أكد رئيس حكومة تسيير الأعمال في الضفة الغربيةالمحتلة سلام فياض على إصرار السلطة على متابعة تنفيذ خطة استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، كما حددتها وثيقة "فلسطين.. إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، ووثيقة "موعد مع الحرية"، من خلال بناء وقائع إيجابية على الأرض. جاء ذلك خلال لقاء جمع فياض بوزير خارجية مونتينغرو "الجبل الأسود" ميلان روتشن والوفد المرافق له، حيث تم بحث آخر التطورات السياسية، والأوضاع في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، والمخاطر التي تتهدد مستقبل العملية السياسية جراء الممارسات الإسرائيلية. وشدد فياض على أنه في ظل تعنت "إسرائيل" ورفضها الالتزام بتنفيذ متطلبات عملية السلام، وفي مقدمتها الوقف الشامل والتام للأنشطة الاستيطانية، بات من الملح أن يتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته المباشرة من أجل إعادة المصداقية للعملية السياسية، ووضعها على مسارٍ يمكنها من تحقيق النتائج المرجوة منها. وقال: "إن المهمة المباشرة لضمان ذلك تتطلب إلزام "إسرائيل" بالتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية، ووقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة، ورفع الحصار عن غزة، وتنفيذ اتفاقية العبور والحركة لعام 2005، وفتح كافة المعابر". تحقيق المصالحة بدوره، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية أن الاجتماع القادم من الحوار الفلسطيني الداخلي تعتبر الاختبار الحقيقي لأجواء المصالحة، مشددا على أن إحداث اختراق ملموس في ملف الأمن سيفتح الباب أمام خطوة التوقيع على الورقة المصرية وتطبيق الجدول والبرنامج العملي للاتفاق. وقال هنية في تصريح مكتوب تلقت "مصر الجديدة" نسخة عنه: إن "التباطؤ في تحديد موعد الجلسة وربطه بالحراك الخاص بملف المفاوضات وتداعيات قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو عدم حدوث اختراق في ملف الأمن بما يؤسس لشراكة أمنية حقيقية من شأن كل ذلك أن يفتح الباب للتفسير السلبي الذي لا نرغب فيه". يجدر الإشارة إلى أنه عُقد في العاصمة السورية دمشق قبل نحو عشرة أيام اجتماع بين وفدين من حركتي فتح –برئاسة زعيم كتلتها البرلمانية عزام الأحمد- وحماس –برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل- لبحث ملف المصالحة الفلسطينية. وأكد الوفدان في بيان مشترك صدر عقب اجتماعهما أن اللقاء جرى في أجواء أخوية وودية ورغبة صادقة من الطرفين لإنهاء الانقسام، وأنه قد تم الاتفاق على مسار وخطوات التحرك نحو المصالحة. وأشاد هنية في بيانه بقرار اللجنة التنفيذية بتعليق المفاوضات، وعده خطوة جيدة يجب أن يتبعها خطوات تؤكد بأن هذا القرار ليس تكتيكًا بقدر ما أنه يعبر عن رغبة صادقة في تقييم المسار السياسي ويعزز العمل وفق برنامج وطني موحد على قاعدة الشراكة السياسية والوطنية. ودعا رئيس الحكومة المقالة في غزة إلى "وقف الإجراءات الأمنية بحق أبناء شعبنا في الضفة المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين" كما قال. وجدد هنية موقف حكومته من المفاوضات "برفض الارتهان للإرادة الأمريكية"، وقال: "نعتبر أن السير في خط المصالحة يتمشى مع القناعة الراسخة والقرار المتخذ في كل المستويات القيادية". وأكد حرصه على إنجاح هذه التحركات وفق الجهود التي بذلت طيلة المرحلة الماضية داخل الساحة الفلسطينية في إطار الرعاية العربية والوساطة المصرية.