صدر عن منشورات الفرات بالقاهرة ، كتاب " الطائفية في سوريا رؤية من الداخل" ، وهو كتاب جديد من سلسلة مؤلفات الكاتب السوري ثائر الناشف ، حيث يقع الكتاب في 102 صفحة من القطع المتوسط ، وهو أول مشروع بحثي يتناول مسألة الطائفية بشقيها السياسي والمذهبي في سوريا ، طالما كان الحديث عن الطائفية ولازال من المحرمات السياسية والخطوط الحمراء التي تضعها السلطة بواقعها الراهن ، لأسباب عديدة منها ما يرتبط بمزاج السلطة، ومنها ما يتعلق بتركيبة المجتمع، وبعضها الآخر يتصل بتكوين السلطة نفسها على أسس طائفية. ويقدم ثائر الناشف في مؤلفه " الطائفية في سوريا رؤية من الداخل " سلسلة من الأبحاث والمقالات ، وقد رصد الكاتب قضايا الشأن السوري العام التي ترتبط أشد الارتباط بمسألة الطائفية، طارحاً ومن صلب معايشته واحتكاكه بالواقع السوري، العديد من الأمثلة الحية والنماذج الحياتية المتصلة بالطائفية، والتي يعيشها المجتمع السوري في مراحل متفاوتة من تاريخه المعاصر. كما يرصد الكاتب برؤية تحليلية، التناقض الحاد بين واقع العلمانية الذي هو أساس الدولة السورية وشعارها، وبين الطائفية التي هي ديدن السلطة، موضحاً أن الطائفية والعلمانية تلتقيان على أرضية السلطة. وفي سياق شرحه لمخاطر الطائفية ، يرى الكاتب ، أن خطرها لا يقتصر على بلد بعينه ، بل يمتد تأثيره إلى الدول الأخرى ، بفعل تأثير الأحداث السياسية الكبرى ، كالحرب الأهلية في لبنان والعراق ، التي ألقت بظلالها على دول الجوار . كما لم يقف هذا الكتاب، عند مرحلة سياسية معينة من التاريخ السوري المعاصر، بل إنه وفي سبيل شرحه لتعقيدات المسألة الطائفية، وما لها من تأثيرات سلبية مباشرة على المجتمع بكل فئاته وانتماءاته، أستجلى برؤية نقدية تحليلية مختلف المراحل السياسية التي مرت بها سوريا قبل الإستقلال الأول عن الدولة العثمانية وبعد الاستقلال الثاني عن فرنسا، وصولاً إلى مرحلة الصراع الطائفي بين الأحزاب والتيارات، كالصراع بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب البعث في ثمانينات القرن الماضي . ويرفض الكاتب ثائر الناشف، ربط الطائفية كما في الحالة السورية بالدين، مدللاً على الفرق الشاسع بين الطائفة كحالة مذهبية أساسها الدين، وبين الطائفية كحركة سياسية تلتحف بغطاء الدين والمذهب لمآرب فئوية. وللكاتب العديد من المؤلفات الصادرة حديثاً إلى جانب هذا الكتاب ، منها مسرحية الزمن الرديء ، وظل الديكتاتور ، وكتاب الإسلام المعاصر الوجه الآخر والذين سبق أن عرضنا لهم من قبل.