كاتب مصري ، أول من تكلم عن الثورة قبل حدوثها ، أول من نادى بالتغيير الذي حدث و كأنه يراه ، الشاب الذي وصف المصريين بالسلاحف قائلا: لك أن تتخيل ماذا قد يحدث عندما تثور " السلاحف " ؟! نعم السلحفاة " البطيئة جدا " تثور ؟! ، زلازل .. براكين .. عواصف .. لا .. أكثر من ذلك بكثير ، لا تستهن بثورتها و إن كانت بطيئة ، فالماء يفلق الحجر بتكرار السقوط ! في كتابه " ثورة السلاحف " الذي نوه على ضرورة تغيير مصر . إنه الكاتب والباحث السياسي و الإعلامي " أحمد عبد العليم " تخرج في كلية اقتصاد وعلوم سياسية - جامعة القاهرة ، 2009 ، وعمل باحثا سياسيا بوزارة الخارجية . كان " مصر الجديدة " هذا الحوار معه :
كيف ترى ثورة مصر؟ = إن الثورة حدث تاريخي بكل المقاييس ، و جمال اللحظة التاريخية أننا كجيل شاب صنعنا اللحظة و كنا لأول مرة نشارك في صناعة التاريخ ، ولم نكن مجرد مشاهدين ، و من وجهة نظري أن الثورة بدأت بسقوط النظام ، و الثورة الحقيقية هي ثورة على عاداتنا و سلوكياتنا الخاطئة و بداية المشاركة في تحقيق مصر التي أتمناها . و ماذا عن الثورة في الدول العربية ؟ = الثورة مثل الفيروس تنتشر سريعا ، و الثورة فكرة لا يستطيع أحد أن يمنعها و الشعوب التي تسعى لمجتمع أفضل لن تتهاون في حقوقها و ستسعى لتحقيق إرداتها و التخلص من النظم الديكتاتورية . هل من رأيك أن حكومة شفيق كانت من بقايا النظام الفاسد ؟ = شفيق كان رجلا جيدا على المستوى الشخصي لكن هو جزء من النظام القديم ، و أعتقد أن حرق ملفات أمن الدولة لا ينقطع بالصلة عن رحيل شفيق ، أيضا كانت هناك ضرورة لتغيير بعض الوزراء من النظام الفاسد و وزير الداخلية الذي أعلن عن وجود مندسين في ميدان التحرير و أخذ يردد مفردات حبيب العادلي و وزير الخارجية الذي كان من أهم أسباب ضياع الدور المصري إقليميا و دوليا . معنى ذلك أنك من أنصار حكومة عصام شرف ؟ = طبعا ، لأنها هي الأفضل للمرحلة الحالية . فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، هل تفضل نعم أم لا ؟ = سأختار لا بالطبع ، بداية لابد من التأكيد على حقيقة أن الأهم من اختيار نعم أو لا ، هو المشاركة في الاختيار ، لأن المشاركة السياسية هي البداية الحقيقية للديمقراطية التي نتطلع إليها جميعا ، كذلك لابد من التأكيد على أن طموحات الشعوب المشروعة لابد أن تتقبل أكثر من وجهة نظر طالما أن الأرضية التي يتحرك منها الجميع هي حب الوطن . الاختلاف على حب الوطن هو قمة التوافق ، والاختبار الحقيقي لثورتنا العظيمة هي أن نبعث برسالة للعالم بأن الشعب الذي صنع التاريخ يستطيع أن يكمل دربه ، و أتمنى تأجيل أو إلغاء الاستفتاء نفسه . و ما موقفك مما حدث في أطفيح ؟ = أرى أنه حدث تم بأيد خفية تريد أن ترجع مصر لما قبل 25 يناير ، و لكن الوعي السياسي الذي زرعته الثورة بالإضافة لمواقف المثقفين و الشيوخ و المفكرين ساعدت على تخطي الحفرة التي أراد من يعادون الثورة أن يحفروها للوطن . ما الذي يمكن ، في رأيك ، أن تمر به مصر في المرحلة القادمة ؟ = أي ثورة يكون لها بعض الأخطاء ، و يتوقف نجاح أي ثورة على مدى حجم الأخطاء ، و أعتقد أن هناك بعض الأخطاء الصغيرة ، و الثورة جاءت لتبني مصر كما نتمناها كمصريين ، و القادم أفضل إن شاء الله ، لأننا شعب أصبح يستحق الأفضل . فكرة كتاب ( ثورة السلاحف) كيف جاءت ؟ و لم اخترت هذا الاسم ؟ = أحببت أن أكتب شيئا عن التغيير ، خاصة أني كنت أرى أن المجتمع المصري يمر بمرحلة استثنائية خاصة أن الرئيس مبارك كان على وشك نهاية فترة رئاسته ، و كنت واثقا أن المجتمع المصري قادر على التغيير لكنه تغيير من وجهة نظري يتحرك ببطء لكنى كنت مقتنعا أنه حتى التغيير البطئ على المدى الطويل يكون مؤثرا و أن المهم اقتناعنا بالتغيير .أما بخصوص ( ثورة السلاحف) .. فهناك عالم فيزياء أمريكي اسمه ادوارد لورنتز ، تكلم في نظرية اسمها تأثير جناحي الفراشة ، فيما معناه أن تأثير رفرفة جناحي فراشة في الصين قد يؤدى إلى فيضانات و أعاصير في أمريكا ! بمعنى آخر : تأثير الأشياء التي قد تبدو بسيطة الآن قد تؤدي إلى نتائج عظيمة على المدى الطويل ، و هذا توافق مع فكرتي ، فالعنوان " ثورة السلاحف " جمع الفكرة ، بين الثورة التي تحمل قدرا كبيرا من الحيوية و الحركة ، والسلاحف البطيئة للغاية . و ماذا عن كتاب (مصر حية)..؟ = كتاب ( مصر حية ) يعرض بشكل ساخر سلبيات المجتمع ، و يحاول عرض وجهتي نظر في معظم المشكلات التي تواجه المجتمع المصري ، وجهة نظر ترى أن مصر حية بمعنى " مصر حية و عايشة بأهلها و لسه بخير" و هي وجهة نظر إيجابية ترى أن البلد كويسة و زى الفل ، و وجهة نظر ترى أن مصر حية بمعنى "حية يعني زى التعبان" و أن مصر كلها سلبيات . الكتاب حاول أن يقدم وجهة نظر توازن بين الإثنين ، و توجيه رسالة للشخص الذي يرى مصر بخير أن يسأل نفسه ( قدم إيه لمصر عشان يشوفها كده ؟ ) ، و الذي يرى مصر كلها سلبيات يسأل نفسه ( هو فين من السلبيات دي ، و إزاي يحاول يتغلب عليه ؟ ) . ما هي أعمالك القادمة ؟ = إن شاء الله ، هناك ديوان بعنوان " ضهر البيوت " سيصدر قريبا ، بالإضافة للطبعة الثانية من كتاب ثورة السلاحف خلال أيام ، و أجهز كتابا عن ثورة 25 يناير ، لكن لن يصدر قبل 3 أشهر على الأقل .