شهدت محافظة شمال سيناء عقب ثورة الخامس و العشرين من يناير أزمه طاحنه في الغاز حيث يقف المواطنين طوابيرا لكى يملؤا أسطوانات الغاز الخاصة بهم ، كما تشهد المستودعات زحاما شديدا من قبل المواطنين وكذلك من شباب الخريجين أصحاب التصاريح . وقد إرجع البعض هذة الأزمه إلي تهريب الكثير من أسطوانات الغاز إلي قطاع غزة عن طريق الأنفاق الحدودية التي تربط بين مصر و قطاع غزة بمدينة رفح ، وقد أدى هذا إلى رفع أسعار أسطوانات الغاز بعد توصيلها للمنازل من قبل الوسطاء من شباب الخريجين ممن يمتلكون تصاريحا من مديرية التموين بالمحافظة. ومن جانب المواطنين أكد سامي أحمد أنه كان يقوم في وقت سابق بإعطاء شباب الخريجين أسطوانات الغاز الخاصة بمنزله لملئها بسعر 5 جنيهات عن كل أسطوانه ، لكن أختلف الحال بعد الثورة فأصبح تكلفة ملئ الأسطوانة الواحدة 10 جنيهات معللين ذلك بالزحام الشديد الذي يشهده مستودع الغاز. وأضاف سامى أن الأسطوانة بعد ملئها تكون خفيفة الوزن و غير ممتلئه عن أخرها وتستهلك تمامآ فى مدة أقصاها أسبوعين بعدما كانت تستخدم لمدة تزيد 35 يومآ. لذا قررت أنا والعديد من المواطنون والكلام لايزال على لسان المواطن سامى أحمد أن نقوم بملئ الأسطوانات بأنفسنا ، فعلى المستوى الشخصى قد ذهبت إلي المستودع بعد صلاة الفجر حتي أستطيع حجز مكان أمام باب المستودع الذى يشهد زحامآ لا يوصف. ومن جانب المواطنون أيضآ يؤكد محمود حمدان أنه جاء الي المستوع عدة مرات لكن لم يستطع ملئ الأسطوانه الخاصة به بسبب أنه بمجرد أن يقترب من ماكينه تعبئة الغاز يفاجأ بالقائمين بالمحطه يبلغوه أن كميات الغاز بالمحطة نفذت و علية الرجوع في اليوم التالي لملئها ، لذا قررت الحصول علي أجازة من عملى حتي أتمكن من ملئ أسطوانات الغاز الخاصة بى فجئت إلى المستودع في السادسة صباحا و برغم ذلك وجدت عشرات المواطنين ينتظرون في طابور طويل لملئ الأسطوانات الغاز الخاصو، والجدير بالذكر أن بعضهم قد جاء منذ الرابعه صباحا حتي يحصل علي مكان متقدم في الطابور. أما عن طلبات المواطنون فقد طالب المواطن مصطفي محمد علي من الجهات الرقابية تشديد الإجراءت لمنع التلاعب في سلعه مهمه لكافة المواطنون ، ثم تسأل ماذا يفعل المواطن المصري و من أين يأتي بالوقت ليقف في كل هذة الطوابير فالخبز عن طريق طابور ، والغاز بطابور ، فماذا علينا أن نفعل نحن المواطنون ؟ ثم تطرق المواطنون إلى موضوع أخر وهو ما يفعله شباب الخريجين حيث أكد المواطن مسعد عيد ان شباب الخرجين يقومون بمضاعفة سعر الأسطوانه عند توصيلها إلي المنازل فالجدير بالذكر أن الأسطوانة يتم ملئها في المستودع بثلاثة جنيهات بينما تصل إلي المنازل بسعر 10 جنيهات وأحيانآ ب 12 جنيهآ ، و الأدهي من ذلك أنها تصل متأخرة جدآ فتصل للمواطن بعد يومين أو ثلاثة من إعطاءها لشباب الخريجين. لكن المواطن سلامه سالمان رأى الموضوع من جانب أخر وهو أن ما يحدث من زحام حول المستودعات ماهو إلا مخططا حتي يترحم المواطنين علي أيام النظام السابق ، و يطالبون بعودة الأوضاع الي ما كانت عليه قبل الثورة. وعلى الجانب الأخر من الموضوع كان مهمآ أن نعلم ماهو رأى شباب الخريجين المتهمين من جانب المواطنون فكان لنا هذا اللقاء مع أحدهم لكنة رفض ذكر أسمه فقال أن ما يحدث من زحام أمام المستودعات نتيجه لتهريب الأسطوانات إلي قطاع غزة عن طريق مهربين محترفين حيث يقوم المهربين بشراء أسطوانه الغاز من شباب الخرجين بعشرين جنيها ثم يقوم بدفع 5 جنيهات عن كل أسطوانه حتي تصل إلي رفح ، و يقوم صاحب النفق بتقاضي 10 جنيهات أخري عن كل أسطوانه يتم تهريبها لتصل تكلفة توصيلها إلي قطاع غزة إلى 40 جنيها لتباع لمواطني القطاع بسعر 50 شيكل ، و كثير من شباب الخريجين وافقوا علي التعاون مع المهربين بينما رفض اخرون بشدة العمل معهم . ثم أضاف أن العديد من المواطنون في الأحياء المختلفة لا يجدون شباب الخريجين لملئ أسطوانات الغاز الخاصة بهم لأن عددآ منهم يتعاون مع مهربي الانفاق و لذلك يقوم المواطن بحمل أنبوبته علي كتفه و ملئها بنفسه. من جانبه أكد المحاسب فتحي أبو حمده مدير عام مديرية التموين بالمحافظة علي عدم وجود ازمه في الغاز بالمحافظة ، حيث أن أجمالي كميات الغاز التي تصل إلي محافظة شمال سيناء تبلغ 70 طنآ منها 30 طنا لمدينة العريش العاصمه ، و 20 طنآ لمدينتي رفح و الشيخ زويد ، و 10 أطنان لمدينة بئر العبد ، و 10 أطنان لمدينتي نخل و الحسنه حيث يتم استبدال 200 اسطوانه لهما. وأضاف أبو حمده أن الكمية التي تصل للمحافظة تكفي ويتم زسادتها من آن إلي أخر مشيرا إلي أنه تم إتخاذ عدد من الإجراءات لضبط عملية توزيع الغاز علي المواطنين فقد تم تحديد الفترة الصباحية من الساعه الثامنه و حتي الثانيه ظهرا للمواطنين لملئ اسطوانات الغاز الخاصة بهم ، و الفترة المسائية من الساعه الرابعه و حتي الثامنه مساءا للتصاريح ، و تبلغ عدد التصاريح قرابه 50 تصريحا لشباب الخريجين ، و يتم تقسيم حاملي التصاريح الي دفعتين بكل منطقة ، بحيث يتم السماح لاحدهما بتعبئة اسطونات الغاز اليوم ، و الاخر في اليوم الثاني ، اي يقوم حاملي التصاريح بملئ الاسطوانات يوما بعد يوم ، وذلك لمنع الزحام و الطوابير. وقال حمده ان اجراءات رقابية يتم اتخاذها لمنع التلاعب و بيع الانابيب في السوق السوداء ، منها تكليف مفتشي التموين بالعمل داخل المستودعات لمراقبة عملية توزيع الغاز ، كما تم مصادرة قرابه 600 أسطوانه غاز كانت في طريقها الي قطاع غزة و تسليمها الي السلطات المعنية و عمل محاضر للمهربين ، لمنع تكرار ذلك مرة اخري . واعلن ابو حمده عن أن سعر تعبئة الأسطوانه في المستودع ثلاثة جنيهات ، بينما يتم توزيعها علي المواطنين عن طريق شباب الخريجين بواقع 6 جنيهات شاملة التوصيل والتركيب ، مطالبا المواطنين بتقديم شكوي بادارة التموين القريبة من محال سكنهم في حال طلب اصحاب التصاريح ايه مبالغ تزيد عن السعر الذي تم تحديده ، و انه يتم الاهتمام بكل شكوي مقدمه ، حيث تصل الاجراءات المتخذه ضد المغالين بايقاف التصاريح نهائيا لمنع التلاعب بالاسعار. من جانب المحافظة أكد اللواء السيد مبروك محافظ شمال سيناء أنه لا توجد أزمة فى أنابيب الغاز على مستوى مراكز ومدن المحافظة وتجمعاتها السكنية ، معلنا أنه تم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم حدوث أزمة فى أنابيب البوتاجاز ، كما أن الاحتياطى الموجود بالمحافظة يكفى استهلاك المواطنين لعدة أيام ، وأن هناك اكتفاء ذاتى فى كميات الغاز الموجود فى محطات التزويد بالغاز. وقال المحافظ أنه يتم توزيع الغاز من خلال المستودعات أو محطات التعبئة بآلية تضمن وصول الغاز إلى المستهلك الحقيقى ،حيث يتم التوزيع تحت إشراف قوات الجيش بالتنسيق مع مفتشي التموين المتواجدين فى المستودع أو المحطة لضمان حصول المواطن على حقوقه كاملة . وأكد المحافظ مجددا أنه كلف مدير عام التموين بالمحافظة بتكثيف المتابعة والرقابة على مستودعات ومحطات الغاز فى المحافظة لضمان تنفيذ آلية التوزيع ووصول أنابيب الغاز الى مستحقيها وعدم بيع الأنابيب فى السوق السوداء ، مشيرآ إلى أنه جارى الإنتهاء من توصيل الغاز الطبيعى إلي مدينة العريش ، وينتقل الى باقى المدن الساحلية للإنتهاء من مشكلة اسطوانات الغاز نهائيا.