسفارة الإسرائيلية في القاهرة لتفتيش أمنى دقيق، وذلك في خرق واضح للحصانة الدبلوماسية التي تتبع بها سيارات سفارة إسرائيل في مصر. واضافت أن سيارات السفارة 'الإسرائيلية' فى القاهرة التى خضعت لتفتيش سلطات الأمن المصرية، كانت تحمل فقط شحنة أغذية يهودية لا يتناولها إلا اليهود لأنها " حلال " أي مسموح بها ومعدة وفقاً للشريعة اليهودية . واوضحتن شحنة الأغذية خضعت للتفتيش عندما كانت قادمة من إسرائيل إلى مصر عبر معبر طابا الحدودي الواقع بين البلدين. وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الاحتجاج الذي قدمه السفير الإسرائيلي في القاهرة، يتسحاق ليفانون للسلطات المصرية، جاء " شديد اللهجة " نظراً لكون هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها السفارة الإسرائيلية في القاهرة لعمليات تفتيش دقيق لمتعلقاتها، منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، موضحة الصحيفة أن هذه إجراءات التفتيش الجديدة التي اتبعتها مصر لم تحدث أبدا فى عهد مبارك. واكدت صحيفة يديعوت أحرونوت على أن الحكومة الاسرائيلية تعتزم تصعيد الأمر، وتبحث استدعاء السفير المصري في تل أبيب لتلقى توضيحه على ما حدث من إخضاع الأمن المصري لسيارات السفارة الإسرائيلية للتفتيش، وفى نفس الوقت هناك اتجاه لاكتفاء إسرائيل بالاحتجاج الذي قدمته للخارجية المصرية لتجنب مزيد من التدهور في العلاقات التي أصبحت يشوبها الحساسية بين البلدين. واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن ما حدث يعد تدهوراً جديداً للعلاقات بين القاهرة وتل أبيب عقب قيام الثورة المصرية، وفتح السلطات المصرية لمعبر رفح أمام الفلسطينيين، واعتقال مصر للمواطن الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إيلان جرابيل، وتوجيه تهمة التجسس ضدها لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي 'الموساد'، وفشل الجهود الإسرائيلية حتى الآن في تحرير جرابيل من قبضة الأمن المصري. يذكر ان اسرائيل تخشى من حدوث تحول جذري في السياسة الخارجية المصرية تجاه اسرائيل بعد سقوط نظام مبارك الذي كانت تعتبره اسرائيل كنزا استراتيجيا بالنسبة لها ، ويشكل عنصرا داعما في موازنة الامن القومي الاستراتيجية ، لانها كانت تعتمد عليه في تامين الجبهة الجنوبية من حدودها