عقد وزراء الخارجية العرب إجتماعا اليوم "الثلاثاء" برئاسة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إختتامًا للإستعدادات والتحضيرات للقمة العربية الإقتصادية والتنموية والإجتماعية الثانية التي تعقد غدًا الأربعاء برئاسة الرئيس حسني مبارك. وفي بداية الجلسة الإفتتاحية للإجتماع، الذى حضره وزير خارجية تونس كمال مرجان، ألقى الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت الذي ترأست بلاده القمة الأولى كلمة أعرب فيها عن شكر بلاده وإمتنانها لاستضافة مصر لهذه القمة التي وصفها بأنها تأتي في ظل معطيات سياسية وإقتصادية تحتم علينا جميعا التعاون والعمل سويا من أجل النهوض بشعوبنا وتنميتها. وقال إن العالم العربي يشهد حراكا سياسيا غير مسبوق وتحديات حقيقية على صعيد الأمن القومي العربي، فدول تتفكك وشعوب تنتفض وحقوق تضيع ويقف المواطن العربي ويتساءل بحسرة : هل بإمكان النظام العربي القائم أن يتصدى بكفاءة وفاعلية لهذه التحديات ؟ وهل بإمكان هذا النظام أن يحاكي المعاناة الإنسانية للمواطن العربي ومعاناته في معيشته ورزقه وصحته وتعليمه ومستقبله !! متسائلا هل بإمكان هذا النظام أن يوفر للمواطن العربي الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية ؟! وأضاف أن هذه هي القاعدة الفلسفية التي انطلقت منها فكرة إنشاء القمم الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لمحاكاة هذه المعاناة ووضع الخطط لمحاربة الفقر والجوع والجهل وتوفير رحاب أفضل للعمل العربي المشترك . وأشار إلى "أن النهوض بالعمل الاقتصادي العربي المشترك لابد له من توفر الإرادة السياسية والقناعة لإخراج هذا العمل إلي حيز التنفيذ ..لأن العالم العربي ملئ بالفرص والإمكانات القابلة للتطوير من خلال آليات العمل العربي المشترك ووفق مرجعيات القمم العربية الاقتصادية ". وتابع: "أن التحضيرات للقمة الاقتصادية الثانية وضعت أسسا مهمة للعمل العربي من خلال طلب التركيز وإعطاء الأولوية لمتابعة ما تم تحقيقه من انجازات في تنفيذ قرارات القمة الأولي وهو أمر محمود يجب استمراره في القمم المقبلة، موضحا أن وضع برامج عمل وخطط ومشروعات للتعاون والتكامل وجداول زمنية واقعية قابلة للتنفيذ من أهم الآليات التي يجب مراعاتها في القمم الاقتصادية المقبلة . ومن جانبه ألقى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة الاقتصادية بشرم الشيخ رحب فيها وأعرب عن سعادته بالحضور في مستهل الاجتماع التمهيدي لمؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية في شرم الشيخ، قائلاً: أن إجتماعنا هو تأكيد على أن قضايا الاقتصاد والمجتمع والتنمية في عالمنا العربي قد بدأت تأخذ مكانها اللائق بها في دائرة الاهتمام الحكومات العربية ..لقد باتت دول العالم العربي اليوم تعطي أولولية مطلقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمعالجة ما يعترض مجتمعاتها من مشكلات ومعوقات ... إن إمعان النظر في الخبرات التنموية للدول العالم في العقود الأخيرة يشير إلى حقيقتين أساسيتين :الأولى .. أن انجاز عملية التنمية الشاملة هو عمل معقد يتجاوز قدرات وإمكانات أي دولة بمفردها ..ونجاحه ويعتمد على تكامل الجهود التنموية بين الدول المتجاورة والمتشابهة في مراحل نموها وتطور مجتمعاتها فبهذا التكامل تتسع الأسواق ويستفيد المنتجون من تكامل الطاقات الإنتاجية في مختلف الدول العربية. وقال: الحقيقة الثانية .. أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة هي المدخل الرئيس لمعالجة المشكلات السياسية بل والأمنية التي تواجه كثير من دول العالم وهي المحدد الرئيسي لكفاءة الحكومات بل وللمكانة التي تتقلدها الدول في عالم اليوم ،ولاشك أن الفترة الماضية شهدت انجازات عديدة حققتها كثير من الدول العربية في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية . غير انه لابد من الاعتراف أن الجهد التنموي العربي لا يزال اقل من المأمول سواء على المستوى القطري أو على مستوى تكامل الطاقات الإنتاجية والجهود التنموية العربية .لقد كان إدراك حجم ما تحقق من انجاز تنموي .. وحجم ما تبقى وما يتعين على دولنا العربية تحقيقه .. هو الأساس الذي بنيت عليه المبادرة المصرية – الكويتية لعقد القمم الاقتصادية العربية .. فكانت القمة الاقتصادية الأولى في الكويت قبل عامين .. حيث شاركنا جميعا في إرساء أسس جديدة للعمل الاقتصادي المشترك .. وها نحن اليوم في القمة الثانية نستكمل ونتابع ما بدأته وبدأناه في قمتنا الماضية بالكويت. وقال إن الأولويات أمامنا واضحة وتحتاج إلى خطوات جادة لترجمتها على ارض الواقع، مشيرًا إلى ثلاث منها وهي: أولا، المزيد من الخطوات لربط دولنا العربية بريا وبحريا وبالسكك الحديد .. نتطلع لإقامة مزيد من المشروعات البنية التحتية اللازمة التي بدونها يصبح أى حديث عن التكامل الاقتصادي العربي . ثانيا : زيادة حجم التجارة العربية البينية التي لم تتجاوز حتى الآن 10بالنمائة من إجمالي حجم التجارة العربية. ثالثا : يمثل الربط الكهربي بين الدول العربية خطوة ضرورية لتحقيق التنمية الحضارية والصناعية في مختلف الأقطار العربية . وقال لقد وهب الله المنطقة العربية ثروات وإمكانيات مازال الجديد منها يكتشف كل عام ويضيف رصيدا ثريا لقدرات هذه الأمة وما تملكه من مؤهلات للشراكة والندية مع اكبر الأقطاب الاقتصادية العالمية إلا أن حجم ونطاق الاستغلال لتلك الموارد كما وكيفا وكذلك مدى استفادة المواطن العربي منها كلها قضايا تحتاج منا جميعا إلى المزيد من الدراسة ووضع الخطط التي تجمع بين الطموح والواقعية بما يكفل تحقيق التوظيف المثالي للموارد من اجل خدمة التنمية في عالمنا العربي. وأضاف: وبجانب ثرواتنا الطبيعية من نفط أو غاز أو غيرهما هناك ثروة تأتي في المقدمة دائما وبها تبني الأمم مجدها وتقدمها وهي الثروة البشرية التي يملكها العالم العربي فالإنسان العربي الذي قاد التقدم الحضاري والاقتصادي والعلمي والثقافي وحدد مسيرته قبل قرون من الزمان ما زال قادرا على أن ينهض ببلاده العربية ويعود من جديد للمشاركة في مسيرة التقدم والحضارة أن توفرت له الأطر والبيئات المواتية والمحفزة وهي مسئولية كبري علي كل الحكومات والهيئات والمنظمات العربية . وقال أبو الغيط " ولئن كانت المؤشرات تؤكد أن النسبة الغالبة من الشعوب العربية هي من الشباب فإن مسئولية تنشئة وتعليم وتدريب هؤلاء الشباب وفتح الطريق أمامهم في كافة مجالات الحياة وتشجيعهم على الارتباط والتفاعل الايجابي مع العالم الخارجي وحمايتهم من كافة أشكال التطرف الديني والسياسي والعرقي والقبلي وكذلك العمل على جعلهم جزءا لا ينفصل من عالمهم الواسع، تلك المسئولية تصبح من الأهمية والضخامة بحيث تستحق أن نولي لها جل اهتمامنا ووافر جهودنا ، طمعا في مستقبل أفضل للأجيال القادمة وسعيا للتغلب علي العديد من المشكلات التي تواجه عالمنا العربي .