كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن أتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته أنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى كل مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني أن الطريق مظلم وحالك فإذا لم نحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة انا وليد الكلمات البسيطة من شدة حبي سأموت أن يوما سأموت لا حزنا أو حسرة لكن من شدة حبي !! من شدة حبي لك يا وطني المحتل يا زهرة فل من غسق الليل وفجر غدي ومروج السندس في بلدي ودم شعبي الملتهب لونت خيوطك يا علمي لا تحزني أمي أن مت في غض الشباب غدا سأحرض أهل القبور وأجعلها ثورة تحت التراب الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !! كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود لا يهمني متى أو أين أموت,لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيين بكل ثقلهم فوق أجساد أطفال الفقراء والمعذبين, وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين أنا لا أوافق على ما تقول, ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد قد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه يعشقون الورد لكن يعشقون الأرض أكثر مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه يقولون لي أذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لئلا يحلم بالحرية وأقول لهم إذا رأيت عبدا نائما أيقظته وحدثته عن الحرية يقولون أن علينا أن نغلق ملف القضية الفلسطينية وان نحلها كما يريدون لنا أن نحلها وأقول لهم أن كنتم تعبتم ففارقون حفاة على الجمر نسير وعلى الجمر تحترق أمنياتنا, سنين الشوك غرسوها في صدورنا, فأنبتت جراحا رويناها بالذاكرة لا بد أحيانا من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرين الصمت فن عظيم من فنون الكلام (فى الذكرى الثانية والأربعين لمصرع إرنستو تشي جيفارا)