أهلاً بكم إلى عالم "ويبلوغستان"، العالم الرقمي الفارسي، حيث يتحول الناس إلى نشطاء سياسيين، ويحبون ويخلقون ثقافتهم ولغتهم الخاصة. كل هذا بكل بساطة وهم يحتسون الشاي ويجلسون خلف شاشات الكمبيوتر. هذه هي قصة ما وصل إليه المدونون الإيرانيون، واليوم وبعد ثماني سنوات على أول تدوينه كتبها سلمان جاريري باللغة الفارسية، لا يمكن لأحد الجزم بعدد المدونات الإيرانية. لا توجد حتى الآن أي تقارير موثقة توضح إذا كانت المدونات الفارسية تحقق أرباح مادية. لكن هناك مدونين بدءوا عملهم الصحفي فقط عبر المدونات، ثم تألقوا بعد ذلك في مجال العمل الإعلامي. والكثير من المدونين يوضحون أن الهدف من مدوناتهم هو النقاش وبناء الشبكات الإجتماعية. لكن المدونين يحققون الشهرة والشعبية عن طريق تقديم محتوى جيد، ويبدو أن هذا هو النموذج السائد في ويبلوغستان. المدونات الفارسية تشبه السوق، ليس لها تركيب مركزي، ويختلف محتواها بأختلاف عادات الإنتاج لدى المدونين. وهذا يظهر بوضوح في نشاطات المدونين على شبكات الفيسبوك وفريند فيد وغوغل، والتي يمكن اعتبارها جزءاً من المشهد التدويني الإيراني. ويمكن إعتبار عدم وجود بنية مركزية للمدونات الفارسية على أنه سر بقاء هذه المدونات، فهذه التركيبة أعاقت عمل الدوائر الإيرانية الرسمية في السيطرة على المدونات الإيرانية وزعزعة تركيبتها. ندرة التقارير المسموعة والمرئية في عالم المدونات الفارسية معظم المدونات الفارسية عبارة عن مدونات نصية تكملها بعض الصور. وغالباً ما تشكل الصور عناصر جمالية، تدعم رأي المدونين. وفي الوقت الذي تتوفر فيه فرصة نشر المقالات في عدد قليل من الصحف المستقلة، لا توجد إذاعة أو قناة تلفزيونية مستقلة في إيران، لذلك تبقى التقارير المسموعة والمرئية مرهونة بالنشر عبر شبكة الإنترنت، أو التناقل عبر الهواتف الجوالة. وخلال الإنتخابات الماضية التي أجريت في يونيو/حزيران 2009، أستخدم حسين موسوي، مرشح الإصلاحيين، في حملته الإنتخابية العديد من الفيديوهات القصيرة. وحملت هذه الحملة اسم "الإدعاءات والإحصائيات"، حيث أستخدمت إحصائيات رسمية لدحض إدعاءات الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد. ونشرت الفيديوهات عن طريق موقع يو تيوب الالكتروني ليتناقلها مستخدمو الإنترنت بعد ذلك، كما تم إنتاج نسخ مضغوطة من الفيديو، ليمكن تحميلها عن طريق البلوتوث على الهواتف الجوالة. وكان هذا إستخداماً إبداعياً للتقنية، لأن تقنية البلوتوث المزودة بها الهواتف الجوالة لم تكن تستخدم حتى ذلك الوقت إلا لتبادل الأفلام الإباحية. ويمكن أعتبار يوتيوب أهم منتدى لمتصفحي الفيديو الإيرانيين، حتى لو لم تتوفر حتى الآن إحصائيات حول عدد المستخدمين. كما أن الفيديوهات المنشورة على موقع يوتيوب، يتم تناقلها بعد ذلك في شبكات أخرى مثل فيسبوك وفريندفيد. وليس من المعتاد نشر فيديو في المدونات الفارسية نظراً لبطء خدمات الانترنت هناك، وكذلك يندر استخدام الملفات الصوتية، إلا إذا كانت تحتوي على معلومات هامة، مثل تسجيل لمناقشة أجريت خلال لقاء رسمي. الشبكات الاجتماعية وبغض النظر عن الوسيلة التي يستخدمها المدونون، فالمجال مفتوح في ويبلوغستان للإضافات والتعليقات. ويمكن إضافة هذه التعليقات بطرق مختلفة، فمثلاً في جوجل ريدر وفيسبوك، يتم إخبار المستخدمين بما تم إضافته من تعليقات على المحتوى عن طريق ال"فيد" Feed، وتقدم هذه التعليقات للمستخدم بطريقة مقروءة. وبالتالي تلعب برامج قراءة الفيد دوراً هاماً من خلال تجميعها المحتويات، الأمر الذي يساعد على تدفق المعلومات في عالم المدونات، لأن تعقب الكم الهائل من التدوينات والتعليقات عليها بشكل فردي يعد أمراً شبه مستحيل. وهذه البرامج، وأشهرها جوجل ريدر، تساعد المدونين أيضاً لتتبع كل ما ينشر على مدونتهم من تعليقات. ويعتبر استخدام الفيد واستخدام منتديات مختلفة، وسيلة هامة لتجاوز الرقابة، فالحكومة يمكنها حجب العناوين الشخصية. لكن الكثير من المدونين الذين تحدثت إليهم أكدوا لي أن الرقابة يمكن فقط أن تطال المدونين قليلي الخبرة. والنقاشات اليومية التي تتم عبر المدونات، تؤكد أن الجيل الشاب في إيران ستطيع التعامل مع التقنيات الجديدة بكل سهولة. بالاتارين – نشر التدوينات المختلفة وتقييمها مؤخراً، أسست وسيلة جديدة في ويبلوغستان تحت اسم "بالاتارين" أو "الأعلى"، وهو موقع يقوم بنشر روابط مختلفة لتدوينات وأخبار.