ابنتي "غادة" في الصف الرابع الابتدائي بعد فترة من الصمت سألتني: بابا أريد الذهاب إلي المدرسة اليوم أرجوك لقد اشتقت إلي زميلاتي في المدرسة أريد أن أطمئن عليهم جميعاً ولا تخاف سوف أضع الكمامة علي وجهي ولن أخلعها أبداً أرجوك أريد أن أذهب إلي المدرسة اليوم. مصطفي ابني في الصف الأول الابتدائي قال: وأنا أيضا أريد الذهاب إلي المدرسة لماذا تمنعني من المدرسة لن يموت إلا من أراد الله له الموت وأنت مؤمن بالله أليس كذلك؟. نعم أنا مؤمن بالله ولكن لا نلقي بأنفسنا في التهلكة هل أقول لهم: إن وزارتى الصحة والتربية والتعليم لم يستعدوا لهذا المرض اللعين هل أخبرهم أن السيد يسري الجمل الذي يملأ الشاشات قائلاً: الوضع تحت السيطرة والأحوال مستقرة والحالات قليلة جدا تكاد لا تذكر ويؤكد علي صدق كلامه الدكتور حاتم الجبلي . هل أقول لهم إن كل يوم هناك حالات جديدة ورعب وخوف نعيشه نحن الأباء علي أبنائنا فلذات أكبادنا. هل أعلمهم" كذبا" فأقول لهم : ظروف عملي تمنعني من الذهاب إلي المدرسة لمتابعة الاستعدادات لهذه الإنفلونزا. هل أ خبرهم أن خوفي عليهم هو السبب في حرمانهم من زيارة ورؤية الزملاء والزميلات والمدرسين والمدرسات بالمدرسة. هل أقتل فيهم فرحتهم وأخبرهم أن الخوف ليس الآن ولكن الخوف في يناير الأسود الذي ربما تصبحون أنتم مأوي لهذا المرض اللعين. هل أقول لهم إنني أحاول بكل قوة أن أعرف الحقيقة لأن هناك صحفا تقول: الإصابات في ارتفاع وإغلاق عدد من المدارس . هل أقول : حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يعرف معلومة ولا يخبرنا بها خوفاً علي منصبه , فيصبح أبناؤنا ضحايا لهم. هربت من أمامهم دون أن أتلفظ لفظا واحدا ولكن "مي" ابنتي فى الثالثة من عمرها كانت أكثر جرأة منهم , حيث قالت : هل الحضانة فيها مرض وتخاف علي من الموت؟ أنا أريد الذهاب إلي الحضانة الآن. صرخت صرخة مكتومة . فماذا أفعل؟ فأنا لا أصدق المسئولين وأخاف علي أولادي من هذا الوباء.. لابد من إيجاد الحل المناسب . هل أسأل المسئولين بدوري؟فأقول لهم: هل أجعل أبنائي يذهبون إلي المدرسة والحضانة ؟ وهم أمانة في أعناقكم يحاسبكم عليها رب العالمين. أم أمكث في بيتي وأغلق عليهم الباب حتي يقضي الله امراً كان مفعولاً؟. خرجت بدون أن أنطق كلمة واحدة إلا "مي" فقد نظرت إلى بعيونها نظرة حائرة وقالت: لماذا تمنعنا مما نحب؟ فنظرت إليها وقبلتها وقلت لها :الأمر ليس بيدى ولكن بيدى الله وحده ثم بيدي حاتم الجبلي ويسري الجمل.