سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"6 أكتوبر" في عيون بني صهيون"الجزء الاول"..كتاب إسرائيليون يصفون حرب " المفاجأة والدمار "..الرعب والصدمة يسيطران علي إسرائيل وجيشها يتفقد قواته المدمرة..المخابرات الإسرائيلية أكدت استحالة تفكير مصر أوسوريا في الحرب
كتب : عبد الرحيم الليثي نحتفل هذه الأيام في مصر والدول العربية بيوم الانتصار التاريخي " 6 أكتوبر " يوم العزة العربية ورد الكرامة واستعادة الأرض والكبرياء بعد مرور 37 عام علي الحرب المجيدة التي شارك فيها العرب جميعا بكل ما لديهم من قوة ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن حرب أكتوبر كما نراها نحن ولكن كما يراها " بنو صهيون " وكيف يبررون لأنفسهم تلك الهزيمة النكراء التي كانوا قبلها يتباهون بقوتهم التي لا يمكن أن تقهر " حسبما كانوا يرددون ويزعمون " ، فها هي القوات العربية والمصرية تكتسح الجيش الإسرائيلي وتمنيه بهزيمة قاسية لا يمكن أن تمحي من ذاكرة التاريخ . ونقرأ في صحيفة جيروزاليم بوست تحليلا لحرب يوم الغفران " كما يسمونها الإسرائيليون " وهذا التحليل للكاتب الإسرائيلي إبراهيم رابينوفيتش ، حيث يبدأ بوصف مشهد الدمار الذي غرقت فيه الأراضي العربية التي يحتلها الجيش الإسرائيلي فيقول : يظهر صوت الراديو صافيا في مرتفعات الجولان مع تقارير التوجهات السورية من الأجنحة من جبل الشيخ جنوبا ، وهناك أصوات الاقتضاب في بعض الأحيان ، وأحيانا بالذعر وغرق تقريبا من قبل أصوات في القبو نفسه ، وأوامر عن طريق الإذاعة ومناقشة تحركات العدو بينما كانوا يحاولون فهم ما يجري. يراقب المشهد مع شعور متزايد من الاستياء وكان الجنرال مردخاي هود وقائد سلاح الجو آنذاك ، كان جالسا في غرفة حربه في تل أبيب ببرود يتدبر الهجمات التي قامت بها القوة الجوية المصرية في ثلاث ساعات والتي حددت نتيجة حرب الأيام الستة. ويضيف الآن في هذا اليوم الأول من حرب يوم الغفران 6 أكتوبر 1973 كان قد عاد إلى الخدمة الفعلية كمنسق لسلاح الجو الجنرال اسحق حوفي ، قائد الجبهة الشمالية ، وكانت هذه الحرب أول مشاركة للطيار المخضرم على ساحة المعركة على مستوى الأرض .. ما أزعجته أكثر من الانفجارات المدفعية خارج ، بل وأكثر من المفاجأة التي حققتها الجيوش العربية ، وكان ما كان يحدث في القبو نفسه ، وكان رد فعل الجميع متبايناً للأحداث ، مع بعضهم البعض ولكنه كان الواضح أن أحدا من قادة دبابات في الحقل إلى أكبر قائد في المقر ، وأخذ وقتا للتفكير وسأل نفسه كيف يمكن شن حرب بدون تفكير؟ وبعد وقت قصير من منتصف الليل ، تعرض هود لهجوم خاطئ من الدبابات السورية ، واستغرق هود أسفل سيارة جيب في وادي الحولة وحتى مقر القيادة الشمالية على قمة تل الجليل ، يبحث عبر الوادي ، ويمكن رؤية هود مرتفعات الجولان مغطاة النيران ، كما لو كان التأخر وكان كثير من تلك الدبابات يطلق نيران كثيفة ، وكان من المستحيل أن نعرف أيها كانت من الجانب السوري وأيها من الجانب الإسرائيلي ، ولكن كان من الواضح أنه بعد 12 ساعة في الحرب كان السوريون بالفعل على قمة مرتفعات تطل على إسرائيل. وكانت إسرائيل تفترض أن مصر لن تخاطر بالحرب وهو الاحتمال الذي كان لا يزال بعيدا .. أما بالنسبة للسوريين فإنهم لن يخاطروا بالحرب دون أخيهم العربي الأكبر " مصر " ، وكانت المخابرات الإسرائيلية قد قرأت التفكير العسكري المصري على هذه النقاط. ولكن كان لا يمكن قراءة العقل أكثر مكرا من الرئيس أنور السادات ، الذي يعتقد أنه حتى النجاح المحدود من شأنه أن يوفر خداع عسكري ، والدبلوماسية لازمة للشروع في طرد إسرائيل من سيناء. وأطلقت مصر مناورات عسكرية واسعة النطاق في نهاية سبتمبر بالقرب من قناة السويس كما فعل غالبا في الماضي ، راقب باهتمام تحركات إسرائيل الروتينية ، ثم مع زيادة كثافة عندما بدأت تحركات غير عادية لتمييزها ، ومع ذلك أكد رئيس الاستخبارات العسكرية ، الجنرال أيلي زعيرا أنه ليس هناك حاجة للقلق. تراكم القوات السورية قبالة الجولان أثار القلق أيضا ، ولكن إذا كانت مصر لن تحارب ، فإن سوريا لن تدخل الحرب ، وقالت الصحف السورية دمشق تخشى من هجوم إسرائيلي وشيك ، وقد قام وزير الدفاع موشي دايان قبل عشرة أيام عيد الغفران وعدد من كبار الشخصيات العسكرية بمراقبة المواقف السورية وتأكدوا من عدم قدرة سوريا عي الدخول في الحرب . وفي مساء يوم الخميس 4 أكتوبر 1973 أفادت زيرا أنه يجري إجلاء عائلات المستشارين العسكريين السوفييت من مصر وسوريا .. مؤكدة أن احتمال الحرب ما زال ضعيفا . وفي صباح يوم الجمعة 5 أكتوبر تم أمر القوات المسلحة في بالاستعداد في حالة تأهب قصوى ، ولم يتضمن تعبئة ، ولكن كل العمليات العسكرية ألغيت وخططت معظم الجنود للعودة إلى الوطن ليوم كيبور. وفي الساعة 6 صباحا التقى اليعازر بموشيه دايان وطلب منه التعبئة العامة للجيش والقيام بغارة جوية وقائية ، إلا أن دايان رفض الغارة قائلاً أن العالم لن يقبل بتوجيه ضربة ثانيه مثل تلك التي حدثت في 1967 قبل ست سنوات من الحرب وقال : لا ضربة وقائية ، وحشد من الرجال 100000جندي ، وأمر حوفي ببدء الإجلاء الفوري عن النساء والأطفال من مستوطنات الجولان. ونقرأ مقالاً عن حرب أكتوبر كتبه الكاتب الإسرائيلي ساباتو حاييم في صحيفة جيروزاليم بوست بعنوان " أيام من الرهبة " قال فيه : كنا صغار وكنا الأبرياء تعمنا من الحاخام ابراهام كوك هكوهين اسحق كل شيء ، وتربينا على اعتبار دولة إسرائيل على أنها بداية الخلاص " استقلال إسرائيل " ، ومعجزة من حرب الأيام الستة ، وعودة إلى مساحات شاسعة من أرض إسرائيل ، واعتبرنا أنفسنا أحفاد أجيال من علماء التوراة ، فضلا عن مواطني دولة إسرائيل ، واحتفلنا استقلالها ورأت مسئولة عن أمنها. كان عالمنا سليما ، دون تشققات أو تحزبات ، كنا الشباب والأبرياء ، والحالمين يوم كيبور " يوم الغفران " هو وذروة أيام من الرهبة ، تتويجا لجهودنا الروحية علي مدار السنة.. نزيد فيه من صلواتنا من اجل الصفح ، ونحن بانتظار بوقار الانفجار العظيم للشوفر يشير إلى نهاية اليوم سريع وإعلان الرأفة والنقاء . وفجأة سمعنا بوق صفارات الإنذار ، وثقب متموجة تغير العالم إلى الأبد ، كنت أعرف أنها يمكن أن تكون أبدا مرة أخرى كما كان من قبل ، وجوه سعيدة ملؤها مع القلق ، وجرى تبادل عجل الملابس البيضاء مع غلافه الجوي للجميع انتشارا من النقاء يوم الغفران ، وجاء هذا الاستدعاء المفاجئ وصلينا من أجل التهدئة والمغفرة. وخلال ساعات ونحن في بلد آخر ، عالم مختلف تماما ، التحميل السريع للمعدات على الدبابات ، و لمحت تعابير القلق من القادة والصراخ طلبا للمساعدة وجاءت من مرتفعات الجولان ، انفجارات دفعة واحدة من عالمنا ، و دباباتنا تدحرجت عبر جسر يعقوب بنوت شاهدنا جنود سلاح الهندسة الألغام الجسور على استعداد منهم للهدم ،وفجأة كنا وجها لوجه مع الموت ، ويجري ضرب جميع من حولنا الدبابات واحدا تلو الآخر ، والطائرات سقطت ، أعمدة طويلة من الدبابات السورية كانت تقترب. وأضاف الكاتب : لقد صدمنا جميعا وسيطر الخوف ويجري وضع وجودنا كله على المحك ونظرتنا إلى العالم على حد سواء ، وكانت تعاني من قبل أسئلة مقلقة حول هذه الحرب التي نحن فيها ، طلاب المعاهد الدينية ، وتقاسمها مع بقية الأمة ، للدفاع عن دولة إسرائيل ومكانتها في التاريخ ، وقبل كل شيء عن الله والعناية الإلهية. وزاد في إلحاح الأسئلة ماذا سيحدث للشعب إسرائيل؟ أرض إسرائيل؟ ونظرة واحدة إلى وجوه القادة بما فيه الكفاية ، على الرغم من أننا لم تكن في حاجة حتى : يمكن أن نرى لأنفسنا عشرات الدبابات السورية تجتاح أسفل باتجاه طبريا ، لقد رأينا منهم يتناولون مقر قيادة الفرقة في رأينا الطائرات الخاصة بنا ، ورمزا لانتصار حرب الأيام الستة ، يسقط من السماء ، لقد استمعنا إلى نظام الاتصالات اللاسلكية ذهب القتلى ، وكانت دولة إسرائيل تقاتل من أجل حياتها. أصبحت حياتي الدينية واقع وليس مجرد دراسة وكان يصلي دائما إلى الله ولكن الآن وصرخت له من غرف قلبي جدا كنت أعرف عن صلاة من الأعماق ، ظننت أنني المفهوم الآن أنا أعرف معنى الصلاة الحقيقي النقي دون أدنى إعاقة. وقد اعتقدت دائما في الله ، ولكن الآن تغير اعتقادي ، نما واضحة وعميقة : " ليدك يحمل كل روح المعيشة وروح كل إنسان ، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام الروح والجسد خلقك ، رحمه خلقك". ومرات لا تحصى كررت هذه الكلمات للصلاة يوم الغفران ، وأنا اعتقد أنني فهمت منهم. الآن كانوا انفجار من لي من تلقاء نفسها واضحة للعيان. ماذا أرى في تلك الأيام الفظيعة؟ العالم من الداخل والخارج في الخوف والصدمة والفزع رأيت الحب الحقيقي بين الجنود والقادة ، الدينية والعلمانية .. حب لا أستطيع أن أصفه .. رأيت التفاني من الجنود والعودة إلى الدبابات التي اشتعلت فيها النيران ، لمنع العدو بأيديهم الخالية من الأسلحة .. رأيت القائد الدائمة في سيارته الجيب في وسط ساحة معركة مروعة وهو يعطي أوامره بهدوء لرجاله .. رأيت الثقة الفوز على مدى الخوف والرهبة على الإيمان والأمل على اليأس. الألم والحزن بيرس القلب ولكن لا كسرها وكان من كتيبة مع معظم قادة الدبابات ضرب والكثير من قتل وسحبت نفسها معا في غضون ساعات وعلى استعداد للعودة دون تردد رئيس في المعركة ، رأيت أنه يمكن الحفاظ على مستوى الرأس حتى في دوامة ، رأيت الأولاد يشيفا لطيف يتحول إلى المقاتلين الشجعان نصير عقد الأرض وليس التراجع. رأيت كل شيء من الداخل والخارج وكنت أعتقد أن الجنود الذين بدوا مكسورين ومنهزمين يمكن في غضون ساعات قليلة تشكيل كتيبة وشن هجوم مضاد لذلك لاستياء جميع قاتمة على حين غرة ، على الرغم من الغضب في الدولة ودباباتنا في والصدمة في اكتشاف أن شعب إسرائيل كانت لا تزال تحارب من أجل بقائها ، كان لدينا أيضا باعتزاز كبير الفخر في عدم الهزيمة .