صفوت الشريف أثناء ترحيله أمس إلى سجن المزرعة سيطرت حالة من الذهول والانهيار على ملامحها وجه الدكتور صفوت الشريف ، رئيس مجلس الشورى المنحل ، فور صدور قرار حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات وترحيله إلى سجن "المزرعة" أحد سجون "طرة " بمحافظة حلوان . وظهر صفوت الشريف ، الأمين العام السابق في الحزب الوطني المنحل ، مساء أمس ، بعد قرار حبسه ، في مدخل بوابة "جهاز الكسب غير المشروع " ، وسط حراسة أمنية مشدده، فرضتها الشرطة حول مقر التحقيقات بوزارة العدل ، تحسباً لمنع حدوث أية احتكاكات من الشباب الثائر، وبدا على وجه حالة من الذهول والانهيار، غير أن أفراد الشرطة قامت على وجه السرعة بتغطية وجهه ب"روب أسود" تابع لأحد المحامين ، للهروب من عدسات المصورين، ،وتعالت الهتافات التي تطالب بالقصاص العادل لدم الشهداء، وتندد بإهدار المال العام . وتجمع عشرات المواطنين ، أمام مقر وزارة العدل ،لانتظار خروج الشريف ، بعد تحقيق دام لمدة 12 ساعة ، ، أسفرت عن ترحيلة إلى السجن ، بتهم تضخم الثروة واستغلال النفوذ. وكان المستشار عاصم الجوهري ، رئيس جهاز الكسب غير المشروع ، أعلن ظهر الاثنين ، أن القرار جاء بعد ثبوت تضخم ثروات الشريف علي نحو فاضح حيث وجهت إليه تهمة استغلال واستثمار الوظيفة العامة لصالحه و لأسرته. وردد المواطنون ، المحتشدون أمام مقر الوزارة ، قبل خروج الشريف ، عدة هتافات ، عبرت عن غضبهم من عصر الرئيس السابق مبارك ورجالة ، منها: " عايز حقى ، موافى سرقنى " و" وآه يا مصر وآه يا مصر، لسه فيكى سجون وقصر ''الشعب يريد محاكمة الفرعون وأعوانه''، ''معتصمين معتصمين ، لمحاكمة حسنى في التحرير ، حاكموا العادلي في التحرير ، خاصةً بعد أن قامت قوات الشرطة بإبعادهم من أمام بوابة خروج سيارة ترحيلات الشريف . وندد المتظاهرين ، طوال فترة انتظارهم ، بمسئولية بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك ورجاله عن إفساد حياة المصريين السياسية والإدارية لمدة ثلاثون عاماً ، معتبرين أن ما يتم هو" موعظة " لكل من تسول له نفسه المساس بالمال العام أو محاولة استغلال النفوذ والتربح من الوظيفة العامة. وحاول عدد من الشباب الغاضب ، القفز من أعلى الأسوار الحديدية إلا أن رجال الشرطة قامت بمنعهم ، فعاد أغلبهم لالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو، لتوثيق لحظات خروج الشريف، وللتأكد من صحة ترحيلة إلى سجن المزرعة بطره . وأنتقد عدداً من الشباب تغطية الشرطة وجه الشريف ، لمنع تصويره ، معتبرين أن ما يحدث يعد تواطأً من قبل الشرطة ، لمحاولة منعهم من توثيق حدثاً مهماً ، ينتظره بلهفه ، العشرات من أسر الشهداء وملايين الشعب المصري ، مشككين في صحة مثوله من الأصل ، إلا أن إحدى العدسات التي تمكنت من التقاط صورة للشريف ، قبل وضع الغطاء على وجه ، قامت بعرض الصورة أمام المواطنين لطمأنتهم . وتجمع العشرات حول الكاميرا التليفزيونية ،التي وثقت صورة الحدث بعد عناء شديد ، للتأكد من صحة مثول الشريف أمام التحقيقات ، وتبادلوها فيما بينهم عن طريق إعادة التقاطها مرة أخرى من داخل العدسة التليفزيونية . وهاجم أحد الشباب رجال الشرطة المكلفين بتأمين عملية الترحيل ، حين سمع أحد الضباط يقول للشريف : " بعد إذنك يا فندم "، معتبراً أن ذلك خروج عن المألوف في التعامل مع متهم على ذمة التحقيقات ، مردداً قول " جهاز الشرطة مش قادر ينسى أن الشريف خلاص بقى متهم ، وهذه الألقاب لا تليق برجل متورط في قضايا مخلة بالشرف. وقام رجال الشرطة بعمل حاجز أمنى أمام البوابة الرئيسية للوزارة ، وحائط بشرى من جنود الأمن المركزي ، وأخلوا الشارع في اتجاه القصر العيني ، ومنعوا سير السيارات فيه ، في اللحظات التي كان الشريف فيها ، يستعد لركوب سيارة الترحيلات متوجهاً إلى السجن ، وفى غفلة من الجميع فُتح باب المحكمة ، وغادرت سيارة الشرطة التي كانت تقل الشريف المكان بسرعة عالية وسط هتافات تسب نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ورجاله. وتم ترحيل الشريف وسط حراسة أمنية مشددة شملت أربع سيارات مصفحة، وموتوسيكل ، يطلق آلات التنبيه ، لإفساح الطريق ،بينما سار مواطنون خلف سيارة الترحيلات وهم يتبادلون التهنئة فرحا بقرار الحبس ، داعين بعضهم بعضا لحضور ما سموه " حفل ترحيل سرور" .