رجال أعمال.. وفنانون وضباط شرطة.. فقراء وأغنياء يقفون في طابور طويل في انتظار دورهم أمام دكاكين صغيرة يبحثون عن علاج لمشاكلهم النفسية في قرية صغيرة علي أطراف محافظة الجيزة.. (......) والمعلق علي أبوابها لافتة كبري مكتوب عليها "عالج نفسك بالقرآن".. القرية بها العديد من الوجوه التي يعلوها الحذر من رجال المباحث ويطلق عليهم عصافير الشيوخ حتي لا تحل اللعنة علي أهل القرية؟! وهؤلاء مهمتهم مراقبة الأجواء واصطحاب الزوار إلي الشيوخ إذا كان هذا الزائر مصاباً بمس شيطاني أو يعاني من مشكلة نفسية. وأشهر هؤلاء المشايخ (حافظ ج) الذي يسكن بشارع الشيخ الشعراوي في مواجهة مركز الدعاة الشهير بالقرية وعلي مدخل الشارع يتزاحم أكثر من (300) شخص انتظاراً لدورهم في العلاج بعضهم تبدو عليه علامات الثراء وآخرون فقراء وفلاحون.. سكرتيرة الشيخ حافظ جميلة ترتدي النقاب أحياناً وتخلعه أحياناً أخري حينما يشد الزحام والحر، مهمتها تنظيم عملية الدخول إلي حيث يجلس الشيخ حافظ وهو رجل في نهاية الخمسينيات من عمره و ذو لحية يرتدي جلباباً أبيض ويمسك بيده مسبحة ويجلس في غرفة ذات ضوء خافت وسرعان ما يأمر الزبون بالجلوس بلهجة حادة ويطلب منه شرح شكواه بسرعة وأثناء الشرح يردد الشيخ كلمات غير مفهومة ويصيح من وقت لآخر وفي النهاية يقوم بالاستفسار عن أشياء عديدة منها وجود علاقات نسائية وإذا أجاب بالإيجاب يطالبه الشيخ بقائمة من الأعشاب علي رأسها حبة البركة ودم الغزال والزعفران ويؤكد الشيخ أنه لا يتقاضي أجراً بينما علي الزبون شراء تلك الأشياء من شخص يجلس خارج قاعته المقدسة. وخارج غرفة الشيخ وبطول الشارع يجلس أشخاص يتحدثون بصوت عال عن إنجازات الشيخ ومعجزاته وكونه رجلاً فاضلاً لا يأخذ مالاً من أحد ويعالج بالقرآن لذلك الشفاء مضمون بإذن الله. ويتردد علي الشيخ أهل الفن والكثير من رجال الأعمال وضباط الشرطة وعلي رأسهم لواء بمديرية أمن 6 أكتوبر يقوم بإرسال عدد كبير من ضباطه وأسرهم لعلاجهم مما أعطا الشيخ الدجال شرعية العمل جهاراً نهاراً دون خوف. ومن زوار الشيخ حافظ ايضاً أمراء وشيوخ عرب يأتون إليه كل عام طالبين المشورة في مشروعات تجارية عملاقة تتكلف المليارات. يذكر أن الشيخ كما أكد مساعده بدأ حياته شرطي في الداخلية ثم استقال وتم تعيينه فى شركة بتروجاس وبعدها انضم إلي جماعة التبليغ والدعوة ثم اتجه إلي العلاج بالقرآن ويقتنى الشيخ ما لا يقل عن ثلاثة آلاف كتاب من السحر وغيرها من العلوم ويزعم الشيخ حافظ أنه سافر إلي بلاد عديدة منها أفغانستان والكويت و أمريكا، حيث يعالج بعض الزبائن هناك!! وكون الشيخ ثروة طائلة وصلت إلي أكثر من عشرة ملايين جنيه ويمتلك مصنعاً للمواد الغذائية "العمدة" ولديه سيارتين ملاكي وأربع سيارات نقل وأربعة منازل بالقرية ومتزوج من اثنتين ولديه خمس بنات. وعلي بعد 50 متراً من قلعة حافظ يقع بيت الشيخ أحمد أبوالسعود وهو بالمناسبة كان يعمل في الأصل نقاشاً وقد تحدث إلينا عن أفعال الخير التي يقوم بها، مؤكداً أن مصر كلها مأذية و ممسوسة من الجانف نظراً لعداء إسرائيل الشديد لها ولكونها قلب العروبة، ويضيف أنه يقوم بعلاج المس الشيطاني وهى الموهبة التي اكتشفها فجأة مضيفاً أن أي شخص لديه مس من الجان ينتابه الهزيان فور جلوسه أمامه وأنه لا يأخذ مقابل ذلك مالاً هو فقط يبيع الأعشاب التي يستخدمها. كما يؤكد أنه لا يفعل مثل ما يفعله الذين يقومون بفك الأعمال السفلية بالرذيلة أي ممارسة الجنس مع المريضة وهو ما فعله أحد المشعوذين بالقرية ويدعي الشيخ حمدي ويتقاضي أبوالسعود كما يروي أهل القرية 300 جنيه عن الحالة وقد وصلت ثروته إلي ما يزيد علي مليون جنيه. أما الشيخة علياء فهي شابة لا يزيد عمرها علي 35 سنة ومتزوجة ولديها ثلاثة أبناء وترتدي النقاب وتنظم حياتها بتخصيص ساعتين يومياً لممارسة الشعوذة، أما باقي ساعات اليوم فهي لحياتها الزوجية.. الشيخة علياء أكدت أنها لا تقابل الرجال إلا من وراء حجاب (في الوقت الذي جلست مع كاتب هذه السطور في خلوة) وتعمل من السبت إلي الثلاثاء السبت للرجال وباقي الأيام للنساء وتؤكد أنها لا تستخدم أعشاباً مطلقاً وأن بداية دخولها مجال العلاج بالقرآن بعد رحلة مرض طويلة حيث فوجئت بعد إنجابها منذ ما يقرب من 18 عاماً باختفاء أبنائها حيث كانت تسمع صراخهم وتفتش عنهم فلا تجدهم وظلت لمدة عشر سنوات تري أشباحاً عديدة تخطف ملابسها وطعامها ونقودها وبعد ما تماثلت للشفاء فوجئت بعد ذلك بأن أي شخص مريض بمس شيطاني يجلس أمامها تنتابه حالة هيستيرية فعلمت أن الجان يخاف منها وبمجرد الإمساك برأس المريض وقراءة القرآن يفر الجان فوراً دون أي مشاكل طلبت منها الكشف عن تلك الآيات القرآنية فاكتشفت أنها تقرأ آيات القرآن خطأ وتؤكد علياء أنها بدأت رحلتها في هذا الطريق بفك المربوط باستخدام آيتين إحداهما مرج البحرين يلتقيان وتؤمن المربوط بوضع حجاب تقوم بكتابته تلقائياً وهو ما تعلق عليه قائلة وقتها لا أدري ما الذي أكتبه ولكن الله يلهمني بالكلمات كما أنها تعالج أمراضاً عديدة لا تستغرق منها وقتاً مثل مريض السكر والمصاب بفيروس "c" وتتقاضي الشيخة علياء 5 جنيهات أو خمسين جنيها لا يهم المهم شفاء المريض كما تدعي. يذكر أن علياء حاصلة علي شهادة الإعدادية ويتردد عليها يومياً ما يزيد علي 25 زبوناً وهي شيخة معروفة جداً بتزويج العوانس وفك عقد الشباب الذي يخشي الزواج وتمتلئ القرية بالعديد من المعالجين ومنهم الشيخ سعد الذي يتناقل الجميع أخبار سهراته الحمراء وتناول المخدرات بدعوي أن بداخله جن يهوي النساء وكذلك الشيخ محمد الأسيوطي الذي تمكن من شراء سنترال بعد أن كان صبياً يعمل فى محل حلاقة!