في بيت بإحدى قرى المنوفية تجلس امرأة عجوز بوجه عفرته قسوة الأيام وجسدا أنهكته مطالب الحياة , فقد النور عينها في حلكة الأيام لكن نور قلبها كان قادرا على أن يشق الغيم . تجلس وحيدة في إيمان شديد هائمة في حب وذكراً لله مسترجعة شريط الذكريات لقد خاطرت بعزيمتها في بحر الحياة الهائج فلم يقهرها غليانه فقد كانت تعلم أن الإنسان خلق من الطين ليعيش في الوحل , وقد كانت مثالا للمرأة الصالحة المكافحة كانت القناعة تمشى على قدمين . في دار ليس لها زافر ولا طارق جاءها صوت يخترق السكون : _ مالك يا أمي ؟ _ ردت بصوت متحشرج .. تعبانه شوية بس . عاود السؤال آمل أن تشكو وتعرض حالتها _ مالك .. مش أنا زى أبنك ؟! _ إن شاء الله تسلم من كل ردى .. جسمي بيوجعنى شوية كده _ فقدتى نظرك من أد إيه ؟