ليلة سوداء عاشها صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري المنحل الأمين العام للحزب الوطني سابقا داخل سجن مزرعة طره بعد انضمامه رسميا إلي رفاق الدرب من رجال النظام السابق المتهمين في قضايا الفساد والافساد والمودعين بسجن مزرعة طرة .. وصل صفوت الشريف الي سجن طره في تمام الحادية عشرة والربع قبيل منتصف الليل في موكب مكون من 4 سيارات سيارة الترحيلات التي تقله وسيارة شرطة للحراسة وسيارتين لابنائه واقاربة الذين كانوا يشكلون حائطا بشريا حوله اثناء مغادرته مقر النيابة وخلفهم عدة سيارات للمواطنين الذين ظلوا يطلقون أبواق سياراتهم إحتفالا بحبس صفوت الشريف الشهير ب"موافي" هو الإسم الذي كان يعرف به عندما كان ضابطا بجهاز المخابرات العامه وكأنهم يزفون عريسا في ليلة دخلته معبرين عن سعادتهم بانه التحق برفاقه في السجن .. وقبلها كان العديد من المواطنين قد تجمعوا أمام مبني وزارة العدل في انتطار تنفيذ قرار رئيس جهاز الكسب غير المشروع وترحيل الشريف إلي سجن طره، وبمجرد خروجه ظلوا يهتفون ضده ويتهمونه بإفساد الحياة السياسية في مصر، وحرص كل الحضور علي تصويره بموبايلاتهم، ولم يكن أمام ذويه حلا سوي أنه خلع "جاكيت " ووضعه فوق رأسه حتي لا يراه أحد ولا يتمكن أي مصور من التقاط أي صورة له، كان في استقباله عند وصوله السجن مدير منطقة سجون طره ومأمور ورئيس مباحث سجن المزرعة .. فور نزول صفوت الشريف من سيارة الترحيلات أمر مأمور السجن بفك القيود الحديدية من يديه, وتم إدراج اسمه في كشوف استقبال السجن, وقام مأمور السجن بمراجعة أمر النيابة, ..كان متوتراً للغاية صامتاً ووجهه شاحباً وساعده ضباط الترحيلات في تسجيل بياناته بكشف القادمين للسجن ولم يستطع الوقوف علي قدميه واحضروا له كرسيا للاستراحة عليه وبعد ذلك اصطحبه أحد ضباط السجن إلي إلي العنبر بعد ان قامت إدارة السجن بتسلم ملابسه المدنية وهاتفه المحمول وحافظة نقوده ووضعها في الامانات وتسليمه مهمات السجن الاحتياطي التي شملت بطانيتين, ومرتبة, و2 بيجامة بيضاء اللون. رفض صفوت الشريف استلام وجبة العشاء وكان اكثر انهيارا ممن سبقوه الي السجن وكأنه لم يكن يتصور علي الاطلاق ان تكون هذه هي النهاية .. قضي صفوت الشريف ليلته الاولي في سجن مزرعة طرة في عنبر التأديب وهو العنبر الذي كان مخصصا من قبل لقيادات جماعة الاخوان والمعروف بعنبر التأديب وكان في استقبال الشريف بالعنبر كل من زكريا عزمي ومحمد إبراهيم سليمان وصادق غبور ..وصباح امس فوجيء اعضاء حكومة طره بصفوت الشريف بينهم بعد ان ظلت زنزانته مضيئة طول الليل لم يتذوق طعم النوم ..وكان اول من التقاه امس د احمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق الذي لم يفيق من إكتئابة وصدمته بعد حبسه إلا بوجود رفيقه صفوت الشريف و كل الوزراء المحبوسين وقد تناول صفوت الشريف اول طعام له داخل السجن من " الطبلية " الخاصة بالدكتور احمد نظيف ولفظ الطبلية في عالم السجون يعني الطعام الذي يتم احضاره عن طريق الاهل من خارج السجن وكانت هذه الطبلية هي اول طبلية لنظيف بعد 24 ساعة من دخوله السجن و يعتبر الشريف هو الوحيد بين حكومة طره الذي سبق له دخول السجن في قضية إنحرافات المخابرات أيام عبد الناصر
