قال الأمين العام لحركة اليسار الاجتماعي خالد كلالدة إن مجهولين اقتحموا مقر الحركة في جبل اللويبدة بعمان وحطموا محتوياته ليلة أمس، في حين قرر تيار السلفية الجهادية إلغاء الاعتصام الذي كانت تعتزم القيام به الجمعة. وأوضح كلا أن أعضاء الحركة كانوا قد غادروا المقر منتصف ليلة الأربعاء وعادوا اليوم ليكتشفوا كسر بوابته وتحطيم محتوياته. ولفت إلى أن الغاية من الاقتحام لم تكن السرقة "حيث لم يتم فقدان أي من محتويات المقر" معتبرا أن ما جرى رسالة للحركة من قبل متهمين بالفساد طالب الحزب بمحاسبتهم. وأوضح كلادة وهو عضو في لجنة الحوار الوطني "رفعنا في اعتصاماتنا أسماء عدد من الشخصيات المتهمة بالفساد وطالبنا بمحاسبتها من قبل القضاء وبعض هؤلاء اتصل بنا وأبدى استياءه مما قمنا به". واعتبر أن ما تعرض له مقر الحركة "رسالة من الفاسدين للتوقف عن المطالبة بمحاسبتهم" مشيرا إلى أن ما جرى من اقتحام لمقر الحزب وتحطيم محتوياته "أصبح متكررا ضد كل من يطالب بالإصلاح ويحارب الفساد". وأكد استمرار الحراك الجماهيري المطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد، متهما شخصيات من "نادي النخبة" بأنهم "متضررون من الحرب على الفساد ويعمدون لسلاح التخويف والعنف". في هذه الأثناء أكدت قيادات في التيار السلفي الجهادي إلغاء اعتصامهم المقرر الجمعة في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمال عمان. وأوضح القيادي في التيار بمدينة معان صلاح عناني للجزيرة نت أن التيار وبالتعاون مع عدد من الوجهاء والشخصيات اجتمعوا الخميس في مقر عشيرة الوحيدي في مخيم البقعة بعدد من أبناء التيار، وشددوا على إلغاء الاعتصام. وبين أن الوفد انتقل لمسجد عمر بن الخطاب بالمخيم والمقرر أن يتم الاعتصام أمامه الجمعة، وتم إلقاء كلمة فيه تعلن إلغاء الاعتصام "حقنا للدماء وعدم الاصطدام برجال الأمن ورغبة في درء الفتنة". ولفت إلى أن اتصالات جرت اليوم مع أبناء التيار في مدن الزرقاء والسلط وإربد ومعان لمنع أي حراك غدا، مضيفا "أولويتنا الآن هي لتسخير الجهد للإفراج عن المعتقلين قبل أي حراك قادم". وكانت أحزاب المعارضة أعلنت إلغاء حراكها الجمعة لمطلع الشهر المقبل، وهو ما اعتبره مراقبون رغبة من الأحزاب في المساهمة بتهدئة الشارع بعد أحداث الجمعة الماضية. وكشف عناني عن نقل أكثر من أربعين من معتقلي التيار السلفي لسجن "الموقر 2" الواقع جنوب عمان بعد أن استمع مدعي عام محكمة أمن الدولة لأقوالهم. وأفرجت الأجهزة الأمنية الأربعاء عن ثلاثة من المعتقلين بقرار من المدعي العام كونهم "أحداثا" أحدهم نجل منظر التيار السلفي شمال الأردن أبو محمد الطحاوي. ووفق مصادر بالتيار فإن هذه التحركات جاءت بعد أن عاد عناصره للتأكيد على أنهم سينفذون اعتصام بمخيم البقعة الجمعة بعد الأخبار التي سمعوها عن تعرض معتقلين من أبناء التيار للتعذيب والضرب بمقرات تابعة للأمن العام. ويشهد محيط مخيم البقعة ومداخله إجراءات أمنية مشددة منذ الأربعاء حيث تجري قوات الأمن عمليات تفتيش وتدقيق للداخلين والخارجين منه. ويقول التيار السلفي الجهادي إن عدد معتقليه منذ الجمعة ارتفع ل170 منهم أكثر من مائة من الزرقاء وحدها، بينما ذكر وزير الداخلية سعد هايل السرور الأحد الماضي أن عدد المعتقلين بلغ 103 معتقلين.