اندلع قتال شرس بين الثوار الليبيين وكتائب معمر القذافي بعد ظهر الاثنين في مصراتة، بعد ساعات من قصف الكتائب مصنعاً للحديد والصلب ومواقع أخرى بالمدينة المحاصرة غربي البلاد واستخدمت صواريخ غراد روسية الصنع. فقد قال أحد سكان مصراتة، ويدعى عبد السلام لرويترز، إن قتالا شرسا يدور بين الثوار وكتائب القذافي عند المدخل الشرقي للمدينة وفي وسطها بشارع طرابلس. وفي وقت سابق قال متحدث باسم الثوار في مصراتة إن كتائب القذافي قصفت مصنعاً للحديد والصلب ومواقع أخرى بالمدينة المحاصرة غربي البلاد واستخدمت صواريخ غراد روسية الصنع صباح اليوم. من جهته صعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) من هجماته على دروع كتائب القذافي لتخفيف حصارها الخانق المفروض على مصراتة منذ أسابيع ودُمِّرت أربع عشرة دبابة. وقال المتحدث باسم الثوار إن كتائب القذافي بدأت تستخدم نوعا جديدا من القذائف في قصفها العشوائي الذي خلف دمارا هائلا بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس وغيرها من المرافق العامة بحجة وجود مسلحين تابعين للثوار فيها. عدد من ضحايا قصف كتائب القذافي على مصراتة قبل أيام (الجزيرة) وذكرت هيومان رايتس ووتش الحقوقية أن الهجمات العشوائية التي تشنها كتائب القذافي على المدنيين المحاصرين في مصراتة تنتهك القانون الدولي. وأضافت المنظمة ومقرها نيويورك أن مستشفيات المدينة سجلت نحو 250 حالة وفاة الشهر الماضي معظمها لمدنيين، بينما تقاتل القوات الحكومية للسيطرة على آخر معقل مهم للمعارضة غربي ليبيا. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة في بيان "سمعنا روايات تبعث على الانزعاج عن قصف وإطلاق رصاص في عيادة وفي مناطق مأهولة وقتل مدنيين في أماكن ليس بها معارك". وأكدت المنظمة أن القانون الدولي يمنع الاطراف المتحاربة من استهداف المدنيين أو شن هجمات دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين. وكانت مصراتة تعرضت أمس لقصف بالمدفعية الثقيلة تركز على الجانب الشرقي منها مما أدى إلى مقتل ثلاثين من الثوار الذين نجحوا مع ذلك في صد هجوم لكتائب القذافي من ثلاثة مداخل للمدينة. كما خاض الثوار معارك ضارية مع القناصة وقالو إنهم نجحوا في السيطرة على جزء كبير من شارع طرابلس وقطعوا الإمدادات عن هؤلاء القناصة، في حين ترددت أنباء تفيد بأن نحو خمسين جنديا من كتائب القذافي سلموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب. أجدابيا دبابة مدمرة تابعة لكتائب القذافي قرب أجدابيا بفعل قصف الناتو (الفرنسية) من جهة أخرى ساد الشرق الليبي هدوء نسبيا بعد استعادة الثوار أجدابيا حيث قالوا إن دورياتهم وصلت إلى منتصف المسافة بين أجدابيا والبريقة. وقد قتل ما لا يقل عن 35 عنصرا من كتائب القذافي اليومين الماضيين قرب أجدابيا شرقي البلاد وفق الثوار. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن أكثر من عشر سيارات متفحمة مجهزة برشاشات ثقيلة تابعة لقوات القذافي شوهدت على خط الجبهة بين شرق المدينة التي كانت بأيدي الثوار والغرب حيث تتمركز قوات القذافي. وقال مراسل الجزيرة إن معركة السيطرة على أجدابيا بدأت بقصف طائرات حلف الناتو مواقع الكتائب وتكبيدها خسائر كبيرة. وقد بدأت قوات الثوار التي تتمركز عند البوابة الغربية عملية تفتيش دقيق للتأكد من خلوها من كتائب القذافي، كما بدأ الثوار تحصينَ مواقعهم عند جميع مداخل المدينة. وأكد الناتو أنه سيواصل استهداف قوات القذافي ما دامت مستمرة في "تهديد المدنيين". نفي جزائري على صعيد آخر، نفت الخارجية الجزائرية وجود أي علاقة بنشاط لمرتزقة في ليبيا، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عمار بلاني الناطق الرسمي باسم الوزارة القول إن هذه المعلومات "المتداولة بشكل دوري من طرف قنوات مختلفة" لا أساس لها. وكانت الوكالة الفرنسية نقلت عن الثوار في وقت سابق أنهم أسروا 15 من المرتزقة الجزائريين في أجدابيا، كما قتلوا ثلاثة آخرين في معارك ضارية دارت السبت بهذه المدينة.