وصل الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم الاحد 26 سبتمبر/أيلول الى مدينة داليان شمال شرقي الصين التي كانت تحتضن بداية القرن الماضي القاعدة العسكرية الروسية "بورت أرتور". وفي هذه المدينة شارك الرئيس الروسي في مراسم تكريم ذكرى الجنود الروس والسوفيت الذين قتلوا في الحرب الروسية اليابانية (1904-1905) والحرب العالمية الثانية. وبهذا بدأ الرئيس الروسي زيارة رسمية الى الصين هي الثانية له الى هذه البلاد، حيث سيلتقي القيادة الصينية العليا وممثلي السلطات المحلية. وكانت الصين الدولة الأولى التي زارها الرئيس مدفيديف بعد توليه السلطة في مايو/أيار عام 2008. وسيلتقي الرئيس الروسي المسؤولين الصينيين في 3 مدن صينية كبرى هي داليان وبكين وشنغهاي. وفي يوم 27 سبتمبر/أيلول سيجتمع الرئيس مدفيديف بنظيره الصيني هو جين تاو وعدد من المسؤولين الرفيعي المستوى. ومن المتوقع ان يتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بحضور الرئيسين الروسي والصيني. وينوي دميتري مدفيديف ان يبحث مع هوجين تاو الوضع في شبه الجزيرة الكورية والملف النووي الايراني. اعلن ذلك سيرغي بريخودكو مساعد رئيس الدولة الروسية في تصريح صحفي ادلى به يوم 24 سبتمبر/ايلول لوكالة "ايتار – تاس" الروسية. يذكر ان الصين الشعبية كانت اول دولة اجنبية قام بزيارتها دميتري مدفيديف بعد توليه منصب رئيس الدولة. وقال بريخودكو انه" على خلفية تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية وحولها لا يزال التنسيق الوثيق في مواقف روسيا والصين الشعبية من الوضع في شمال شرق آسيا امرا ملحا في العلاقات بين البلدين". واعاد بريخودكو الى الاذهان ان روسيا والصين تتعاونان بنشاط في كافة المسائل المتعلقة بالقضية النووية الايرانية. واكد ان روسيا والصين تنطلقان من ان تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي يجب ان يوجه نحو اعادة الجانب الايراني الى التعاون البناء مع الاسرة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال بريخودكو ان الصين هي من انشط شركاء روسيا فيما يتعلق بضمان الاستقرار الاستراتيجي، علما ان كلتا الدولتين تدعوان الى تنفيذ القرارات المتخذة بشكل جماعي في مجال حظر انتشار السلاح النووي والدرع الصاروخية، وذلك وفقا لمبادئ الامن المتكافئ غير المجزأ للجميع. وتوقع بريخودكو ان يركز اهتمام الجانبين لدى بحث الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادي على المسائل المحورية الخاصة بتشكيل بنية الاستقرار والامن وكذلك تطوير التكامل والتعاون في اطار الاليات المتعددة الجوانب المعمول بها في المنطقة. وقال بريخودكو انه من المفترض ان يبحث الجانبان آفاق تعزيز الدور المنسق الرئيسي الذي تلعبه الاممالمتحدة في حل المسائل الملحة للقضايا الدولية، ومنها مكافحة الارهاب وحظر انتشار اسلحة الدمار الشامل وتغير المناخ واعمار العراق وافغانستان والتسوية في الشرق الاوسط. وابرز بريخودكو ان روسيا والصين توليان اهتماما بالغا الى التعاون في اطار منظمة شنغهاي للتعاون باعتبارها عاملا واقعيا لتعزيز الامن والاستقرار في وسط آسيا وضمان تنميتها الاقتصادية. وتدعو روسيا والصين الى تعميق التعاون في شتى المجالات ضمن هذا الاطار والنهوض بقدرات المنظمة في مكافحة الارهاب والتطرف وتهريب المخدرات. كما انهما تدعوان الى التقارب اللاحق بين اعضاء المنظمة مع الدول المعنية والمنظمات الدولية. وبحسب قول بريخودكو فان اهتماما خاصا سيولى لمستقبل توسيع التعاون في اطار مجموعة "العشرين" ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعتي "بريك" و" ريك" ( روسيا والهند والصين). ومن المتوقع ان يشدد الجانبان اثناء المحادثات على ضرورة تطوير التعاون الدولي في التجاوز على عواقب الازمة المالية العالمية واجراء اصلاح النظام المالي الدولي. وقال بريخودكو:" لقد جرت العادة اثناء عقد قمم كهذه ان يطلع الجانبان بعضهما البعض على التطورات الاخيرة على الصعيد الاقتصادي الداخلي في كلا البلدين وخطط الحكومتين، علما ان هذا الامر يعتبر هاما جدا لانجاز المشاريع المشتركة. كما ينوي الجانبان بحث الوضع في الاسواق المالية واسواق الخامات وخاصة عشية انعقاد قمة منظمة التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادي في اليابان.