نشر مركز " بيجن – السادات " للدراسات السياسية والاستراتيجية ورقة بحثية حول الثورة في العالم العربي ، الحالة السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي ، وقد اتخذت الورقة نموذجين من دول مجلس التعاون الخليجي هما السعودية والبحرين ففي النموذج الأول " السعودية " كان ناشطون سعوديون قد دعوا الى يوم غضب ، وكان مقررا له يوم 11 مارس 2011 ، ولكن العائلة المالكة في السعودية استطاعة اجتثاث هذه الدعوة والقضاء عليها عن طريق استخدام المال والموارد البترولية في ضخ المزيد من راس المال في الاقتصاد السعودي ، ودفع الكثير من المال الى جيوب المواطنين السعوديين . وأضافت الدراسة ان قلة الحراك والمشاركة السياسية في السعودية ، بالاضافة الى الوازع الديني الذي يسيطر بشدة على المجتمع السعودي فيم يخص الولاء للحاكم قد ساعد العائلة الحاكمة في اجتثاث الدعوة الى يوم الغضب وعدم حدوثه . وأكدت الدراسة على ان العائلة المالكة عزفت بشدة على وتر العلاقات القبلية في المجتمع السعودي ، واستخداها لرجال الدين في التاكيد على حرمة عصيان الحاكم وضرورة الولاء له . من جانبه تحرك النظام السعودي بخطوات مسرعة نحو الشارع السعودي ، حيث شكر رجل الشارع السعودي على ولائه للملك ، وللوطن ، ووعده بتسخير كافة امكانيات المملكة من اجل تحسين الاوضاع المعيشية وتوفير سبل العيش الكريم لجميع المواطنين . أما النموذج الثاني وهو مملكة البحرين ، فقد شهدت مواجهات دموية بين قوات الامن ومتظاهرين ، وعليه فقد ركزت الدراسة على الموقف السعودي ايضا تجاه ما حدث في البحرين ، و أوضحت أن السعودية سرعان ما استخدمت العامل الديني تجاه ما يحدث في البحرين ، وقامت بوضع م يحدث في اطار ديني على انه حرب بين السنة والشيعة ، وهي القضية الى تجدد حساسية شديدة في العالم العربي والاسلامي . فالسعودية بوصفها قطب الاسلام السني في العالم العربي ، سرعان ما ارسلت قوات من الحرس الوطني الى البحرين ، وقالت ان هذه القوات تندرج تحت لواء ط درع الجزيرة " المكلف بالدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي . واكدت الدراسة على ان هذه القوات السعودية تم ارسالها بناء على طلب من ال خليفة في البحرين . والمحت الدراسة الى ان السعودية ذهبت الى اعطاء ما يحدث في البحرين بعدا خارجيا ، حيث المحت الى التدخل الايراني في شئون دول الخليج ، عازفة على العلاقة الخاصة بين شيعة البحرين وبين ايران انطلاقا من مبدا ولاية الفقيه في العقيدة السنية وتوصلت الدراسة الى ان الخطوة السعودية كانت رسالة تهديد موجهة الى ايران مفادها ان اي اعتداء او تدخل في شئون دولة خليجية فهذا يعني ان ردود فعل من كافة دول المجلس وليس من دولة واحدة بعينها ، وتاكيدا منها على زعامتها للاسلام السني في المنطقة . ومن ناحية اخرى قالت الدراسة ان ما حدث في البحرين ، والموقف الامريكي منه ادى الى توترات شديدة في العلاقات الامريكية السعودية ، الامر الذي ادي بالامير " تركي الفيصل " الى التصريح بان المملكة سوف تسعى الى التسلح النووي لمواجهة النووي الايراني والاسرائيلي ، وهو ما اعتبرته الدراسة ضغطا سعوديا على الولاياتالمتحدة لاتخاذ مواف اكثر شدة تجاه ايران فيما يخص برنامجها النووي وتدخلها السافر في شئون دول مجلس التعاون الخليجي .