وسط هذا الزخم الكبير من المرشحين الذين أعلنوا رسميا ترشيح أنفسهم لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر لها بداية العام المقبل 2012 م كان للشارع المصري الأكثر حراكا منذ قيام الثورة المصرية في 25 يناير الماضي عدة طلبات ومواصفات في رئيس مصر القادم ، وهي الطلبات التي حرصت مصر الجديدة علي سؤال الشارع عنها في محاولة لتقريب وجهات النظر بين قراءها الأعزاء ، للاستقرار علي أكثر الشخصيات المرشحة مناسبة لما تتطلبة المرحلة الراهنة من تاريخ الشعب المصري. وفي البداية نشير إلي بعض الأسماء التي أعلنت رسميا عن ترشحها للانتخابات الرئاسة والمرشحون المحتملون والذين لم يعلنوها بشكل رسمي ، حيث جاء في مقدمة من أعلنوا ترشيحهم السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية والذي انتهت دورته في الجامعة والذي كان رئيسا للخارجية المصرية ، وهو واحد من الذين يلاقون قبولا شعبيا غير عادي ، ثم يأتي الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي قاد المعارضة في الفترة الماضية وحتى سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، ثم يأتي المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض والذي كانت له مواقفه المعروفة من معارضة الرئيس السابق ، ثم يأتي المعارض حمدين صباحي مؤسس حزب الكرامة وصاحب الفكر الاشتراكي ، كما يأتي المعارض الشهير الدكتور أيمن نور زعيم ومؤسس حزب الغد والذي كان المنافس الأقرب للرئيس السابق في انتخابات الرئاسة التي جرت في 2005 والتي ألقي به في السجن بعد حصوله علي مركز الوصيف في ظل التزوير الذي شهدته انتخابات الرئاسة ، وهو ما كان معروفا عن النظام السابق في كل الانتخابات الماضية سواء الرئاسة أو البرلمانية أو حتى المحليات ، حسبما يري المراقبون للانتخابات في مصر ، وما أعلنته كافة الجهات الرقابية من منظمات المجتمع المدني . وهناك أسماء أخري من المتوقع ترشحها لكنها لم تعلن ذلك رسميا إلي الآن ومنها الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر السابق ووزير الطيران المدني الأسبق والذي خرجت أصوات كثيرة تناديه بالترشح للانتخابات الرئاسية ، كما يأتي اللواء عمر سليمان ناب الرئيس السابق ومدير المخابرات السابق والذي طالبه أيضا الكثيرون بالترشح والذي كان يحظي بشعبية كبيرة حتى اختياره نائبا للرئيس السابق ، وهو ما رآه البعض تدميرا له علي المستوي الشعبي ، كما يأتي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو جماعة الإخوان المسلمين والذي أعلن أنه سيرشح نفسه مستقلا عن الجماعة التي أكد أنه يعتز بانتمائه لها ، في الوقت الذي أعلنت فيه الجماعة عدم ترشيحها لأحد من أعضائها لرئاسة الجمهورية .. وغيرهم من الأسماء الأخرى . لكن المثار الآن في الشارع المصري بين جميع المواطنين سؤال ستختار مَن مِنَ المرشحين للرئاسة ؟ وهو سؤال يراه البعض يسبق الأحداث حيث أن هناك أحزاب جديدة لم تبدأ عملها بعد في الحياة السياسية ولم تعلن عن مرشحها في الانتخابات المقبلة ، بالإضافة إلي أن هناك انتخابات برلمانية سوف يتم إجراؤها قبل الانتخابات الرئاسية والتي ربما تغير من الخريطة الانتخابية وتفرز أسماء جديدة يتم طرحها علي الشعب المصري لتأخذ حظها من المنافسة . ومن أجل كل هذا توجهنا بالسؤال الأهم في هذا الوقت للشارع وهو ماذا تريد من المرشح لرئاسة الجمهورية ؟ أو بمعني أكثر دقة ، ماذا تريد من رئيس مصر القادم ؟ في البداية قال المهندس محمود أبو شادي 43 سنة أنه يريد من رئيس مصر القادم أن يكون له مواقف قوية تعبر عن جموع الشعب المصري علي الصعيد الخارجي فلا يخضع لأي دولة كما كان يحدث من الرئيس السابق والذي تسبب في تعرض المصريين بالخارج لإهانات كبيرة من المسئولين بالدول الخارجية ، وعلي الصعيد الداخلي يريد من تطبيق أسس العدالة الاجتماعية وتذويب الفوارق بين العاملين وبين الطبقات من حيث الدخول فلا نري تفاوتا غريبا كما كنا نري في العهد السابق . فيما قال عبد اللطيف الصاوي – مبرمج – 30 سنة أنه يريد في البداية من الرئيس القادم أن يجعل سيادة القانون هي الفيصل والحكم بين جميع المصريين مما يؤدي إلي تحقيق العدل والمساواة بين جميع طبقات الشعب المصري ، كما يريد منه تحقيق الحريات الفكرية والعقائدية بحيث لا يتم إجبار الناس علي الالتزام بفكر معين ، ومعاقبتهم في حالة الخروج عنه أو مخالفته ، كما يريد منه أن يتبني مشروعات قومية يستفيد منها الشعب المصري بكافة فئاته وهو ما يقضي علي البطالة . أما رامي سمير – موظف – 36 سنة فقال أنه يريد من رئيس مصر القادم أن يقضي علي كافة أشكال الفساد وعدم اتاحة الفرصة لخلق جيل جديد من الفاسدين وذلك بتطبيق العدالة الاجتماعية ووضع قوانين رادعة للمتورطين في قضايا الفساد ، وعلي الصعيد الخارجي عليه أن يتبني نهجا يعيد لمصر ريادتها في المنطقة ويحسن علاقتها بجميع الدول ، خاصة دول الجوار من الدول العربية والإفريقية . ومن جانبه قال المحامي محمود نور – 40 سنة أنه يريد من رئيس مصر القادم أن يتبني القضايا التي نادت بها الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق وهي الإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية والتي يمكن أن يضاف عليها فرض سيادة القانون في دولة مدنية ودولة مؤسسات نريدها جميعا ونسعي لتكوينها في المستقبل القريب ، فيكون الجميع سواسية أمام القانون لا فرق بين وزير أو خفير ، كما أمرنا الدين الإسلامي الذي قال أن الناس جميعا سواسية ، وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم ( الناس سواسية كأسنان المشط .. لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالعمل الصالح ) ، ونحن نريد العدالة بين جميع أبناء الوطن لا فرق بين مسلم ومسيحي أو بين مواطن ومواطن آخر إلا بالعمل والاجتهاد فمن يعمل يكافأ ومن يقصر في عمله يعاقب علي تقصيره . أما هبه الله صالح – مدرسة – 34 سنة فقالت أن هناك أشياء كثيرة نريدها من رئيس مصر القادم علي المستويين الداخلي والخارجي وهي الاهتمام بالطبقات الفقيرة وليس كما يضحك علينا الرئيس السابق بقوله أنه أولي أولوياته هم محدودي الدخل ونفاجأ بحكومته تبني الشقق والفيلات للمحظوظين علي الأراضي المخصصة للشباب والفقراء يموتون بالجوع والمرض ، كما نريد منه سياسية للعلاج بأن تتكفل الدولة بعلاج جميع أبناءها من غير القادرين علي دفع فاتورة العلاج ، وعلي المستوى الخارجي نريده أن يتبني سياسة تجعل مصر مرفوعة الهامة أمام جميع الدول ، وأن ينسي عصر الخنوع الذي عاشته مصر ثلاثون عاما كان المصري يهان فيها بالداخل والخارج . فيما قالت صديقتها بشري رؤوف – 37 سنة - أنه تتفق مع هبة الله فيما قالت وتزيد عليه من الناحية الداخلية أنه تريد اهتمام أكبر بالناحية التعليمية والقضاء علي الدروس الخصوصية وتطوير التعليم الحكومي فهو الذي يتخرج منه غالبية أبناء الشعب البسطاء ، كما تريد فتح مجالات للعمل حتى لا يزيد عدد الشباب العاطل المحبط ، وأن يتم استغلال قوة الشباب المصري وعقله الواعي في فتح مجالات ومشروعات تنموية تقود مصر إلي مصاف الدول المتقدمة ، كما تريد منه اهتمام أكبر بالقضية الفلسطينية لرفع المعاناة عن الأشقاء في فلسطينالمحتلة . أما صديقتهم تهاني محفوظ – 25 سنة – فقالت أنه تريد من الرئيس القادم أن تكون أولي اهتماماته بالشأن الداخلي فيرتقي بالمستوي المعيشي للشعب المصري ثم يتوجه بعد ذلك إلي الشأن الخارجي ، وذلك بإصلاح التعليم وعلاج المنظومة التعليمية وإصلاح المنظومة الطبية لعلاج جميع المصريين الفقراء والأغنياء في المستشفيات الحكومية ، وتبني مشروعات قومية تتيح فرص عمل أفضل للشباب .